غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
أتشعر بتلك النار بداخلك ..
أتشعر بالرغبة بالإنتقام ، وأن ترى من تريد الإنتقام منه وهو يتذوق الألم ويشعر بمرارة المعاناة التى عصفت بكيانك وهزت مشاعرك ...
إن من أكثر ما يخدعنا به العقل الباطن هو الإنتقام ممن آذاك ، ومحاولة إذاقته الألم ، وأن هذا هو ما سيشعرك بالسلام ، ويعطيك الإيحاء بأن سلامك النفسي فى الإنتقام ...
وإذا اتخذت هذا الإعتقاد منهجاً وانسقت وراءه ، فاعلم أيضاً أن العقل الباطن هو من يعزز لديك الرغبة في الإنتقام ، وهو ما يستنزف طاقتك ...
الحل فى المسامحة ...
ستقول لي كيف أسامح وأنا أريد الإنتقام ...
أقول لك لا تتعامل مع الشخص الذى آذاك على أنه مصدر الألم ...
إن مصدر الألم بداخلك أنت ، وأنت من تحركه بأفكارك ..
والشخص الذى آذاك قد أدى دوره فى حياتك كمعلم لتتلقن على يديه درس سيفيدك فى رحلة تطورك وإدراكك ..
إن دوره كان انعكاس لما بداخلك من أشياء أنت تجهلها عن نفسك ، وهو جاء ليظهرها لك على السطح ..
أو رفض وعدم تقبل ..
فإن أحسنت التعامل معها كانت دافع لتطورك كلما استوعبت الدرس ...
أما إذا عشت دور الضحية والإصرار على الإنتقام ، فاعلم بأنك تعطي إشارات من داخلك بعدم تقبل الدرس ..
وهذا ما سيؤدى بك إلى درس آخر مشابه من إنسان آخر ، او ربما نفس الشخص الذى ظلمك..
وربما كان الدرس التالى أشد قسوة ، نتيجة عدم استيعابك للدرس الأول ...
إن كل ما عليك فعله هو التعامل مع المشاعر المسببة للألم والتحرر منها ، وهذا ما سيؤدى بك إلى مرحلة التشافى والسلام ...
إن التسامح لأجلك أنت ، قبل أن يكون للطرف الآخر..