غسيل الدماغ
مفهوم غسيل الدماغ وتعريفه: غسيل الدماغ سلاح من أسلحة الحرب النفسيَّة يرمي إلى السيطرة على العقل البشري وتوجيهه بغايات مرسومة، بعد أن يُجرَّد من مبادئه السابقة. وكان أول مَن ابتكَر اصطلاح غسيل الدماغ صحفي أمريكي يُدعى "إدوارد هنتر" ألَّف كتابًا عن الموضوع على أَثَر الحرب الكوريَّة، إذ لاحظ هذا الصحفي أن ثلث أسرى الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذوا اتجاهًا جديدًا ضد وطنهم، وكانت هذه الظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحرب البشرية، وقد عُني الصحفي بهذا الاصطلاح "المحاولات المخطَّطة أو الأساليب السياسية المتَّبَعة من قِبَل الشيوعيين لإقناع غير الشيوعيين بالإيمان والتسليم بمبادئهم وتعاليمهم"
إلا أن اصطلاح "غسيل الدماغ" اتَّسَع معناه، واستُعمِل في مختلف ميادين الحياة من إعلان تِجاري، أو دعاية، أو اجتماع، أو سياسة، ولم يَعُد قاصرًا على الشيوعيين - وهم أول من استخدمه - بل تعدَّاه إلى الشرق والغرب، ليصبح له تعريف عامٌّ، وهو: "كلُّ وسيلة تقنية مخطَّطة تَرمي إلى تحوير الفِكْر أو السلوك البشري ضد رغبة الإنسان أو إرادته، أو سابق ثقافته وتعليمه"
وقد أَطلَق بعضهم على هذه العمليَّة في السيطرة على العقل البشري وتوجيهه، أسماء أخرى، أعمَّ وأشمل من اصطلاح غسيل الدماغ، من مِثل، إعادة تقويم الأفكار، أو التحوير الفكري، أو المذهبة، أو الإقناع الخفي
ونَصِل أخيرًا إلى تعريف لاصطلاح غسيل المخ: "بأنه عمليَّة تطويع المخ وإعادة تشكيل التفكير، وهو عمليَّة تغيير الاتجاهات النفسيَّة، بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهو محاولة توجيه الفِكر الإنساني أو العمل الإنساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، أو ضد ما يتَّفِق مع أفكاره ومُعتقداته وقِيمه، إنه عمليَّة إعادة تعليم ( وهو عمليَّة تحويل الإيمان أو العقيدة إلى كُفْر بها، ثم إلى الإيمان بنقيضها"