• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

هل أنت إنسان فردي، أم أنت جزء من مجتمعك؟!

سارة البابلية

عٍـسلُِ آلُِشُبَـآبَ♔
2018-10-15
46,072
شباب الرافدين
جوهرة
დ12,134
الجنس
أنثى
هل أنت إنسان فردي، أم أنت جزء من مجتمعك؟!


نعم؛ كإنسان لك طُموحاتك ورغباتك ومشاريعُك الخاصَّة، وهذه أمور طبيَّعة ومن حقِّك ممارستُها، والسعيُ لتحقيقها، وتتمنى على الله أن يوفِّقك فيها، ولا اعتراض، ولكن لا تنسَ أنَّك جزء من مجتمعك وله حق عليك، وهذا هو موضوعنا اليوم نستعرضه من خلال إحدى قَصص القرآن الكريم؛ قصة كعب بن مالك.



كعب بن مالك صحابي، القصَّة حدثت سنة 9 هجرية، آخر العهد النبوي، أيام غزوة تبوك، كان هناك تحدٍّ يواجه الرسالة المحمدية، تحدٍّ يواجه المجتمع الإسلامي الفتيَّ؛ الروم يحشدون جيوشهم لمهاجمة المدينة (مدينة الرسول) والإسلام والمسلمين، وكان يتوجَّب على القائد (النبي صلى الله عليه وسلم) أن يستعدَّ للمواجهة قبل الفوات، والظرف عصيب جدًّا، فالوقت كان صيفًا، الحرارة على أشدها، أغلب المسلمين كانوا مزارعين، حصاد الزرع على الأبواب، والعدو خصم قوي، ويتحتَّم مواجهته بعيدًا عن مركز الإسلام (المدينة المنورة)، في منطقة تبوك التي تبعد ألف كيلو متر، ولك أن تتصور حراجةَ الموقف، حرارة الصيف، التخلي عن المكاسب الشخصية، ومشقة السفر لهذه المسافة الطويلة، وسفر حرب وليس نزهة! وهي حقيقة وكما سميت (غزوة العُسرة).



والمسلمون لم يكن لديهم العُدَّة الكافية، ولا المال الكافي، فكل ثلاثة أنفار لهم بعير واحدٌ، يتناوبون ركوبَه بينهم، واحد منهم يركب والآخران يمشيان إلى جانبه، يتراوحون الركوب بينهم، الحرُّ شديد، المُؤنة قليلة، والمسافة طويلة.



وكما نعرف فإن القصة عندما ترِد في القرآن الكريم، ترد وهي تحكي لنا عبرَةً، يريد الله - سبحانه وتعالى - أن نعتبرَ منها في حياتنا الدنيا، إذاً الامتحان صعب جدًّا، النوازع مُتضاربة، دُنيوية: الزَّرع والحلال، والزوجة والأطفال، والدَّعَة وراحة البال، وأُخرويَّة: الجهاد في سبيل الله، نُصرة الإسلام، والأهم من ذلك كله طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].



القصة على لسان كعب بن مالك، نزلت في سورة التوبة، الإنسان أول ما يقرأ كلمة التوبة في القرآن الكريم يخطر على باله الذنب فقط، والنَّفسُ توسوس لصاحبها فتُهوِّن عليه الشُّعور بالذنب، فيخلد إلى الراحة الكاذبة، ولكن التوبة ليست للذنب الظاهر فقط، فالرجل الذي يكِدُّ ويشقى لأجل نفسه وعائلته فقط، محتاج إلى توبة؛ لأنَّ فكرَه ضيِّق جدًّا؛ فقد نَسي أن مجتمعه ملآن فقراء ويتامى وأرامل، لم يفكر فيهم أبدًا، والكاسب الذي يتاجر في الكاسد من البضائع لم يُفكِّر في أبناء مجتمعه، كان همُّه الأوحد الرِّبح على حساب الآخرين، والموظَّف الذي يخلُّ في أداء واجبه الذي يرتزق منه، قد أدخل الحرام في بطون أبنائه، والآباء والأمهات الذين لم يُعلِّموا أولادهم احترام الآخرين، واحترام المجتمع الذين هم جزء منه، كل هؤلاء محتاجون إلى التوبة؛ لأنهم يُفكرون في أنفسهم فقط، في حدود رغباتهم وراحتهم، لا يهُمُّهم جوعُ جائع، ولا دَمعة يتيم، ولا آهة أرملة، ولا لوعة مريض، تعاملهم مع الآخرين ينطلق من مصالحهم الضَّيِّقة، فما داموا ميسورين ومُرفَّهين، فليذهب الباقون إلى ال...!



نرجع إلى قصة كعب بن مالك، فهو لم يحضر غزوة تبوك، وتخلَّف عنها؛ من أجل مشروعه الخاصِّ، عَداها لم يتخلف عن أيَّة غزوة إلَّا هذه، وهو يروي لنا العقوبة التي واجهها لأنه تخلَّف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصوَّرْ كَعبًا الصَّحابيَّ الجليل المؤْمنَ وهو يتخلَّف مرَّةً واحدة فقط، ثم انظرْ كيف هي العقوبة القاسية التي لاقاها نتيجةَ تخلُّفه لمرَّة واحدةٍ؟! فيا ترى، كم مرَّة تخلفنا نحن عن كوننا جزءًا من هذا المجتمع؟!



كعبٌ شهِد بيعةَ العقبة، التي بايع فيها الأنصار على نُصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي وقتها كانت تُعدُّ (هذه البيعة) وِسام شرفٍ للأنصار، كان صادقَ اللسان والإيمان، من المقرَّبين للنبي -صلى الله عليه وسلم- محترمًا في عشيرته، ولكن تخلَّف، ويا لَيته لم يتخلف!



كان من عادة الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- ألاَّ يصرح بالجِهة التي سيغزوها، إلا أنه هذه المرَّة قال: نحن ذاهبون إلى تبوك، لماذا؟ لأن هذه المرة أراد أن يُهيِّئَ النُّفوس لما هو شديد وقاسٍ، مُواجهة الرُّومان الأقوياء، حرارة الجوِّ عالية، المؤنة قليلة، فامتحان عسير، وصراع داخلي عنيف بين فرديَّة المسلم ومصلحة الإسلام، فمن سيتغلب: الفرديَّة، أم بيضة الإسلام؟



يقول كعب:

كلَّما هممت أن أخرج منعتني الدنيا ودعَتُها، فأمامي حرٌّ شديد (صيفٌ حارٌّ)، ومشقَّة طريق (ألف كيلومتر إلى تبوك)، ومؤنة قليلة، وعدو بجيش جرَّار، إلى أن بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج بالجيش وأنا متهاون بالتجهُّز للخروج معه، إلى أن انتهى الأمر وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا متقاعسٌ، رغم ذلك فقد كان واضحًا في موقفه، فهو يقول: كنتُ قويًّا ومُستعدًّا، ميسورَ الحال، حتى إنني كنت أملك في حينها جملَين، ولكن....



يواصل فيقول: بعد خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجتُ من داري أتجول في المدينة، فلم أرَ إلا المنافقين والمعوَّقين والأطفال والشيوخ والنساء، وقليلًا من المؤمنين الذين تركهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ورائه لحماية المدينة، فصحوت وهالني الموقف (موقف تخلفي)، وعصَرني الندم والخيبة لتخلفي، لكن!



خرج مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثلاثون ألف نفر، وتخلف مَن تخلَّف، وعاش كعب طوال فترة الغزوة - والتي استمرت خمسين يومًا - وهو كَسير الهِمَّة والنفْس، لا يعرف كيف سيواجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند عودته، وفي داخله يعرف أيضًا أن لا عذر عنده.



انتصر المسلمون على الرُّومان بإذن ربهم، ورجعوا إلى المدينة وكعبٌ يتوارى عن أنظار النبي -صلى الله عليه وسلم- بأيِّ عُذر سيواجه؟! فلا عذر لديه.



استقرَّ المقام بالعائدين المجاهدين، وهدأت الأحوال، وجاء المنافقون ليعتذروا بأشد الأعذار عن تخلفهم ﴿ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [الفتح: 11]، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقبل منهم ويستغفر لهم رغم أنه يعرف أنهم كاذبون، وكعب وزميلاه متوارون عن أنظار النبي -صلى الله عليه وسلم- خجلًا من مواقفهم، إلى أن أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- يستدعيه، يقول كعب: فكَّرت أن أكذب، ولكن أكذب على مَن؟! على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!



تخيَّل الصِّراعَ الذي عاشه كعبٌ، إلى أن حانت اللَّحظة الحاسمة ووقف أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يجد إلا أن يقول الحقيقة، ما الذي دعاك للتخلف؟ لِمَ تخلفت؟ لِم قدَّمت مصلحتك على مصلحة المسلمين؟! لا عذر لي يا رسول الله! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أمَّا هذا، فقد صدق، قُم حتى يقضي الله فيك))، لامَه الناس على صدقِه وقالوا له: لِم لَم تكذب كما فعل الذين من قبلك واستغفَر لهم الرسول؟ وألحُّوا عليه كثيرًا حتى همَّ أن يرجع إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصارعتْه نفسه، إلا أنه انتصر على نفسه؛ لأنه كان صادقًا، فلنتعلم الصِّدق من كعبٍ في كل الأحوال.



الظاهرة الغريبة التي طفَت على أغلب لقاءاتنا الاجتماعية، الشكوى من الغير؛ موظف يشتكي من مُعلِّمة ابنه؛ لأنها لا تهتم بتدريس المواد المقررة؛ كي تدفع التَّلاميذ إلى أخذ دروس خصوصيَّة، معلِّمة تعكس معانات زوجها وكيف اضطر أخيرًا إلى دفع رشوة إلى الموظف المسؤول كي يُنجز معاملته في إحدى دوائر الدولة، ربَّة بيت تَتذمَّر لأن بائعًا باعها مادة غذائية فاسدة، فنون من الألاعيب يفتعلها البعض من أجل فصل عشائري، حلالًا وحرامًا ولا وازع، لقد سئِمت من هذه اللقاءات؛ لأنها نكد في نكد، وخلت من (السوالف الحلوة) التي كانت عامرة أيام زمان، أيام البساطة، أيام الوفاء والمروءة، ومراعاة الغير، أيام عندما كان أحدنا يريد شراء حاجةٍ ما، يقول له البائع: اذهب واشترها من جاري؛ فأنا - والحمد لله - قد استفتحت!



ولكن مَن هي المعلِّمة؟ أليست هي إمَّا زوجتي، أو أختي؟! ومَن هو الموظف المُرتشي؟ أليس هو زوجي أو ابني؟! إذًا فما بالُنا نشتكي ونحن المشتكى منه؟! ألسنا نحن أبناء هذا المجتمع؟! أم أنَّ الموظف المُرتشي، والمُعلمة المقصِّرة، والحرس الذي يُضايقنا في نقاط التفتيش وغيرهم، الذين يُشكلون مُجمل همومنا ومشاكلنا قد جاؤوا من بلد آخر، من مجتمع آخر؟!



المُشكِلة هي أننا أصبحنا لا يهمنا سوى المصلحة الخاصَّة، المصلحة الضيِّقة التي تدور في فلك (الأنا) وليذهب الباقون إلى ال...! بِمَ سنجيب لو سأَلَنا الرسولُ يوم القيامة: بمَ سأشفع لكم؟ على كل حال لنرجع إلى كعب.



نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكلِّم أهلُ المدينة الثلاثةَ: (كَعبَ بنَ مالك، وهِلالَ بن أُميَّة، ومُرارَة بنَ الرَّبيع)، وأصبح لا يكلمهم أحد، نعم، هذه هي العقوبة التي فرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم، فكما نبذتم مصلحة المجتمع، فالمجتمع اليوم ينبذكم، فلا يكلمكم أحد إلى أن يحكم الله فيكم.



في الطريق لا يكلمهم أحد، يسلِّمون على الناس ولا أحد يردُّ عليهم إلا إيماءً، حتى في البيت، لا ابن ولا أخ ولا حتى الزوجة تكلمهم؛ تنفيذًا لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- تخيَّل لو مضى عليَّ أو عليك هذا الأمر، ماذا يحدث؟ كيف سيطيق هؤلاء الثلاثة هذا الوضع؟ موقف مؤلم جدًّا حقيقةً.



والأمَرُّ والأدْهى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد فترةَ المقاطعة هذه، فلو كانت أيَّامًا معدودة لهان الأمر، يومان، ثلاثة، أو خمسة، بالصبر تنتهي، ولكنها كانت مفتوحة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد لها مدة، وهذا ما زاد الألم شدة إلى شدة، وتمر الأيام ولا أمل، وضاقت الأنفس، وإذا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يُشدد عليهم أكثر، فيأمر زوجاتهم بمفارقة أزواجهم بالفراش، يا للمُصيبة!



يا تُرى! هل كان هَمُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الانتقامَ منهم وهو رسولُ الرحمة؟! بالطبع لا، ولكنه كان يريد أن يُعلِّم المسلمين مدى أهمية الإحساس بالمصلحة العامة، فالموضوع إذًا أثَرَة المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وإلاَّ فسدت الأمور، وفسد المجتمع، وانتشرت الآفات والمشاكل الاجتماعية، وهذا ما نراه اليوم في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية مع كل الأسف.



هل ساعدْنا فقيرًا كي لا ينقطع عن دراسته ويذهب للاشتغال مساعد ميكانيكي سيارات؟ هل كَفلْنا يتيمًا كي لا يتسوَّل في الطرقات؟ هل راعينا أرملة كي لا تفترش قارعة الطريق هي وأطفالها العرايا تستجدي بهم؟ أنا متأكِّد أن كلنا يَعرف حقوقه على المجتمع، ولكن كم منَّا يعرف حق المجتمع عليه؟! هذه ثقافة لا نعرفها ولا نريد أن نعرفها، لماذا؟ لأنها تحتاج إلى بذل وعطاء، نحن بارعون في الشكوى داخل مجالسنا الخاصة والعامة، وندور ونلف في المشكلة، ولا نكلِّف أنفسنا بالتفكير في الحل، كلنا يريد من الآخَر أن يحُلَّ لنا المشاكل، وهذا غير ممكن، المشكلة قابعة داخل أنفسنا، ولا نتحرك، كلنا يرتجي شفاعة الرسول يوم القيامة، ولا نمتلك مقوِّمات الشفاعة! لا نطيل.



تخيَّلتَ الثلاثةَ؟ لا أحد يُكلمهم، ولا زوجات تشاركهم الهمَّ والفراش، ما أتعس الحال! وتمر الأيام ونفوسهم تنعصر عصرًا، وجدانهم يؤنِّبهم أقسى التأنيب، والرسول -صلى الله عليه وسلم- مجافٍ لهم، ولا شفيع لهم، يا رب فرجَكَ!



خمسون يومًا انقضت وهم على هذا الحال، أصابهم الانهيار الرُّوحي والنفسي، وهم ينتظرون الفَرَج من الله، ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118].



نعم، قد جاء الفَرَج؛ إذ نزلت هذه الآية بحقهم على الرسول الأكرم، وأرسل إليهم يُبشِّرهم أنْ تاب الله عليهم، وانطلق مبشران: مبشر انطلق على دابته، ومبشر ارتقى عاليةً من الأرض ونادى بأعلى صوته: أن أبشر يا كعب؛ لقد تاب الله عليك، وهُرع كعب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والدموع تملأ عينيه، وعمَّ فرح غامر أهلَ المدينة، لقد كان حقًّا درسًا بليغًا، فهل نتَّعظ به نحن المقصِّرين تجاه أهلنا، وإخواننا، ومجتمعنا؟ أم ما زلنا ننتظر من الآخر أن يحل مشاكلنا؟ نحن أولى بمشاكلنا من الغير، لا يهمُّنا تقصير الآخرين، ليقم كلٌّ منَّا بما عليه ولا يضرنا تقاعس المتقاعسين، شهرُ رمضان المبارك على المشارف، كلُّنا سيقرأ ما تيسَّر له من القرآن في هذا الشهر المبارك، فلا تنس كعبًا وأنت تقرأ سورة التوبة، ومِن الله التوفيق.
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل