الرجل بـ"نصف عقل" أيضاً! هايل شرف الدين

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
من منّا لم يسمع بالمقولة الشعبية، الشائعة والمبتذلة، "المرأة بنصف عقل"؟!
ولكن من أين جاء هذا الاعتقاد؟ ومن وراءه؟ خصوصاً وأن علم النفس التحليلي قد أعطى أهميةً كبيرةً للأمثال الشعبية والقصص وحكايا الجدّات على اعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الموروث الإنساني. هل جاء مثل هذا الاعتقاد كتعبيرٍ عن حقد الرجل تجاه المرأة بتواطؤ من بعض النساء؟ أم أنه نتيجة ذكورية قادت إليه مجموعةٌ من المواقف التراكمية؟
بحسب علم الأعصاب، فإن المرأة تعالج المعلومات دماغياً في المناطق البيضاء، أي تلك المكوَّنة من الحزم والألياف العصبية. في الوقت الذي يعالج فيه الرجل المعلومات في باحات المخّ الرمادية المتكوّنة من أجسام الخلايا العصبية.
يهتمّ الليف العصبي بالشعور بينما يهتمّ جسم الخلية العصبية بتحليل المعلومة. وللتوضيح فإن الشعور هاهنا بمعنى الإحساس الانتقائي وليس الحسّ البدائي.
وبالتالي فإن المرأة، عصبياً، تعتمد في تحليل الموقف على أرضية عاطفية، بينما يرتكز الرجل على العملية الحسابية.
فالقطب الأكبر المؤنث هو العاطفة والأحاسيس، بينما قطب الرجل الأعظمي هو المنطقي.
وبالعودة إلى العبارة الأولى التي افتتحنا بها مقالنا هذا، فإن المرأة بـ"نصف عقل" منطقي لكنها بعقل عاطفي كامل. بينما الذكر هو بـ"نصف عقل" عاطفي وبعقل منطقي كامل. هكذا تصبح الجملة علمية.
وهنا لا بد من التحذير من مخاطر التنميط واعتماد الأهواء في التقييم، فنحن لا نعني بأن المرأة عاطفية وساذجة بينما الرجل عقلاني جداً في خياراته كجدار من الإسمنت المسلَّح. فالمسألة هي أن الاختلاف التشريحي أدَّى إلى إفراز عقليتين مختلفتين تكمّل إحداهما الأخرى، ولا ندّعي غياب إحداهما عن أحد الجنسين، ولكن نقصد ترجيح كفَّة المنطق لدى الرجل وترجيح كفَّة العاطفة عند المرأة.
ولـمّا كانت أرضية عقل المرأة شديدة الحساسية فلا بدَّ أن تنعكس على نمط تفكيرها وطريقة تعاملها مع واقعها المحيط، لذلك هي عكس الرجل في جميع المفاهيم.
فالمرأة مشخصة، بينما الرجل مجرّد، لأن عاطفة المرأة قد حوّلت مفاهيم الرجال المجردة إلى كائنات من لحم ودم. فعندما يقول الرجل "حرية" مثلاً يقصد بها الحرية بمعناها العام، لكن المرأة عندما تقول "حرية" فتعني بها حريتها الشخصية.
لنأخذ موضوع الأخلاق العامة مثالاً على ذلك:
المرأة تنفر من تلك القوانين التي يسنّها الرجل ويسمّيها "أخلاقاً" لتصبح لديه مسلَّماتٍ من الممنوع الخوض فيها أو الخروج عنها قيد أنملة. فالمرأة ليست معنيةً بأخلاق يخترعها الرجل وتناسب مصلحته هو، وتهدف إلى تحجيم المرأة ورؤيتها على أنها مجرّد أعضاء تناسلية، وبالتالي تحويلها إلى "شيء" قابل للملكية الشخصية!
لا يعني قولنا هنا بالمطلق أن المرأة كائن غير أخلاقي في ماهيَّتها، بل على العكس تماماً، لكنها تشبه رمزها الأساسي: الماء. فهي سيَّالة وقابلة لأخذ شكل الإناء الذي توضع فيه،
ولأنها أيضاً الماء فهي المحيط والطوفان الذي يحيط ويحاصر ويبتلع ويُغرق... لذلك كانت إحدى قيود الذكورة وأصفادها هذه "الأخلاق" لكبح جموحها المحتمل وإبقائها دائماً تحت السيطرة!
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل