الفرق بين مرض الفصام وإنفصام أو اضطراب الشخصية

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌

Moon

مؤسسة المنتدى وصاحبة الإمتياز
عضو في شباب الرافدين
2018-08-28
2,360
855
117
العراق
جوهرة
დ2,593
الفرق بين مرض الفصام وإنفصام أو اضطراب الشخصية

230220.jpg

مرض الفصام:
هو مرض عقلي يتميز بوجود أعراض نفسية وعقلية، مثل: الهلاوس السمعية، ونادراً الهلاوس البصرية، واضطراب في التفكير، ويتيمز أيضاً بوجود ما يُعرف بالضلالات، وهي اعتقادات خاطئة يحملها المريض على أنها أمور حقيقية مثل: شعور المريض بأن هناك شخصاً يُطارده، أو أن هناك من يتجسس عليه، أو أن الناس يقرأون أفكاره أو يأخذونها من رأسه أو أن الآخرين يضعون أفكاراً داخل رأسه رغم عدم رضاه عن ذلك. ويؤدي مرض الفصام الذي يصيب الإنسان عادة في مرحلة مبكرة من عمره إلى تدهور في السلوك والشخصية والإدراك، خاصة إذا لم يُعالج المريض مبكراً في بدايات المرض. ويُعتبر مرض الفصام واحداً من الأمراض النفسية التي تسبب إعاقة (إعاقة عقلية) فعلية للمرضى المصابين به.​
هل مرض الفصام هو انفصام الشخصية؟ وإذا لم يكن ذلك فما الفرق بينهما؟
- مرض الفصام ليس هو اضطراب انفصام الشخصية، فهو كما ذكرنا سابقاً مرض عقلي أو ذهاني، أي أنه مرض يجعل الإنسان يفقد الإدراك، وليس لديه استبصار بحالته العقلية. وأعراضه كما ذكرنا هلاوس وضلالات في التفكير. ويؤدي إلى تدهور في الشخصية والسلوك لدى المريض، بينما انفصام الشخصية اضطراب عصابي، وهو نادر الحدوث، وأكثر ما نسمع عنه في الأفلام والروايات الخيالية، وفيه يكون للشخص أكثر من شخصية، ويحدث انفصام الشخصية دون وعي من المريض، ولا يعي المريض سلوكه في كل شخصية، وهذا الاضطراب يُعرف باللغة الانجليزية ب (Multiple Personality). وقد يكون للمريض شخصيتان أو أكثر كل منهما تختلف عن الأخرى باسم مختلف ووظيفة مختلفة وسلوك مغاير.​
لم نكن نسمع في الماضي عن مرض الفصام. أهو مرض جديد مثل الإيدز أم أنه قديم ولكن لم نعرفه إلا متأخراً؟
- مرض الفصام مرض قديم جداً، وأول وصف ورد لمريض بمرض الفصام كان في عام 1400قبل الميلاد في مخطوطات الطب الهندية. وكذلك أشار إلى هذا المرض في القرن الثاني الميلادي الطبيب الاغريقي أرثيوس. ولكن كانت الكتابات المتعلقة بوصف مرض الفصام يشوبها كثير من الغموض، وعدم الدقة في وصف المرض حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. وكانت أول محاولة جادة لوصف مرض الفصام بصورة علمية جيدة وواضحة عام 1869م على يد بروفسور ألماني في جامعة ميونخ اسمه أميل كريبلن Emil Kraeplin، وظل هذا المرض يحظى باهتمام العلماء والباحثين على الرغم من عدم التوصل النهائي لتعريفه وتشخيصه حتى جاء طبيب نفسي سويسري اسمه يوجن بلويلر Eugen Bleuler عام 1911م وأطلق عليه اسم (Schizophrenia) مؤلفة من (Schizo) أي فصام و(phrnia) أي العقل.​
ورغم قول بلويلر: بأنه يُكمل عمل كريلبن إلا أن التغيير الذي أحدثه بلويلر كان جذرياً في تقسيم المرض وتشخيصه ويُنسب إلى هذا الطبيب السويسري البارع الفضل في تشخيص مرض الفصام. وقد تخلى عن وصف المرض ب "الخرف المبكر" (Dementio Proecox) وسماه مرض الفصام (Schizophrena)، وظلت التسمية حتى الآن. وكان مرد إطلاق بلويلر اسم الفصام (Schizophrena) على هذا الاضطراب تأثره بمدرسة وكتابات فرويد في التحليل النفسي وذلك دعاه إلى إطلاق هذا الاسم (انفصام أو فُصام العقل) (Schizophrena) لأنه كان يعتقد أن مرض الفصام ينتج عن عدم الترابط بين الوظائف النفسية المختلفة، والمشاعر، وكذلك الأفكار والقدرات الذهنية.​
ووضع بلويلر حدوداً فاصلة للتفريق بين اضطراب الأفكار، والتفكير، وتجمّد المشاعر، أو عدم تناسب المشاعر مع المواقف الإنسانية مثل: الصمت في مواقف محزنة، وكذلك الانعزال وعدم الاختلاط ووضع حواجز نفسية مع الآخرين، وكذلك التناقض في المشاعر في نفس الوقت مثل: الحب، والكره في آن واحد وهو ما يُعرف (Ambivalence). وقد قال بلويلر: إن هذه الأعراض هي الأركان الأساسية في تشخيص مرض الفصام، وكذلك الهلاوس والضلالات، التخشب الكتاتوني (Catatonic Phenomena).​
وبعد فترة وجيزة أصبح مصطلح الفصام أو (Schizophrena) كثير الشيوع، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن مصطلح كريبلن كان الأكثر انتشاراً في دول أوروبا. ومنذ ذلك الحين أصبح مرض الفصام يطُلق عليه (Schizophrena). ويُّعد واحداً من أكثر الأمراض النفسية أهمية نظراً لصعوبته وتأثيره على المريض وعائلته. وكذلك فإن مرض الفصام مرض مزمن، ويبدأ في مرحلة مبكرة من العمر ويستمر مع المريض سنوات طويلة ويتطلب علاجاً متواصلاً ورعاية متكررة في المشافي، كذلك فإن تكلفة علاج مرضى الفصام عالية جداً إذا تم حساب كلفة المصاريف التي يتطلبها هذا المرض. ففي دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوز علاج مرضى الفصام 50مليار دولار سنوياً، رغم أن العلاج لا يُقدم لكل المرضى وكذلك الخدمات لا تُقدم لجميع المرضى، وهذه التكلفة جعلت الحكومات الأمريكية والأوروبية تهتم بشكل كبير بالأبحاث المتعلقة به والسعي لتقليل كلفة هذا المرض المزمن.​
نسمع أحياناً بالفصام العقلي أو الفصام الذهاني فما الفرق بينهما؟
- في واقع الأمر ليس هناك فرق بين ما يُطلق عليه البعض الفصام العقلي أو الفصام الذهاني، فكلاهما لهما اسم واحد ومدلول واحد والأمر الأكثر دقة أن مرض الفصام الذهاني (Psychosis) يعني أن المريض ليس لديه استبصار بحالته أي يُعاني من الذهان ولا يعتقد بأنه مريض ويُحضر دوماً إلى العيادة بواسطة عائلته أو الشرطة أو مركز العمل بسبب سلوكيات غير طبيعية، والمريض لا يعتقد بأنه مريض، بل ربما يفهم أن الآخرين يحاولون إيذاءه - لهذا يُطلق مصطلح الاضطرابات الذهانية (Psychotic Disorders) على الأمراض النفسية التي يفقد فيها المريض الاستبصار بحالته ولا يشعر بأنه مريض: مثل الهوس أو الاضطرابات العقلية نتيجة استخدام المخدرات، وكذلك الاكتئاب الذهاني.​
لماذا سُمّي مرض الفصام بهذا الاسم (Schizophrena)؟
- سُمّي الفصام بهذا الاسم لأنه تسبب في تغيير في شخصية المرء واضطرابات في السلوك، والفصام كما أشرنا ترجمة للكلمة الانجليزية (Schizophrena) وقد أطلق هذا المصطلح لأول مرة الطبيب السويسري بلويلر (Eugen Bleuler) عام 1911م، وكان بلويلر في ذلك الوقت متأثراً بكتابات سيموند فرويد وآراء فرويد في التحليل النفسي فأُطلق عليه "فُصام العقل"، وحسب تعبير بلويلر فإنه أُطلق على الفصام متلازمة الفصام حيث وصفه بأنه مجموعة أمراض تجتمع في اضطراب واحد، وانتشر هذا الاسم خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت حيث كانت أفكار فرويد رائجة أيضاً في أمريكا، بينما احتفظ الأوروبيون بتسمية البروفسور الألماني أميل كريبلين "الخرف المبكر" إلى أن انتهى الأمر بسيطرة الاسم الذي تبناه الأمريكيون (كالعادة!)، وإن كان للأسف هناك خلط يقع كثيراً بين مرض الفصام وبين اضطراب انفصام الشخصية الذي يختلف تماماً عن مرض الفصام ويسمى باللغة الانجليزية (Multiple Personality).​
هل مرض الفصام مُعد وينتقل من شخص إلى آخر؟
- مرض الفصام ليس مُعدءياً ولا ينتقل من شخص إلى آخر بأي وسيلة كانت وتحت أي ظروف، والأفكار الخاطئة والشائعة لدى الناس بأن الأطباء النفسائيين أو الاختصاصيين النفسيين أو من يعمل مع المرضى النفسيين تنتقل إليهم العدوى وهذا مفهوم خاطئ تماماً، فمرض الفصام لا ينتقل بالعدوى وهذا أمر ثابت قطعاً.​
هل يكتسب الشخص إذا عاش مع مرضى الفصام هذا المرض ويصبح مريضاً مثلهم (أي هل تنطبق عليه نظرية التعلّم)؟
- مرض الفصام أيضاً لا ينتقل بطريقة التعلم أو نظرية التعلن (Learning Theory) وقد أُجريت دراسات عديدة خاصة في الدول الاسكندنافية حيث تمت دراسة الأبناء الذين ولدوا لأُسر عادية، ليس لديهم تاريخ لمرض الفصام في العائلة وتم تبني هؤلاء الأطفال بعد الولادة مباشرة من قبل عائلات فيها مريض فصام، أو أن أحد الوالدين مصاب بمرض الفصام فتبين أن هؤلاء الأطفال بعد أن عاشوا سنوات عديدة وأصبحوا شباباً لم يكتسبوا ولم يصبحوا مرضى فصاميين.​
هل مرض الفصام مرض عضوي بمعنى أنه يؤثر على الدماغ ويتلف خلاياه؟
- مرض الفصام مرض عضوي وظيفي، بمعنى أنه يحدث نتيجة إصابة الدماغ عضوياً كما ظهر في الأبحاث التي أجرتها البروفسورة إيف جونستون عام 1973م وتبين أن مرضى الفصام يعانون تغيرات في خلايا الدماغ وكذلك الفراغات التي في الدماغ تكون أكبر، وبالتالي فإن وزن المخ وخلاياه أقل لدى مرضى الفصام، وكذلك أكدت الدراسات التي أجراها البروفسور روبين ماري من جامعة لندن أن المريض الفصامي يكون دماغه مختلفاً عن شقيقه التوأم الطبيعي في دراسة مشهورة عن التوائم والفروقات بين التركيب التشريحي للمريض بالفصام وشقيقه التوأم الطبيعي. لكن هذا لا يمنع بأن بعض مرضى الفصام ليس في أدمغتهم أي تغيير عضوي، ولكن هناك اختلال وظيفي للدماغ ينتج عنه مرض الفصام.​
قرأت في بعض الصحف أن مرض الفصام ينجم عن اختلالات كيميائية في بعض مواد الدماغ فهل هذا صحيح؟
- كثيرٌ من الدراسات بيّنت أن مرضى الفصام يكون لديهم اختلال في الموصلات الكيميائية في الدماغ خاصة مادة الدوبامين (Dopamine) حيث تزداد هذه المادة في مرضى الفصام ويكون نشاطها أكثر، وقد ساعدت بعض النظريات في دعم هذه النظرية، مثل:​
1- إن مادة الامفيتامين (Amphetamine) وهي مادة منشطة تُعرف بين عامة النسا بالكيبتاجون وفي المملكة العربية السعودية يُطلق عليها العامة "الأبيض" نسبة إلى لون حباتها الأبيض أو "أبو ملف" نسبة إلى رسمة على الحبة أو "ملف شقراء"، وهذه المادة تزيد نشاط الدماغ وتكثر إفراز مادة الدوبامين فيه وتسبب أعراضاً تشبه مرض الفصام ويمكن أن تقود إلى الإصابة به.​
2- إن أكثر الأدوية التي تُعالج مرض الفصام هي مواد تقفل الموصلات الكيميائية لمادة الدوبامين وتقلل مفعوله وحسب قوة الدواء في إغلاق مستقبلات مادة الدوبامين تكون فعالية تأثير العلاج لمرض الفصام.​
3- أن مادة الديسوليفرام Disulfiram تمنع الأنزيم الذي يفكك، أو يكسر الدوبامين ونتيجة لذلك فإن مرض الفصام يسوء باستخدام المادة.​
4- بينت الفحوصات التشريحية لأدمغة مرضى الفصام بعد الوفاة بأن مستقبلات مادة الدوبامين في الخلايا العصبية أكثر منها عند الإنسان الطبيعي، كذلك فإن حساسية هذه المستقبلات لمادة الدوبامين أكثر لدى مرضى الفصام منها عند الإنسان العادي. وهذه الدلائل كلها تؤيد نظرية التغيرات الكيميائية التي تحدث في دماغ مريض الفصام، وثمة الآن نظريات مكيميائية أكثر لمواد وموصلات كيميائية عديدة تختلف عند مرضى الفصام.​
هل الفصام مرض نفسي عضوي أم اجتماعي؟
- كما ذكرت سابقاً بأن مرض الفصام مرض نفسي ذهاني وله جانب عضوي مهم. مسألة أن الفصام مرض اجتماعي، نشأت عام 1962م وتُنسب إلى الطبيبان النفسيان الايطاليان لانج وساز (Laing and Sazaz) وملخصها أن مرض الفصام لون من التعذيب يرتكبه الإنسان بحق أخيه بطريقة وحشية وعنيفة تدفعه نحو الجنون، وأنه تعبير تتداوله وتُسقطه مجموعة من المجتمع ضد مجموعة أخرى تحت ظروف اجتماعية معينة. لذلك يقترح ساز ولانج أنه لابد من دراسة النظام الاجتماعي وليس الأفراد للوصول إلى تفسير سبب الفصام. ويفسر لانج وساز السلوك المضطرب المغاير الذي يسميه بعض أفراد المجتمع الفصام بأنه استراتيجية خاصة يلجأ إليها الفرد ليتعايش مع مواقف غير محتملة. ذلك أن تفسير السلوك والأعراض لا يكفي لتفسير السلوك الإنساني، فالعلاقات الإنسانية لا يمكن إخضاعها للإحصاء العلمي أو الفحوصات العلمية المخبرية أو المقاييس النفسية بل ينبغي للمجتمع عدم نبذ المريض وعدم إدخاله المستشفيات للعلاج.​
ويرى لانج وساز بأن إطلاق تشخيص الشخص ووصمه بالفصام إهدار لإنسانيته وحرمانه من حقوقه المدنية والقانونية والوجودية حيث لا يحق لمريض الفصام الاحتفاظ بممتلكاته أو وقته أو مقابلة أصدقائه أو عمل ما يريد، وأن إدخال مرضى الفصام إلى المستشفيات ما هو إلا عمليات تعذيب للمريض.​
وقد أدت هذه النظرية إلى إخراج المرضى النفسيين من المصحات النفسية غير أنها أخفقت إخفاقاً ذريعاً وتم تجاوزها ولم يعد لهذه التجربة الايطالية ذكر في الطب النفسي إلا في تاريخ مرض الفصام.​
 
موضوع قيم ومعلومات رائعة
شكرا جزيلا موون على الطرح
مودتي
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل