غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
الفشلُ كلمة يمقت كل منَّا سماعها، إلا أنها جزء لا يتجزأ من مسيرة حياتنا.
يشملُ الفشل: الحياة الدراسية أو المهنية أو الاجتماعية، إلا أنه لا يجب أن يُعتبر نهاية المطاف، بل هو البداية والانطلاقة الشُّجاعة لقادم أفضل.
جُلُّ الانجازات العلمية التي نستفيد منها اليوم فَشِلَ أصحابها مرات عديدة إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه بعزيمة وإصرار، وثبات ويقين.
لا للفشل، لا لرفع الراية البيضاء، إن واجهتك عقبات، عُدَّهَا في سبيل النجاح، اُنظر إلى الجزء المملوء من الكأس، تأمل الجانب المشرق في الأفق، أَقْنِعْ نفسك بالفكرة الإيجابية، حتى لا تترك مكانًا ولا مُتَّسعًا للفكرة السلبية.
اِرفع التحدي، وإن شَعَرْتَ بالإحباط، قوِّ ذاتك، اِعتمد على القدرات التي زَوَّدك الخالق بها، اِعلم أن تنظيم وترتيب الأولويات والمرونة في تحقيق الأهداف، يُمكِّنانك من السير قدمًا، وابتعد عن الإصرار الذي يكون بدافع العناد، لا الإنجاز.
لا تَفشل ولا تقل تَعِبْتُ، قُلْ سأُجرِّب في المرة القادمة، وسأنجح، وحتى إن لم أنجح، سأُكِّرر بعدها المحاولة إلى أن أُحَقِّقَ هدفي وحلمي.
إن سَكنت الفكرة الدماغ، واقتنع بها أيَّما اقتناع، تحركت أطراف الجسد من حيث لا تدري لتحقيقها؛ لأن الإنسان جُبِلَ على هذا النمط من النشاط، عقلهُ الباطن يمدُّه بالأفكار، فلا تملأ وعاءك إلا بالإصرار والعزيمة والثبات، لا تملؤه إلا بالخطط المستقبلية والمراحل التي تخوضها لتجسيد هدفك على أرض الواقع.
قُل: الحمد لله، وتفاءل بكلمات الخير، تَمْلِكُ ما لا يملكه غيرك، تتحرَّك على قدميك، فتَقضي حاجاتك بنفسك، وهذه نعمةٌ ما بعدها نعمة، اُشكر الخالق على الصحة والعافية وراحة البال، اِنْزَعْ فكرة الفشل من دماغك؛ لأنها مُثبِّطة ومُكبِّلة وقاصمةٌ للظهر.
لا تفشل وأَقْبِلْ على الحياة، اِسْتَقْبِلْ أُفقها بصدر رحب، وابتسامة عريضة، ونَفْسٍ تتشوَّق وتَتُوقُ للذة الحياة.