غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
الرهاب الاجتماعي، أو القلق الاجتماعي، أكثر من مجرد خجل طبيعي، فهو من الأعراض المزعجة لأصحابها، التي تتطلب إدارة جيدة، بعد استشارة طبيب مختص.
الرهاب الاجتماعي يفسر بالخوف طويل الأمد من المواقف الاجتماعية اليومية، مثل: مقابلة الناس، والتفاعل معهم، ويمكن أن يكون له تأثير ضار على نوعية حياة الشخص، ويمنعه من القيام بكل أنواع الأنشطة اليومية. وإذا كانت لديكِ شكوك بإصابتكِ بالقلق الاجتماعي، فسوف نعرفكِ على أعراضه، وطرق التعامل معه.
الرهاب الاجتماعي:
كما أوضحنا، الرهاب الاجتماعي هو الخوف من المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الناس، وعادة يظهر منذ الطفولة ومرحلة المراهقة، ويصبح مشكلة أكبر في مرحلة الشباب، لأنه يمنع أصحابه من التفاعل والتصرف بشكل طبيعي في سنوات الدراسة الأخيرة والعمل.
لذا من المهم، تعريف الأطفال بهذا الاضطراب وكيفية التعامل معه في وقت مبكر من حياتهم. وبمساعدة استراتيجيات مختلفة، يمكن أن يتحسن قلق الأطفال، ومع مرور الوقت، وتقدمهم في السن، تقل الأعراض. لكن هذه ليست هي الحال بالنسبة للجميع، فهناك من يستمر معهم الاضطراب مدى الحياة، ويصبحون أشخاصاً منعزلين، وغير قادرين على عيش تجارب الحياة الطبيعية.
ما أعراض الرهاب الاجتماعي؟
هناك بعض العلامات والأعراض، التي يمكنكِ البحث عنها لمحاولة اكتشاف الإصابة بالرهاب الاجتماعي، رغم أنها تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك علامات عامة يمكنكِ البحث عنها، منها ما يلي:
1. تجنب الأنشطة اليومية
مصابو الرهاب الاجتماعي يعانون قلة التواصل مع المجتمع والعالم الخارجي، حيث يقلقون من إدارة المقابلات الشخصية، أو المحادثات الهاتفية، أو حتى الذهاب للمدرسة والجامعة.
2 . صعوبة تقديم الذات
من علامات الإصابة بالرهاب الاجتماعي، صعوبة تعريف الناس بنفسكِ، وتقديمها بشكل مميز، نظراً للشعور بالإحراج الشديد الذي ينتاب أصحاب القلق الاجتماعي.
3 . تجنب التواصل بالعين
عادة يتجنب مصابو الرهاب الاجتماعي التواصل بالعين بشكل مباشر، نظراً لشعورهم بالخجل والإحراج الشديد، لذا يفضلون التواصل الاجتماعي عن بعد، من خلال تطبيقات الدردشة، أو الهاتف، أكثر من التواصل المباشر.
4 . ظهور علامات القلق الجسدية
بمجرد توتر الشخص المصاب بالقلق الاجتماعي، تبدأ بعض العلامات الجسدية في الظهور، مثل: التعرق الشديد وخفقات القلق والغثيان، وأحياناً يصل الأمر إلى الإغماء ونوبات الهلع.
كيفية إدارة القلق الاجتماعي
في الواقع، يواجه المصابون بالرهاب الاجتماعي صعوبات أثناء رحلة العلاج، والتخلص من الأعراض المزعجة من أجل الاستمتاع بالحياة، لكن هناك مجموعة أساليب تساعد في إدارة الأعراض، منها:
العلاج السلوكي المعرفي:
هذا هو العلاج الذي يساعد على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية، ويعمل على تغييرها بشكل صحيح، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المصاب والمعالج النفسي الخاص به، أو في مجموعات مع مصابين آخرين، تحت إشراف طبيب أيضاً.
المساعدة الذاتية:
هذا يشمل العمل من خلال دليل قائم على العلاج المعرفي السلوكي، أو دورة تدريبية عبر الإنترنت مع دعم منتظم من المعالج.
الأدوية:
إذا كان الخياران السابقان لا يعملان بشكل فعال، فقد يقترح الطبيب أو المعالج النفسي اللجوء إلى الدواء، لكن عادة لا يستخدم لعلاج الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً.