غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
ضع نفسك مكان الآخرين
في كثير من الأمور، والمواقف نصدر حكمنا دون أن نفكر بطريقة الآخر،
وهذا في أحيان كثيرة يتسبب في حقد، وكره لا ينتهي،
ولكن إذا ما وضعنا أنفسنا في الجهة الأخرى،
ونظرنا للمواقف من وجهة نظر الآخرين فقد يكون في ذلك أسلوب
، وطريقة ناجحة في تفهم مواقفهم،
وما الذي دفعهم إلى التصرف بطريقة معينة،
ففي أحيان كثيرة تصدر بعض التصرفات ممن حولك
وأحياناً منك أنت أيضاً تحت ضغوط العمل،
أو مشاكل الحياة المختلفة، وهذا لا يعني أن تسمحي بأن تكوني كبش الفداء
لكل من أراد التنفيس عن مشاكله وهمومه لينفث بها على وجهك،
ولكن قد تحتاج الحياة والتعامل مع الآخرين إلى نوع من السياسة والصبر
لتفادي الكثير، وفي أحيان كثيرة يكون هذا أكثر الأسباب
التي تولد الضغينة والحقد بين الناس.
التسامح فن لا يتقنه الكثيرون منا، رغم أنه أنجح الطرق للتخلص من أحقادنا
وضغائننا على الآخرين، فالبعض يتصرف بطريقة تفتقر للعدل والتسامح،
فينصبون أنفسهم الحكم، والجلاد في ذات الوقت،
ولا يعترفون بالتسامح والغفران رغم أننا جميعاً بشر، وكلنا خطاؤون.
وفي أحيان كثيرة نتناسى أننا نحن أيضاً نخطئ في بعض الأحيان في حق الآخرين،
ونتصرف وكأن الخطأ مسموح به، وأحياناً نظن أننا ملائكة لا نخطئ أبداً
ولا نتسبب بضيق، أو غضب للآخرين، ولكن هذا أكبر خطأ قد نقع فيه،
فليس منا من هو معصوم عن الخطأ، ولذلك فكما نرجو العفو ممن نتعامل معهم
في حال صدر منا ما يزعجهم، فعلينا بالمقابل أن نكون أكثر عفواً،
وتسامحاً حتى لو كان الخطأ مقصوداً،
ولا بد أن نتذكر أن "لا تدين لكي لا تدان".
هذه حقيقة لا فصال، أو نقاش فيها،
تأكدي أن حقدك لن يعود على أحد بالتعب أو الألم سوى على شخصك فقط،
فغالباً لن يعلم الطرف الآخر بأنك تكنين له الحقد أو الكره،
وقد لا يبالي أحياناً حتى وإن علم بذلك، ولكنك أنت فقط من ستحترق بنار الكره
والحقد التي ستأكلك، وستأخذ حيزاً كبيراً من مشاعرك، وأفكارك،
وكلما زاد عدد من تحقدين عليهم سيزداد ذلك الشعور السيئ لديك،
وسيزداد بالمقابل عدد الحاقدين عليك، والكارهين لك دون أن تدركي ذلك.