من أهمّ الوسائل التي تُمهِّد الأرضيّة لتسلّط الظالم على الناس هي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنّ من طبع الإنسان إذا تعدى تعدّياً بسيطاً، ولم يواجه نهياً صريحاً عن هذا التعدّي، ولم يتّضح له مدى شناعة فعله؛ عند ذلك سيستسيغ ذلك التعدّي ويستصغره، باعتبار أنَّ الناس لم تستنكر عليه فعله، وإذا استساغ ذلك، تعدّى تعدياً أعظم منه، حتى يتسلّط على الناس، وبذلك يشيع الظلم بينهم، بخلاف ما لو استنكر الناس عليه ذلك، ونهوه عن فعله؛ فسيكون هذا الاستنكار منهم رادعاً ومانعاً عن تكرار ذلك الفعل منه، وبذلك سينتهي عن التعدّي على الآخرين، وقد ورد هذا المعنى في بعض الروايات، منها: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَرَفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَقُولُ: « لَتَأْمُرُنَّ بِالْمعْرُوفِ، وَلَتَنْهُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُسْتَعْمَلَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، فَيَدْعُوا خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ>>