سارة البابلية
عٍـسلُِ آلُِشُبَـآبَ♔
الوعي بالحياة مفتاح التخلص من التوتر
يعيش أغلب الناس على اختلاف مواقعهم حياة مثقلة بالهموم العاطفية والمادية، ونراهم يبحثون باستمرار عن سبل لموازنة حياتهم وإعادة الأمور إلى نصابها، ولكي يتحقق ذلك لا بد للمرء أن يدرك حياته بعقله ويعيشه لحظة بلحظة.
وإدراك الحياة بالعقل، فن يحتاج إلى طاقة، ليبقى المرء متيقظا للحظة التي يعيشها الآن، وهي ممارسة مستمرة خلالها يستطيع المرء أن يتلمس حياته بعمق ويستوعبها بكامل تفاصيلها. وهذا يعني بالنتيجة أن يكون المرء على قيد الحياة "بحق". ويستطيع المرء إتقان هذا الفن الذي سيجعل جسده وعقله يتناغمان ويتجانسان خلال تفاصيل الحياة اليومية.
ولأن حياتنا تتسم بوتيرة متسارعة بات من الصعب على المرء أن يتقن فن إدراك الحياة بلحظاتها، فكل شيء حولنا أصبح سريعا، وجباتنا سريعة وسياراتنا سريعة، ومحادثاتنا مع الآخرين سريعة، إجازاتنا سريعة... وهكذا، وقد يكون المرء يحيا حياة رائعة، لكنه ليس موجودا فيها، فنحن لا نملك الوقت للاستمتاع بالوجبة أو الاستمتاع بصحبة العائلة أو الأصدقاء.
ولكي نتقن هذا الفن علينا أن نتروى قليلا ونعيد الاتصال مع حياتنا، وقد يبدو الأمر سهلا، ولكن تجربة الأمر يثبت عكس ذلك، فالمرء اعتقد على مر العصور أن عليه إنجاز الأمور بسرعة، ليتواكب مع عصرنا الحالي، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة.
فالمرء عندما لا يستمع إلى جسده وإلى الصوت الصادر من عقله والذي يأمره بالتريث، فإنه سيقع أسيرا لجملة من الظروف الصحية الصعبة التي يكون مردها دوما التوتر الناجم عن الحياة السريعة. أما التكاليف البيولوجية لتجاهل هذا التوتر، فستكون وخيمة وتنتشر في مختلف أعضاء الجسد، لا سيما القلب، عدا عن الشيخوخة المبكرة. في حين أن التكاليف النفسية ستكون ضخمة أيضا وسيصاب المرء بالاكتئاب واضطرابات بالأكل وغيرها من الأمراض النفسية.
والحل يكمن في أن يظهر المرء اهتماما متعمدا بطريقة منتظمة للحظة التي يعشيها، وأن نجعل كل خلية في الدماغ تعيش تلك اللحظة بحذافيرها، أي أن على المرء أثناء قيامه بمهامه اليومية، أن يتأمل في تلك المهام، ويعيها جيدا ويعيشها لحظة بلحظة.
والسؤال المطروح هنا كيف يمكننا أن نتقن هذا الفن، وفيما يلي بعض النصائح التي تمكننا من القيام بذلك أثناء عيشنا للحياة:
- مع طفلك: عندما تقوم بتحميم طفلك، راقب إذا ما كنت تفكر بشيء آخر، وإذا ما كنت تقوم بالإسراع من العملية والطقوس المرتبطة بها، فإذا كنت كذلك، فاعلم أنك سمحت للتوتر بالتسلل إلى حياتك، وستختلف الطريقة التي تتعامل بها مع طفلك، وستكون تجربة غير جيدة لك وله، ولكن إذا ما عمدت التمهل والاستمتاع بهذه اللحظة، فإنك ستمثل مثالا جيدا لطفلك، وستخلد ذكرى جميلة في نفسك ونفسه.
- مع زوجتك أو صديقك أو زميلك: كثيرون ينخرطون مع حوار مع من حولهم، ثم يسرحون ويجدون أنفسهم لم يستمعوا إلى الحديث الذي كان الآخر يتكلم به، وهنا لا بد للمرء أن يسأل نفسه عن السبب الذي جعله يرغب في إنهاء المحادثة فورا، والتفكير في شيء آخر، هل بسبب الملل من الحديث أم بسبب الانشغال بأمور أخرى؟
ومهما كانت الإجابة على المرء أن يدرب نفسه على الاستماع إلى من يحادثه سواء كان الزوج أو الزميل أو الصديق، ويتفاعل معه، ثم يخبره بصراحة عما في قلبه، سواء كان متضايقا من الحديث، أم مشغولا بشيء آخر وهذا من شأنه تعزيز العلاقات البشرية.
- خلال العمل: كل ساعة على المرء أن يتوقف عن العمل لمدة دقيقة كاملة، وأن لا يركز في شيء إلا على طريقة تنفسه، وهذا من شأنه تقليل التوتر وجعل المرء يعود إلى العمل نشطا ومتحفزا.
- خلال تناول الطعام: وهذا أمر في غاية الأهمية، إذ إن أغلب الناس يتناولون طعامهم وينهون الوجبة بدون إدراك أنهم فعلا أنهوا الطبق الذي أمامهم، وهذا يجعلهم لا يستمتعون بالطعام وطعمه واللحظة التي يعيشونها، الأمر الذي يدفعهم إلى التهام الطعام بدون وعي وكسب الكيلوغرامات الزائدة بدون وعي، ومن ثم الإصابة بالسمنة والاكتئاب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد.
وبدلا من ذلك على المرء حين يجلس على مائدة الطعام لتناول الوجبة أن يفكر في كيف وصل الطعام إلى السفرة؟، وكيف أن هذا الطعام سيغذي الجسد ليقوم بوظائفه؟، وحمد الله على هذه النعمة، وتناول كل لقمة بوعي وتمتع، بعد ذلك سيشعر المرء بالفرق، وأنه أصبح يأكل كميات أقل، ويصبح طعامه صحيا أكثر فينتعش جسده وتقل أمراضه.
يعيش أغلب الناس على اختلاف مواقعهم حياة مثقلة بالهموم العاطفية والمادية، ونراهم يبحثون باستمرار عن سبل لموازنة حياتهم وإعادة الأمور إلى نصابها، ولكي يتحقق ذلك لا بد للمرء أن يدرك حياته بعقله ويعيشه لحظة بلحظة.
وإدراك الحياة بالعقل، فن يحتاج إلى طاقة، ليبقى المرء متيقظا للحظة التي يعيشها الآن، وهي ممارسة مستمرة خلالها يستطيع المرء أن يتلمس حياته بعمق ويستوعبها بكامل تفاصيلها. وهذا يعني بالنتيجة أن يكون المرء على قيد الحياة "بحق". ويستطيع المرء إتقان هذا الفن الذي سيجعل جسده وعقله يتناغمان ويتجانسان خلال تفاصيل الحياة اليومية.
ولأن حياتنا تتسم بوتيرة متسارعة بات من الصعب على المرء أن يتقن فن إدراك الحياة بلحظاتها، فكل شيء حولنا أصبح سريعا، وجباتنا سريعة وسياراتنا سريعة، ومحادثاتنا مع الآخرين سريعة، إجازاتنا سريعة... وهكذا، وقد يكون المرء يحيا حياة رائعة، لكنه ليس موجودا فيها، فنحن لا نملك الوقت للاستمتاع بالوجبة أو الاستمتاع بصحبة العائلة أو الأصدقاء.
ولكي نتقن هذا الفن علينا أن نتروى قليلا ونعيد الاتصال مع حياتنا، وقد يبدو الأمر سهلا، ولكن تجربة الأمر يثبت عكس ذلك، فالمرء اعتقد على مر العصور أن عليه إنجاز الأمور بسرعة، ليتواكب مع عصرنا الحالي، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة.
فالمرء عندما لا يستمع إلى جسده وإلى الصوت الصادر من عقله والذي يأمره بالتريث، فإنه سيقع أسيرا لجملة من الظروف الصحية الصعبة التي يكون مردها دوما التوتر الناجم عن الحياة السريعة. أما التكاليف البيولوجية لتجاهل هذا التوتر، فستكون وخيمة وتنتشر في مختلف أعضاء الجسد، لا سيما القلب، عدا عن الشيخوخة المبكرة. في حين أن التكاليف النفسية ستكون ضخمة أيضا وسيصاب المرء بالاكتئاب واضطرابات بالأكل وغيرها من الأمراض النفسية.
والحل يكمن في أن يظهر المرء اهتماما متعمدا بطريقة منتظمة للحظة التي يعشيها، وأن نجعل كل خلية في الدماغ تعيش تلك اللحظة بحذافيرها، أي أن على المرء أثناء قيامه بمهامه اليومية، أن يتأمل في تلك المهام، ويعيها جيدا ويعيشها لحظة بلحظة.
والسؤال المطروح هنا كيف يمكننا أن نتقن هذا الفن، وفيما يلي بعض النصائح التي تمكننا من القيام بذلك أثناء عيشنا للحياة:
- مع طفلك: عندما تقوم بتحميم طفلك، راقب إذا ما كنت تفكر بشيء آخر، وإذا ما كنت تقوم بالإسراع من العملية والطقوس المرتبطة بها، فإذا كنت كذلك، فاعلم أنك سمحت للتوتر بالتسلل إلى حياتك، وستختلف الطريقة التي تتعامل بها مع طفلك، وستكون تجربة غير جيدة لك وله، ولكن إذا ما عمدت التمهل والاستمتاع بهذه اللحظة، فإنك ستمثل مثالا جيدا لطفلك، وستخلد ذكرى جميلة في نفسك ونفسه.
- مع زوجتك أو صديقك أو زميلك: كثيرون ينخرطون مع حوار مع من حولهم، ثم يسرحون ويجدون أنفسهم لم يستمعوا إلى الحديث الذي كان الآخر يتكلم به، وهنا لا بد للمرء أن يسأل نفسه عن السبب الذي جعله يرغب في إنهاء المحادثة فورا، والتفكير في شيء آخر، هل بسبب الملل من الحديث أم بسبب الانشغال بأمور أخرى؟
ومهما كانت الإجابة على المرء أن يدرب نفسه على الاستماع إلى من يحادثه سواء كان الزوج أو الزميل أو الصديق، ويتفاعل معه، ثم يخبره بصراحة عما في قلبه، سواء كان متضايقا من الحديث، أم مشغولا بشيء آخر وهذا من شأنه تعزيز العلاقات البشرية.
- خلال العمل: كل ساعة على المرء أن يتوقف عن العمل لمدة دقيقة كاملة، وأن لا يركز في شيء إلا على طريقة تنفسه، وهذا من شأنه تقليل التوتر وجعل المرء يعود إلى العمل نشطا ومتحفزا.
- خلال تناول الطعام: وهذا أمر في غاية الأهمية، إذ إن أغلب الناس يتناولون طعامهم وينهون الوجبة بدون إدراك أنهم فعلا أنهوا الطبق الذي أمامهم، وهذا يجعلهم لا يستمتعون بالطعام وطعمه واللحظة التي يعيشونها، الأمر الذي يدفعهم إلى التهام الطعام بدون وعي وكسب الكيلوغرامات الزائدة بدون وعي، ومن ثم الإصابة بالسمنة والاكتئاب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد.
وبدلا من ذلك على المرء حين يجلس على مائدة الطعام لتناول الوجبة أن يفكر في كيف وصل الطعام إلى السفرة؟، وكيف أن هذا الطعام سيغذي الجسد ليقوم بوظائفه؟، وحمد الله على هذه النعمة، وتناول كل لقمة بوعي وتمتع، بعد ذلك سيشعر المرء بالفرق، وأنه أصبح يأكل كميات أقل، ويصبح طعامه صحيا أكثر فينتعش جسده وتقل أمراضه.