غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
الكثير منا يسمع بمصطلح "الرجل صاحب الهيبة"، ويشعر به عند التكلم مع شخص يمتلك صفة الاحترام والتقدير، ولكن هل الهيبة نابعة من الاحترام لهذا الشخص أم خوف منه؟ أو من سلطته ونفوذه وماله وعلمه؟
يقال إن هيبة الرجل تأتي من وقاره، الذي يتأتى له من صدق حديثه وقلة مزاحه واحترامه للغير مهما كان مستواه العلمي أو المادي أو منصبه.
فإذا كانت شخصية الرجل قوية وحديثه هادفاً، ولا يتحدث في مواضيع تافهة، ويقول كلمته في مكانها الصحيح، ولا يثرثر كثيراً، ولا يضحك كثيراً، فهو رجل صاحب هيبة وتقدير بين الناس.
يعد المظهر الخارجي والاهتمام بمظهر جذاب ورجولي في أعين الناس علامة تميزه عن غيره من الرجال، فأناقته ولبسه أفخر الملابس، بالتزامن مع طول قامته وصفاته الجسمانية الأخرى، كلها عوامل تساعد في تأثيره في الناس.
ولا يكون الرجل المُحاط بالجنود أو الحرس أو المركبات الفخمة، التي ترافقه أينما ذهب، إلا صاحب هيبة مصطنعة، تزول بزوال عارضها، بخلاف الهيبة الذاتية النابعة من داخله والتي تلازمه مدى الحياة.
يعد الغموض أول سلم للوصول لدرجة الهيبة، أما فرض النفس فيكون بالهدوء لا بالصوت المرتفع والتصادم مع الأشخاص حول آرائهم، التي يجب أن تُحترم، فلكل شخص وجهة نظر ينبغي احترامها وإن كانت خاطئة.
ينبغي عليه أن لا يكون متردداً في كلامه، بل مرتّباً لأفكاره، واثقاً في نفسه، له آراؤه الخاصة، قادرا على تغيير الأخطاء من حوله ولو بنظرة، لأن هيبة النظر تفعل الكثير.
