غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
يروى أن بدوياً تزوج إمرأة من قبيلته ذات حُسْنٍ وأدب ودين وعاش معها في قريته إلى أن نشب خلاف بين عائلته وعائلة أخرى توفي علي إثْرها رجلٌ من العائلة الأخْري فَحُكِمَ عليه بترك القرية فذهب الرجل بزوجته ليعيش في قرية أخرى وكان دائم الجلوس في مجلس شيخ القرية مع الرجال يتسامرون ويتشاورون.
حتى مر شيخ القرية يوماً بمنزله ورأى زوجته فسحره جمالها وفُتِنَ بها
لمعت في عقل شيخ القرية فكرة شيطانية لينفرد بزوجة الرجل فأرسله مع بعض رجال القرية ليتفقدوا ضيعة بينهم وبينها مسيرة ثلاثة أيام في الذهاب ومثلهم للعودة وبعد أن سافر الزوج مع الرجال أنتظر شيخ القرية ليأتي الليل وتسلل
بيت الرجل لينفرد بزوجته ودخل البيت ولكن الزوجة شعرت به فقالت:ء من بالمنزل
قال الشيخ:ءأنا شيخ القرية سَحَرَنِي جمالك فجئت إليك لأُطْفئ لهيب قلبي
قالت الزوجة:ء وأنا لن أمانع بشرط أن تحل هذا اللغز حتي لايفسد اللحم نضع الملح عليه فماذا نفعل إذا فسد الملح
فكر الشيخ قليلاً ثم قال لها
أمهليني حتى الغد لآتيكِ بحل اللغز
فقالت الزوجة :ءوأنا سأنتظرك وفي الصباح جمع شيخ القبيلة الرجال وحكماء القرية وعرض عليهم اللغز فلم يتلق إجابة واحدة مقنعة.
ولكن كان أحدهم والمعروف عنه الحكمة صامتاً وما إن إنفض المجلس ورحل الرجال حتى قال للشيخ
من قال لك هذا اللغز ؟
إرتبك الشيخ قليلاً ثم قال له:ءهل تعرف الإجابة :
إبتسم الرجل الحكيم وقال:ءقائل هذا اللغز شخص إحتمى بك ولكنك خذلته وهو ذو علم ودين وأخلاق وحكمة فهو لا يريد أن يرد طلبك بغلظة فتنقلب عليه وتسئ معاملته بما لك من سطوة وقوة ولن يستطيع أن يجيب طلبك لأن أخلاقه تمنعه من ذلك
فهو لا يريدك أن تكون عدوه ولكنه يريد مخاطبة ضميرك ومكانتك أظنها إمرأة راودتها أنت عن نفسها وهي تريد أن تصون عرضها وعرض زوجها ولكنها تخشي من بطْشك
فهي تقصد أن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة ولكن من يُصلح شيخ القبيلة إذا فسد فأصل اللغز بيت من الشعر قاله أبو سفيان الثوري
يارجال العلم يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا الملح فَسَدْ