مجموعه امثال وشرحها عربيه وعالميه بحرف الجيم
- «جَابِ الْخَبَرْ مِنْ عَنْدْ خَالُهْ، قَالْ: كُل إِنْسَانْ مَلْهِي بحَالُهْ» أي: قيل لبعضهم: فلان جاء بالخبر من عند خاله فهو إذن صحيح مؤكد، قال: دعني منه ومن خبره؛ فكل إنسان فقد ألهاه حاله عن حال غيره. وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جا كتاب من عند خاله، قال: كل من هو في حاله.»١ وفي معناه قول القدماء: «لكل امْرِئ في بَدَنِه شُغْلٌ.» أورده ابن عبد ربه في «العقد الفريد».٢
- «جَابِ الْخَبَرْ مِنْ عَنْدِ عَمُّهْ، قَالْ: كُل إِنْسَانْ مَلْهِي بْهَمُّهْ» هو في معنى: «جاب الخبر من عند خاله …» إلخ. وقد أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جا كتاب من عند عمه، قال: كل من هو ملهي بهمه.»٣
- «جَابُوا الْخَبَرْ مِنَ ابُو زَعْبَلْ إِنِّ الْعَجَايِزْ تِحْبَلْ» أبو زعبل: قرية من ضواحي القاهرة أتوا بها للسجع، جاءوا بخبر غريب من أبي زعبل بأن العجائز تحمل بعد بلوغهن سن اليأس. يُضرَب للخبر الكاذب يُنسب إلى مصدر لا يقويه.
- «جَابُوا الْعَمْيَةْ تُرُدِّ الرَّمْيَةْ» الرَّمْية (بفتح فسكون) يراد بها هنا الحزمة ونحوها من القَتِّ تُرْمَى تحت النورج لتُداس؛ أي: إنهم أتوا بالعمياء لترد تحت النورج ما تباعد من القت. يُضرَب لإسناد الشيء إلى العاجز عنه؛ أي: إلى غير أهله.
- «جَا الْخَرُوفْ يِعَلِّمَ ابُوهِ الرَّعْيْ» انظر: «البدرية علمت أمها الرعية.»
- «اِلْجَادَّهْ وَلَو طَالِتْ» أي: اِلْزَمِ الجادَّة، وهي الطريق الأعظم، ولو كانت طويلة؛ لأنك لا تضل فيها بخلاف المقارب والترهات، فقد تضلك بكثرة تفرعها وعدم استقامتها. يُضرَب في هذا المعنى ويراد به أيضًا الحث على سلوك الطريقة الواضحة المستقيمة في الأعمال، وهو قريب من قول العرب في أمثالها: «من سلك الجَدَدَ أَمِنَ العِثَار.» ومعنى الجَدَد: الأرض المستوية. يُضرَب في طلب العافية.
- «اِلْجَارْ أَوْلَى بِالشُّفْعَهْ» معناه ظاهر، ويُضرَب لمن يكون أولى بالشيء من غيره لعلاقة ما به.
- «اِلْجَارْ جَارْ وإِنْ جَارْ» قصدوا به التجنيس، ويُضرَب في تحمل أذى الجار وجوره لكونه أقرب الناس بعد الأهل. ويرويه بعضهم: «جارك وإن جار»؛ أي: احفظه واحفظ حق جواره ولو جار عليك.
- «اِلْجَارِ السَّو يِحْسِبِ الدَّاخِلْ مَا يِحْسِبِ الْخَارِجْ» يحسب: يَعُدُّ؛ أي: جار السوء ينتبه لِمَا يدخل دارنا ويحسدنا عليه، ويتغافل عن الخارج؛ أي: ما ننفقه من الدخل.
- «جَارَكْ قُدَّامَكْ وِوَرَاكْ إِنْ مَا شَافْ وِشَّكْ يُشُوفْ قَفَاكْ» أي: هو مطلع عليك في كل حال، فإن لم يَرَ وجهك رأى قفاك؛ لأنك إما أن تواجهه في مرورك عليه، وإما أن يرى ظهرك بعد اجتيازك. يُضرَب في أن الجار لا مندوحة عنه وعن اطِّلاعه على أحوال جاره. والوِشُّ (بكسر أوله وتشديد الشين المعجمة): الوجه، وهو مثل عامي قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جارك مرآك إن لم ينظر وجهك نظر قفاك.»٤
- «جَارْنَا السَّو مَا ارْدَاهْ، اِللِّي مِعْنَا كَلُهْ واِللِّي مِعْهُ خَبَّاهْ» أي: جارنا السوء ما أردأه؛ لأنه يُخْفِي عنا ما معه ويمنع عنَّا بِرَّهُ ويأكل ما معنا ويشاركنا فيه.
- «اِلْجَارِي فَي الْخِيرْ كَفَاعْلُهْ» أي: من يجري ويسعى في الخير فهو كفاعله؛ لأنه تسبَّب فيه، ويُروَى: «الساعي» بدل الجاري، والمعنى واحد، وفي معناه قول البحتري:
وَعَطَاءُ غَيْرِكَ إِنْ بَذَلـْ
ـتَ عِنَايَةً فِيهِ عَطَاؤُكْ٥
ومن أمثال العرب: «الدَّال على الخير كفاعله.» قال الميداني: هذا يُرْوَى في حديث النبي ﷺ. وقال المفضل: أول من قاله اللجيج بن شغف اليربوعي في قصة طويلة ذكرها في كتابه «الفاخر». - «اِلْجَارِي فِي الشَّر نَدْمَانْ» أي: السَّاعي فيه عاقبته الندم على ما قدم من عمله، وهو من قول القائل:
فَإِنَّكَ تَلْقَى فاعلَ الشَّرِّ نَادمًا
عليه وَلَمْ يَنْدَمْ على الخيرِ فَاعِلُهْ٦ - «جَارْيَهْ تِخْدِمْ جَارْيَهْ، قَالْ: دِي دَاهْيَهْ عَالْيَهْ» المراد بالجارية: الأَمَة؛ أي: قيل: أَمَةٌ تخدم أَمَةً مثلها لاضطرارها، فقال قائل: تلك داهية عظيمة رُمِيَت بها. يُضرَب للمتساوِيَيْنِ يَرْفَعُ الحظُّ أحدهما على الآخر. وانظر: «جوار يخدموا جوار من غدرتك يا زمان.»
- «جَا عَلَى الطِّبْطَابْ» الطِّبْطَاب (بكسر فسكون): أول ما يقطف من المِزْر؛ أي: نبيذ الحِنْطَة المسمى عند العامة بالبوظة، وهو أجوده. يُضرَب للشيء يوافق الرغبة، والمعنى: جاء على ما صوره الطبطاب وزينه لشاربه؛ أي: وافق ما هجس بالخاطر.
- «جَالَكِ الْمُوتْ يَا تَارِكِ الصَّلَاهْ» يُضرَب لمن يحل وقتُ عقابه ومناقشته الحسابَ على ما اقترف.
- «جَا لِلْعُمْيِ وَلَدْ قَلَعُوا عْنِيهْ مِنِ التَّحْسِيسْ» أي: ولد لأحدهم مولود فأعموه من كثرة لمسهم لعينيه؛ ليطمئنوا على أنه لم يولد أعمى مثلهم، ولإعجابهم بإبصاره من دونهم. يُضرَب للمحروم من الشيء ينال بعضه فيتلفه بإفراطه في الإعجاب به.
- «جَايِبْ رَاسْ كُلِيبْ» يُضرَب للفَخُور بأمر عظيم يأتيه وخيره في عزته معروف. وأما قولهم: «رأس كليب سدت في الناقة» فيُضرَب في معنى آخر سيأتي الكلام عليه