الجوع و اعادة ضبط الشبع
بقلم وليد الهاشم
ضمن واحد من اكثر المواضيع في عصرنا استثارة للحديث و الاهتمام بين المسؤولين عن الصحة والمتطلعين للجمال الى حد الهوس كان لزاما الخروج من دائرة التكهنات و التفسيرات الناقصة للموضوع الشاغل للناس الى محاولة استقاء المعلومات من مصادرها في الكتب الأكاديمية المعتبرة لذلك جمعت لكم هذه المعطيات لكل من يعانون في البحث والاستقصاء بين المتناثر هنا و هناك لكل ما يتعلق بالجوع والشبع والشراهة وفقدان الشهية بالإضافة للبدانة و ما يعاني الكثير من الناس من الفشل في التخلص منها .
تبدأ شهيتنا للطعام من خلال التذوق والذي يعتبر مع الشم رغم صغر مراكزه العصبية خطا الدفاع الأول للأنف والفم فالتذوق والشم معطيات لقرار تناول الطعام من عدمه و لهما آلية تطورية خدمت اسلافنا كثيرا في البقاء فالتذوق قادر على ادراك اربعة انواع من الطعم هم المر و الحامض من جهة و المرتبطان بالتحذير من المواد السامة أو المؤذية والحلو والمالح من جهة اخرى والمرتبطان ببقاء الانسان كمصدر للطاقة والأملاح الضرورية ولكن هذا ليس كل شيء فالشهية للطعام و كميته لا تتوقف عند الطعم فقط بل تتعداه لنظام معقد في الجسم في الجهاز العصبي المزود بأنظمة ادراك تحكم الجوع والشبع وفقا لما تم مشاهدته من أثر اتلاف مناطق في الهيبوثلامس ( غدة منشطة للغدة النخامية في الدماغ و التي تتحكم بعمليات معقدة في جسم الانسان ) قد أدى ذلك التلف الى حالة شراهة مستمرة أدت الى بدانة بضعف حجم الحيوان بينما اتلاف مناطق اخرى أدى الى فدقان شهية وصل لحد الموت ! اضافة لدور عملية التعلم و الذاكرة في تنظيم تلك العملية المعقدة ففي احدى التجارب التي اجراها احد العلماء على مجموعة من فاقدي القدرة على التذكر كانوا مستعدين لأكل الطعام المقدم لهم كل نصف ساعة كأنهم لم يأكلوا بنسبة كبيرة بينما رفض الاشخاص الطبيعيون ذلك و كأننا نجوع بناء على تذكرنا لآخر مرة تناولنا فيها الطعام و خلاصة ذلك أننا نتعلم كيف نجوع و نشبع بالإضافة لعوامل اخرى تدفعنا بالجوع و تكافئنا بالشبع .
و هذا يطرح تساؤل ما الذي يحدد كم نأكل ؟
قدمت بعض الدراسات أن كمية المتوفر من الطعام هي العامل الأهم و معه تنوع ذلك الطعام فكمية الطعام من صنف واحد توصلنا لمرحلة تسمى التشبع والتعود مما يقلل من دور حاسة التذوق في المكافئة على الطعام بينما وجود اصناف اخرى زادت المتناول بنسبة 60 % كما أن كمية السعرات الحرارية تزداد بنسبة 48 % بالإضافة الى أن الطعم مغري لتناول الطعام حتى في حالة عدم الجوع و لكن عندما نجوع فان كمية السعرات الحرارية أكثر أهمية من الطعم .
و الزيادة في الوزن محكومة بعامل ادارة تخزين الطاقة و استهلاكها في الجسم او ما يسمى عملية الأيض و هذه العملية التي تكون حياتنا هي المحصلة فيها تتم بناء على حرق الجلوكوز ( السكر ) في الخلايا العصبية والعضلات بينما يتم حرق الدهون بعد تفكيكها الى احماض أمينية في العضلات فقط و على ذلك يحتاج الدماغ والجهاز العصبي الى و الزيادة في الوزن محكومة بعامل ادارة تخزين الطاقة و استهلاكها في الجسم او ما يسمى عملية الأيض و هذه العملية التي تكون حياتنا هي المحصلة فيها تتم بناء على حرق الجلوكوز ( السكر ) في الخلايا العصبية والعضلات بينما يتم حرق الدهون بعد تفكيكها الى احماض أمينية في العضلات فقط و على ذلك يحتاج الدماغ والجهاز العصبي الى 300سعر حراري يوميا للدماغ من الجلوكوزولايقبل أي بديل من الدهون بينما تستطيع العضلات حرق الدهون و السكر للتزود بالطاقة حسب المتوفر لها ، والجدير بالذكر أن نسبة استهلاك الطاقة تأخذ ثلث الكمية في حركتنا اليومية فقط بينما الثلثان يستهلكان في عمليات الحياة خلال اليوم أثناء النوم واليقظة والجلوس والاسترخاء و هذا المعدل يقل بالتقدم في السن مفسرا لنا صعوبة فقد الوزن الزائد عند التقدم في العمر ، و هذا يجعلنا نعيد النظر في برامج الرياضة العنيفة والتي لن تؤثر كثيرا على نقص الوزن مقابل تنظيم الأكل الذي يؤثر بشكل أكبر والافضل هو الجمع بين ترشيد كمية الطعام و ممارسة النشاط والحركة . و قد تم اثبات أن الجوع امر ابعد ما يكون عن تقلصات المعدة فمهما كانت هناك من انقباضات بالمعدة لا يؤثر ذلك على الجوع بقدر ما يؤثر مستوى السكر في الدم ! فهناك نظام مراقبة في الجسم يتابع كمية السكر في الدم متواجد في البنكرياس والكبد و كذلك قرب الدماغ و بمجرد ضخ كمية من الجلوكوز في الاوعية الدموية المحيطة بتلك المجسات ان صح التعبير حصل تناقص مؤقت في الشعور بالجوع .
الا أن هناك ما هو أبعد من مجرد مراقبة مستوى الطاقة اليومي في الجسم من خلال مراقبة مخزون سكر الجلوكوز فهذا النظام يحكم سلوكنا على المدى القصير الا أن هناك نظام يحكم شعورنا بالجوع على المدى الطويل من خلال مراقبة مستوى الدهون في الجسم و هذا النظام هو ما يؤدي لثبات أوزاننا عند حد معين بمرونة رطل الى رطلين بما تعرف بنقطة تثبيت الوزن والتي تحكم مقدار ما نأكل عند حد يقود لثبات الوزن حولها بشكل قريب و عليه فهناك نظامان للشعور بالجوع والتحكم بدخول الطاقة وفقا لإرادتنا هما
1 _ النظام قصير المدى والذي يراقب مستوى السكر في الدم و يتحكم بتناولنا للطعام خلال اليوم و مراقبة هرمون الأنسولين بالإضافةلوجود هرمون تفرزه المعدة يسمى هرمون الجلبرين و هو المسؤول عن الشعور بالجوع الشديد اضافة للخيالات عن الطعام و هذا الهرمون يتم تثبيطه بتناول السكريات بدرجة ثانية ولكن اكبر مثبط له هو تناول البروتينات و هذا ما يفسر تأثيرات الحمية عالية البروتين على كبح الشهية لدى بعض الناس و لكنها قد تفشل بسبب اسباب اخرى قد نتطرق لها لاحقا .
2_ النظام طويل المدى و الذي يراقب مستوى الدهون في الجسم و يؤدي الى ثبات الوزن و مسؤول عن انهيار انظمة الحمية القاسية وحصول ما يعرف بالانتكاسة بعد الحمية القاسية والتي تفضي الى شراهة أكثر من السابق
و نستطيع أ نقول أن الوزن و زيادته او نقصانه حصيلة طويلة المدى وليست بسبب وجبة أو وجبتين و أن مراقبة السكر في الدم من خلال الهيبوثلامس ليس الا مجرد مؤشر ضمن نظام انذار متعدد وبالغ التعقيد . و ان ما يعرف بنقطة تثبيت الوزن تتغير عندما تتغير نفقد الوزن بسهولة حتى النقطة الجديدة و التي نلاحظ النزول حتى نصل لها بسهولة ثم يعود الوزن ليثبت من جديد .
فقدان الشهية : هناك الكثير من التفاصيل فيما يتعلق بفقدان الشهية و التي تتعلق باسباب عضوية احيانا واسباب نفسية احيان اخرى فمن الاسباب العضوية التلف الحاصل في مناطق معينة في الهيبوثلامس كما ذكرنا والتي قد تؤدي للوفاة في حال عدم التدخل و هناك اسباب اخرى مرتبطة بالتوتر والضغوط النفسية وكذلك بعض حالات الوسواس كما ان لها ارتباط ببهوس الشكل المتناسق والتي دعت لبعض المرضى ان يعتقدوا عدم ملائمة اشكال اجسامهم رغم انها كانت طبيعية !
الشراهة العصبية : و هي اضطراب بسبب عدم القدرة على السيطرة في تناول الطعام خلال تجمعات تناول الطعام أو الولائم يعقبها شعور بالذنب بل يتعداه لتناول المسهلات أو التقيؤ للتخلص من ذلك الطعام و هناك مسارين في تفسير هذا النوع من الشره هما
1 _ مسار ثقافي متعلق بالمتغيرات الاجتماعية و وصف النحافة كمعيار للجمال رغم صعوبة الحصول عليها .
2 _ المسار الاكلينيكي والذي يشير الى التقدير المتدني للذات و مشاكل في الصحة النفسية .
البدانة بين موروثنا كبشر و عصرنا الحاضر :
بقي اسلافنا على هذه الارض رغم عدم توفر الطعام الكافي و تطور آليات تخزين للطاقة على شكل دهون في الجسم مكنتهم من البقاء حتى في المجاعة فالفرد العادي المتوسط الحجم لديه مخزون طاقة يكفيه شهر عند انقطاع الطعام و ضمن تلك الآلية أننا لا نأكل فقط عند الجوع بل نأكل حتى عندما لا نكون جائعين لأن الطعام لن يتوفر لنا في كل وقت و لكن عصرنا الحالي قدم لنا وفرة لم نكن نحصل عليها و اجسادنا ورثت مورثات تجعل الأغلب منا لا يتحكم كما يجب في السيطرة على كميات الطعام المتناولة . كما ان الباحثين وجدوا ان عدد الخلايا الدهنية في الانسان متساوية وما يختلف لدى البدناء هو حجمها فقط و أن محاولات استئصال خلايا دهنية جراحيا من فئران التجارب تم تعويضها بشكل سريع وهذا يطرح وجود نظام يضمن تخزين الدهون مسؤول عن البدانة لدى البعض . بالإضافة لتأثير الوراثة و التعود المذي نتعلمه من خلال سلوكنا و كذلك الضغوط النفسية المرتبطة بشكل كبير مع الاقبال على تناول الطعام و حصول البدانة الى الادمان في تناول كميات كبيرة من الطعام والشبيه بإدمان المخدرات .
الخلاصة :
تعتبر عملية التحكم بالوزن اكثر تعقيدا مما نتصور وهي مزيج من الاستعداد الوراثي و السلوك اليومي و ما نستطيع فعله يتلخص بتغيير عاداتنا و نوعية طعامنا وكذلك كمياته وأن ذلك يبدأ منذ مراحل اعداد الطعام وليس كما نتصور فقط عند تناوله و أن التصور بأن الموضوع نفسي فقط غير صحيح ولكنه مزيج من العوامل منها ما هو هرموني أو عضوي او نفسي و منها ما هو معتمد على الفرد أو خاضع لثقافة وعادات المجتمع وأن موضوع كهذا يستحق من الجميع بذل الجهد العلمي والعملي لتحقيق الصحة والسعادة للإنسان فالشبع بوصفه لذة ليس مجرد اشارات جسدية بل هو عملية قابلة للتعود والتعلم وان نظام السكريات المبالغ فيه في طعامنا يلعب دور في ارباك انظمة مهمة في اجسادنا مسؤولة عن التوازن الذي نحتاجه . و أن السمنة بوصفها مرض العصر لا تقع عند مسؤولية فرد بعينه بل يشترك الجميع فيها بدئا من عملية شراء مستلزمات الطعام وضبط كمياته سواء في الاسرة أو في المناسبات والمطاعم وغيرها و أن المبالغة في تنوع الطعام في وجبة واحدة ليس مفيدا كما نعتقد والافضل هو التنوع بالوجبات المختلفة لتلبية احتياج الجسم . و ما نلاحظ من اقبال على عمليات ربط المعدة ليس هو الحل الأول بل هو خيار مناسب لبعض الحالات يقع مسؤولية اتخاذه على الطبيب والمريض فليس كل الحالات من السمنة يناسبها هذا الاجراء الطبي . و الطبيب سيستطيع مساعدتك بشكل افضل عندما تكون أكثر وعيا بالتأكيد .
بقلم وليد الهاشم
ضمن واحد من اكثر المواضيع في عصرنا استثارة للحديث و الاهتمام بين المسؤولين عن الصحة والمتطلعين للجمال الى حد الهوس كان لزاما الخروج من دائرة التكهنات و التفسيرات الناقصة للموضوع الشاغل للناس الى محاولة استقاء المعلومات من مصادرها في الكتب الأكاديمية المعتبرة لذلك جمعت لكم هذه المعطيات لكل من يعانون في البحث والاستقصاء بين المتناثر هنا و هناك لكل ما يتعلق بالجوع والشبع والشراهة وفقدان الشهية بالإضافة للبدانة و ما يعاني الكثير من الناس من الفشل في التخلص منها .
تبدأ شهيتنا للطعام من خلال التذوق والذي يعتبر مع الشم رغم صغر مراكزه العصبية خطا الدفاع الأول للأنف والفم فالتذوق والشم معطيات لقرار تناول الطعام من عدمه و لهما آلية تطورية خدمت اسلافنا كثيرا في البقاء فالتذوق قادر على ادراك اربعة انواع من الطعم هم المر و الحامض من جهة و المرتبطان بالتحذير من المواد السامة أو المؤذية والحلو والمالح من جهة اخرى والمرتبطان ببقاء الانسان كمصدر للطاقة والأملاح الضرورية ولكن هذا ليس كل شيء فالشهية للطعام و كميته لا تتوقف عند الطعم فقط بل تتعداه لنظام معقد في الجسم في الجهاز العصبي المزود بأنظمة ادراك تحكم الجوع والشبع وفقا لما تم مشاهدته من أثر اتلاف مناطق في الهيبوثلامس ( غدة منشطة للغدة النخامية في الدماغ و التي تتحكم بعمليات معقدة في جسم الانسان ) قد أدى ذلك التلف الى حالة شراهة مستمرة أدت الى بدانة بضعف حجم الحيوان بينما اتلاف مناطق اخرى أدى الى فدقان شهية وصل لحد الموت ! اضافة لدور عملية التعلم و الذاكرة في تنظيم تلك العملية المعقدة ففي احدى التجارب التي اجراها احد العلماء على مجموعة من فاقدي القدرة على التذكر كانوا مستعدين لأكل الطعام المقدم لهم كل نصف ساعة كأنهم لم يأكلوا بنسبة كبيرة بينما رفض الاشخاص الطبيعيون ذلك و كأننا نجوع بناء على تذكرنا لآخر مرة تناولنا فيها الطعام و خلاصة ذلك أننا نتعلم كيف نجوع و نشبع بالإضافة لعوامل اخرى تدفعنا بالجوع و تكافئنا بالشبع .
و هذا يطرح تساؤل ما الذي يحدد كم نأكل ؟
قدمت بعض الدراسات أن كمية المتوفر من الطعام هي العامل الأهم و معه تنوع ذلك الطعام فكمية الطعام من صنف واحد توصلنا لمرحلة تسمى التشبع والتعود مما يقلل من دور حاسة التذوق في المكافئة على الطعام بينما وجود اصناف اخرى زادت المتناول بنسبة 60 % كما أن كمية السعرات الحرارية تزداد بنسبة 48 % بالإضافة الى أن الطعم مغري لتناول الطعام حتى في حالة عدم الجوع و لكن عندما نجوع فان كمية السعرات الحرارية أكثر أهمية من الطعم .
و الزيادة في الوزن محكومة بعامل ادارة تخزين الطاقة و استهلاكها في الجسم او ما يسمى عملية الأيض و هذه العملية التي تكون حياتنا هي المحصلة فيها تتم بناء على حرق الجلوكوز ( السكر ) في الخلايا العصبية والعضلات بينما يتم حرق الدهون بعد تفكيكها الى احماض أمينية في العضلات فقط و على ذلك يحتاج الدماغ والجهاز العصبي الى و الزيادة في الوزن محكومة بعامل ادارة تخزين الطاقة و استهلاكها في الجسم او ما يسمى عملية الأيض و هذه العملية التي تكون حياتنا هي المحصلة فيها تتم بناء على حرق الجلوكوز ( السكر ) في الخلايا العصبية والعضلات بينما يتم حرق الدهون بعد تفكيكها الى احماض أمينية في العضلات فقط و على ذلك يحتاج الدماغ والجهاز العصبي الى 300سعر حراري يوميا للدماغ من الجلوكوزولايقبل أي بديل من الدهون بينما تستطيع العضلات حرق الدهون و السكر للتزود بالطاقة حسب المتوفر لها ، والجدير بالذكر أن نسبة استهلاك الطاقة تأخذ ثلث الكمية في حركتنا اليومية فقط بينما الثلثان يستهلكان في عمليات الحياة خلال اليوم أثناء النوم واليقظة والجلوس والاسترخاء و هذا المعدل يقل بالتقدم في السن مفسرا لنا صعوبة فقد الوزن الزائد عند التقدم في العمر ، و هذا يجعلنا نعيد النظر في برامج الرياضة العنيفة والتي لن تؤثر كثيرا على نقص الوزن مقابل تنظيم الأكل الذي يؤثر بشكل أكبر والافضل هو الجمع بين ترشيد كمية الطعام و ممارسة النشاط والحركة . و قد تم اثبات أن الجوع امر ابعد ما يكون عن تقلصات المعدة فمهما كانت هناك من انقباضات بالمعدة لا يؤثر ذلك على الجوع بقدر ما يؤثر مستوى السكر في الدم ! فهناك نظام مراقبة في الجسم يتابع كمية السكر في الدم متواجد في البنكرياس والكبد و كذلك قرب الدماغ و بمجرد ضخ كمية من الجلوكوز في الاوعية الدموية المحيطة بتلك المجسات ان صح التعبير حصل تناقص مؤقت في الشعور بالجوع .
الا أن هناك ما هو أبعد من مجرد مراقبة مستوى الطاقة اليومي في الجسم من خلال مراقبة مخزون سكر الجلوكوز فهذا النظام يحكم سلوكنا على المدى القصير الا أن هناك نظام يحكم شعورنا بالجوع على المدى الطويل من خلال مراقبة مستوى الدهون في الجسم و هذا النظام هو ما يؤدي لثبات أوزاننا عند حد معين بمرونة رطل الى رطلين بما تعرف بنقطة تثبيت الوزن والتي تحكم مقدار ما نأكل عند حد يقود لثبات الوزن حولها بشكل قريب و عليه فهناك نظامان للشعور بالجوع والتحكم بدخول الطاقة وفقا لإرادتنا هما
1 _ النظام قصير المدى والذي يراقب مستوى السكر في الدم و يتحكم بتناولنا للطعام خلال اليوم و مراقبة هرمون الأنسولين بالإضافةلوجود هرمون تفرزه المعدة يسمى هرمون الجلبرين و هو المسؤول عن الشعور بالجوع الشديد اضافة للخيالات عن الطعام و هذا الهرمون يتم تثبيطه بتناول السكريات بدرجة ثانية ولكن اكبر مثبط له هو تناول البروتينات و هذا ما يفسر تأثيرات الحمية عالية البروتين على كبح الشهية لدى بعض الناس و لكنها قد تفشل بسبب اسباب اخرى قد نتطرق لها لاحقا .
2_ النظام طويل المدى و الذي يراقب مستوى الدهون في الجسم و يؤدي الى ثبات الوزن و مسؤول عن انهيار انظمة الحمية القاسية وحصول ما يعرف بالانتكاسة بعد الحمية القاسية والتي تفضي الى شراهة أكثر من السابق
و نستطيع أ نقول أن الوزن و زيادته او نقصانه حصيلة طويلة المدى وليست بسبب وجبة أو وجبتين و أن مراقبة السكر في الدم من خلال الهيبوثلامس ليس الا مجرد مؤشر ضمن نظام انذار متعدد وبالغ التعقيد . و ان ما يعرف بنقطة تثبيت الوزن تتغير عندما تتغير نفقد الوزن بسهولة حتى النقطة الجديدة و التي نلاحظ النزول حتى نصل لها بسهولة ثم يعود الوزن ليثبت من جديد .
فقدان الشهية : هناك الكثير من التفاصيل فيما يتعلق بفقدان الشهية و التي تتعلق باسباب عضوية احيانا واسباب نفسية احيان اخرى فمن الاسباب العضوية التلف الحاصل في مناطق معينة في الهيبوثلامس كما ذكرنا والتي قد تؤدي للوفاة في حال عدم التدخل و هناك اسباب اخرى مرتبطة بالتوتر والضغوط النفسية وكذلك بعض حالات الوسواس كما ان لها ارتباط ببهوس الشكل المتناسق والتي دعت لبعض المرضى ان يعتقدوا عدم ملائمة اشكال اجسامهم رغم انها كانت طبيعية !
الشراهة العصبية : و هي اضطراب بسبب عدم القدرة على السيطرة في تناول الطعام خلال تجمعات تناول الطعام أو الولائم يعقبها شعور بالذنب بل يتعداه لتناول المسهلات أو التقيؤ للتخلص من ذلك الطعام و هناك مسارين في تفسير هذا النوع من الشره هما
1 _ مسار ثقافي متعلق بالمتغيرات الاجتماعية و وصف النحافة كمعيار للجمال رغم صعوبة الحصول عليها .
2 _ المسار الاكلينيكي والذي يشير الى التقدير المتدني للذات و مشاكل في الصحة النفسية .
البدانة بين موروثنا كبشر و عصرنا الحاضر :
بقي اسلافنا على هذه الارض رغم عدم توفر الطعام الكافي و تطور آليات تخزين للطاقة على شكل دهون في الجسم مكنتهم من البقاء حتى في المجاعة فالفرد العادي المتوسط الحجم لديه مخزون طاقة يكفيه شهر عند انقطاع الطعام و ضمن تلك الآلية أننا لا نأكل فقط عند الجوع بل نأكل حتى عندما لا نكون جائعين لأن الطعام لن يتوفر لنا في كل وقت و لكن عصرنا الحالي قدم لنا وفرة لم نكن نحصل عليها و اجسادنا ورثت مورثات تجعل الأغلب منا لا يتحكم كما يجب في السيطرة على كميات الطعام المتناولة . كما ان الباحثين وجدوا ان عدد الخلايا الدهنية في الانسان متساوية وما يختلف لدى البدناء هو حجمها فقط و أن محاولات استئصال خلايا دهنية جراحيا من فئران التجارب تم تعويضها بشكل سريع وهذا يطرح وجود نظام يضمن تخزين الدهون مسؤول عن البدانة لدى البعض . بالإضافة لتأثير الوراثة و التعود المذي نتعلمه من خلال سلوكنا و كذلك الضغوط النفسية المرتبطة بشكل كبير مع الاقبال على تناول الطعام و حصول البدانة الى الادمان في تناول كميات كبيرة من الطعام والشبيه بإدمان المخدرات .
الخلاصة :
تعتبر عملية التحكم بالوزن اكثر تعقيدا مما نتصور وهي مزيج من الاستعداد الوراثي و السلوك اليومي و ما نستطيع فعله يتلخص بتغيير عاداتنا و نوعية طعامنا وكذلك كمياته وأن ذلك يبدأ منذ مراحل اعداد الطعام وليس كما نتصور فقط عند تناوله و أن التصور بأن الموضوع نفسي فقط غير صحيح ولكنه مزيج من العوامل منها ما هو هرموني أو عضوي او نفسي و منها ما هو معتمد على الفرد أو خاضع لثقافة وعادات المجتمع وأن موضوع كهذا يستحق من الجميع بذل الجهد العلمي والعملي لتحقيق الصحة والسعادة للإنسان فالشبع بوصفه لذة ليس مجرد اشارات جسدية بل هو عملية قابلة للتعود والتعلم وان نظام السكريات المبالغ فيه في طعامنا يلعب دور في ارباك انظمة مهمة في اجسادنا مسؤولة عن التوازن الذي نحتاجه . و أن السمنة بوصفها مرض العصر لا تقع عند مسؤولية فرد بعينه بل يشترك الجميع فيها بدئا من عملية شراء مستلزمات الطعام وضبط كمياته سواء في الاسرة أو في المناسبات والمطاعم وغيرها و أن المبالغة في تنوع الطعام في وجبة واحدة ليس مفيدا كما نعتقد والافضل هو التنوع بالوجبات المختلفة لتلبية احتياج الجسم . و ما نلاحظ من اقبال على عمليات ربط المعدة ليس هو الحل الأول بل هو خيار مناسب لبعض الحالات يقع مسؤولية اتخاذه على الطبيب والمريض فليس كل الحالات من السمنة يناسبها هذا الاجراء الطبي . و الطبيب سيستطيع مساعدتك بشكل افضل عندما تكون أكثر وعيا بالتأكيد .