من يقف وراء تهديد ملكات جمال العراق بالقتل؟
شيماء قاسم تغادر بغداد وتقيم بالأردن خوفا من اغتيالها..
خبراء عراقيون: الانفلات الأمني بالمحافظات وانتشار السلاح أحد الأسباب
ويؤكدون: الجرائم لها أبعاد سياسية
أعادت الاغتيالات الممنهجة التي استهدفت شخصيات عامة وفنانات عراقيات إلى الأذهان تهديدات تنظيم داعش الإرهابي لملكات جمال العراق عام 2015، والتي كشفت عنها شيماء قاسم ملكة جمال العراق للعام 2015، حيث أكدت تلقيها اتصال هاتفي مجهول، للالتحاق بتنظيم داعش لممارسة جهاد النكاح عام 2015 وجرى تهديدها خلال المكالمة بأنها ستتعرض للسبي حال رفضها.
وأكدت شيماء قاسم، في حوار سابق لاحد المواقع الالكترونية تحديها لتنظيم داعش الإرهابي عقب فوزها بمسابقة ملكة جمال العراق لعام 2015، موضحة أن فقاعة «داعش» إلى زوال، وأنها مؤمنة بأن محاربته تكون بكل الطرق، مضيفة: «أننا نقارع قبحهم بجمالنا، ونقاوم ظلاميتهم بضيائنا».
ودفعت التهديدات المستمرة ملكة جمال العراق شيماء قاسم إلى السفر للأردن، خوفا من استهدافها من الجهة التي تقف وراء عمليات الاغتيالات التي تمت خلال الأسبوع الماضي في العراق.
وظن العراقيون، أن حالة الأمن والاستقرار ستعود إلى البلاد بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي، لكن الواقع يؤكد تبدد هذا الحلم بسبب التفجيرات والهجمات الانتحارية والاغتيالات التي طالت عدد من المسئولين بالبلاد.
وكشفت الإعلامية الكويتية مي العيدان عن تلقي الفنانة العراقية دموع تحسين الفائزة بالنسخة الرابعة من برنامج "ذا فويس" للمواهب الفنية، تهديدات بالقتل، وسط موجة الاغتيالات التي تضرب العراق مؤخرا.
وكتبت العراقية دموع تحسين: "كلنا وصلتنا مسجات جايج الدور، مع الأسف نفسيات متخلفة مريضة غير واعية ماكو ثقافة وحشية مكبوتة بداخلهم؛ لكن إحنا ما نخاف من الموت ولا ممكن نتهرب من الموت كلمن بيومه، والله يحفظ الجميع".
كانت وزارة الداخلية العراقية قد أكدت مساء الخميس فتح تحقيق حول مقتل عارضة الأزياء والمدونة تارة فارس، التي وجدت مقتولة بثلاث طلقات نارية بسيارتها وسط بغداد.
وأثار الإعلان عن اغتيال فارس ضجة واستياء في العراق، خاصة وأنه يأتي بعد يوم من مقتل ناشطة أخرى في مجال المجتمع المدني هي سعاد العلي بإطلاق نار في البصرة جنوب العراق.
وتدهورت الأوضاع الأمنية فى العراق وسط عودة العمليات الإرهابية والنزاعات العشائرية وتصفية الحسابات الشخصية، فيما شهدت معظم المحافظات العراقية نوعا آخر من الإرهاب تمثل بعمليات الاغتيال وتصفية الشخصيات البارزة وبالأخص النسائية، وكان للعاصمة بغداد ومحافظة البصرة الحصة الأكبر من هذه العمليات.
واغتال مسلحون مجهولون، الأسبوع الماضي، عارضة الأزياء تارا فارس وسط العاصمة بغداد، والناشطة الحقوقية سعاد العلي في البصرة، فيما دارت شكوك في أغسطس الماضي حول وفاة خبيرة التجميل رشا الحسن، وسط ترجيحات بتصفيتها من قبل مجهولين، وكذلك الحال لخبيرة التجميل الشهيرة الدكتورة رفيف الياسري التي توفيت في ظروف غامضة هي الاخرى.
ولم تتوصل السلطات العراقية إلى الجهة المنفذة للاغتيالات في بغداد والبصرة، وهو ما يثير التساؤولات حول إمكانية لجوء داعش لعمليات التصفية للشخصيات العامة لإثارة الذعر، أو استخدام أطراف سياسية لملف الفراغ الأمني لدفع القوى الآخرى للتسريع بتشكيل الحكومة.
بدوره قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، إن ما يجري اليوم من عمليات اغتيالات سببه الانفلات الأمني ونتائجه محاولات تصفية الحسابات وقد تكون محاولات من جهات سياسية لخلق أزمة على الخصوص في بغداد.
واتهم المطلبي في تصريحات صحفية أياد خفية بمحاولة زعزعة الأمن في العاصمة بغداد وجعلها بيئة غير آمنة.
فيما أكد الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، على أن موجة الاغتيالات التي أعقبت سكون التظاهرات السلمية في محافظة البصرة وبغداد، سببها الانفلات الأمني وانتشار السلاح بشكل كبير خاصة وان عمليات الاغتيالات تجري باستخدام كاتم الصوت.
ولا يستبعد الهاشمي أن تكون هذه الاغتيالات لأسباب "عشائرية أو من قبل الفصائل المسلحة أو الجريمة المنظمة" ، وبالتالي هو استهتار بالوضع الامني في محافظات مثل بغداد والبصرة.
فيما ذهب عضو مجلس محافظة البصرة العراقية حميد المياحي، إلى الربط بين الاغتيالات وما جرى من أحداث في البصرة، مشيرا إلى أن حملة الاغتيالات الأخيرة ينفذها المندسين الذين استغلوا التظاهرات فى المحافظة.
فيما أكد المحلل الأمني العراقي أحمد الشريفي، على اتهام جهات سياسية بعمليات الاغتيالات، مشيرا إلى أن تقارب الأوقات الزمنية التي تجري فيه عمليات الاغتيالات يدل على أنها ليست جنائية وانما لها أبعاد سياسية.
ونشرت شيماء قاسم ملكة جمال العراق لعام 2015، أمس السبت، مقطع فيديو على حسابها الرسمي على "إنستجرام" تكشف فيه عن تلقيها تهديدات بالقتل بعد يومين من اغتيال وصيفتها تارا فارس.