
التورية
لغةً هي : إخفاء الشيء .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : { فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }
المائدة/31 .
و قال عَزَّ من قائل : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } الأعراف/26 .
وماذا تعني في الاصطلاح ؟:
التورية: أن يطلق لفظ له معنيان:
أحدهما قريب غير مراد ،
والآخر بعيد هو المراد، ويدل عليه بقرينة يغلب أن تكون خفية فيتوهم السامع أنه يريد المعنى القريب، وهو يريد المعنى البعيد.
مثال : قال سراج الدين الوراق :
أصون أديم وجهي عن أناس
لقاء الموت عندهم الأديب
وربُّ الشعر عندهم بغيض
ولو وافى به لهم " حبيـب"
القريب غير المقصود هو " الحبيب" والبعيد المقصود" حبيب بن أوس " أبو تمام"
ومن التورية قول نصيرالدين الحمامي:
أبيات شعرك كالقصور
و لا قصور بها يعـوق
حرٌ ومن العجائب لفظهـا
حرٌ ومعناها "رقيـق"
فلكلمة (رقيق )معنيان :
الاول قريب متبادر وهو " العبد المملوك" وسبب تبادره إلى الذهن ما سبقه من كلمة" حر"
والثاني : بعيد وهو "اللطيف السهل"
أو الشفاف، وهذا هو المعنى الذي يريده الشاعر بعد أن ستره في ظل المعنى القريب.
وأنت تلحظ أن التورية تضفي على المعنى غموضاً لا يصل حدَّ الإبهام؛ إذ فيها ظاهرة الخفاء والتجلي التي تثير ذهنية المتلقي للنص الأدبي .