غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
لو كنتَ قد أحببتَني
لعذرتَني
ورصفتَ لي درباً إلى منجاتي
لسألتَ لي عن حُجةٍ
وقبلتَها
وعفوتَ قبلَ تعذُّرِي
وشَكاتي
لبحثتَ في سبعينَ عذراً ممكناً
ولقلتَ لمّا لم تجدْه
سياتي
ما الفرقُ بين الآخرينَ
وبينَ مَنْ نهوى
إذن يا قطعةً من ذاتي!؟
الفرقُ يكمنُ في تقبُّلِهم لنا
بعيـوبِنا
وإقالةِ العثرَاتِ
أنا لستُ كاملةً
أنا كالناسِ كلِ الناسِ
لي هَـفَوَاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لغفرتَ لي
وعفوتَ عن مَلَلَي
وعن زلَّاتي
ومحوتَ آثامي الصغيرةَ كُلَّها
ما الحبُّ
لولا رأفةُ المِمحاةِ !!ِ
الحبُّ عندي
أن أكونَ كما أنا
بمحاسني جنباً إلى سَـــوءاتي
آتـي إليــكَ
بما أقتضـتَه أنوثتــي
بشريتي
نقصي
كمالِ صفاتي
أنا لا أُجيدُ تقمُّصَ الدورِ الذي
رسمتَه كفُّ الناسِ
(للستِّاتِ)!!
أنا ضلعُ روحِكَ
بيدَ أنِّيَ أُمّةٌ
وعوالمٌ
مـن دهشـةٍ وحياةِ
لي أمنياتٌ
عانَدتـني ربما
ليَ قصةٌ أخرى
وليْ أشتاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لفهمتَني
وأرَحتَ قاموساً من الكلماتِ!
وأنا التي أخترتُ الهوى
ليُظلَّني
من حَرِّ أيامي
سَمُومِ جِهاتي
راهنتُ أسقامي بِبُرءِ توجُّعي
بِكَ
فانظُرَنْ لمرارةِ الخيباتِ !
علَّقتُ إعتامي بوقتِكَ
قلتُ لي
قد تُشرقينَ غداً بمَنْ هو آتِ
وهنا انتظرتُكَ
نصفَ عمرٍ كاملٍ
هدهدتُ في مهدِ الكلامِ
سُكاتي
لكنَّ أسرَكَ
ضيّقَ الأُفُقَ الذي
وسّعتُه
حفراً على الصخراتِ
عجباً لقـولِكَ
والقـيودُ تلفُّـني
أهواكِ حدَّ الموتِ يا مولاتي
لو كنتَ قد أحببتَني
لتركتَ لي
أُفُــقي لأبلــغَ
منتــهى سدراتي!!