كل إناء بماا فيه ينضح..

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
112174_1916c9560e02e37a15eb41bb5c977b3f.gif

كل إنسان على وجه الأرض له منهل ينهل منه وله ما يصدر عنه من أقوال وأفعال، وحسبما ينهل هذا الإنسان من مناهل خير أو شر يخرج منه .. كالإناء الذي يعبأ فيه، يخرج منه ما عبئ به، فإن ملئ هذا الإناء بطيب يخرج منه طيب .. وإن ملئ بالكريه سيخرج منه الكريه.

كذلك الإنسان .. فلو عبأ ذلك الإنسان إناءه بعلم نافع وقيم نبيلة وأخلاق فاضلة وتعاليم دينه الحنيف، لو عبأه بكل ما يرتقي بالإنسان من علوم شريفة، سوف تخرج منه الدرر والجواهر من طيب الأقوال والأفعال والحكم والموعظة الحسنة، والحقائق العلمية السامية .. وسوف يفوح منه طيب عبق من أخلاق فاضلة وشيم النبلاء والأكابر.. تصدر عنه مواقف نبيلة مشرفة، ومشاعر عذبة رقيقة متهذبة .. سوف يجود بكل أنواع وصنوف الجود والكرم والنبل .. عبير استقامته مسك وعنبر .. ينطق بالحق ومعالي القيم وطيب القول والكلمة الحسنة الطيبة، ينأى بنفسه عن كل الدنايا والقبح، لأنه نهل من منهل القرآن والسنة الشريفة وقصص وعبر الأنبياء والصحابة والعظماء.

ارتقى بوعائه ليملأه بفضائل القيم والكرم والاستقامة .. وتعلم العلم النافع الذي يرضي الله تعالى ليرتقي به ويرتفع معه. كلامه مطهر مقدس ممتع جميل، يتكلم بالأصول والأهداف الكبرى وفي السمو والارتقاء والنفع والعطاء ليجتذب كل من حوله لطيب كلامه واستقامة سلوكه الذي يترجم ذلك المنهل الصافي والإناء الكريم فهو ينضح بما فيه من فضيلة وقيم وسمو وشموخ.

سلوكه العطاء يسير في دروب وطلب العلم النافع .. ونفع الناس والأمة بذلك العلم، يسعى ليحقق أهدافاً سامية كبرى يرتقي بها بنفسه وبأمته نحو إنجازات خالدة .. علاقاته سامية مرتقية نبيلة هادفة مبدأها المحبة في الله والعطاء والصدق والتضحية والمساندة والإخلاص.

أما من عبأ إناءه بالعلوم الساقطة والأهداف والأهواء الرخيصة، والتفاهات من الأقوال والأفعال كان ساقطاً تافهاً رخيصاً، كلامه بذيء هابط، مزاحه رخيص مبتذل، انتقاداته لاذعة حقودة .. لا ينطق إلا بالرخيص والمنحط من القول والخبر، رائحته منتنة متعفنة تفوح بالكذب والرياء والغدر والجنس والقسوة والخيانة والعلاقات الساقطة المحرمة. فكره يتدنى لأحط درجات الدونية والانحطاط فيغدو أقرب للبهائم منه للإنسان .. ينطفئ نور وجهه ليصبح مظلماً مسوداً .. فكل إناء بما فيه ينضح.

فعلى الإنسان أن ينتبه ويحرص على منهله الذي ينهل منه وما يدخل إلى سمعه وبصره ويستقر في قلبه وعقله ووجدانه، ويحرص على ما يقرأ وما ينهل من علوم، فماذا تسمع وماذا ترى وماذا تقرأ، وما اهتماماتك والعلوم التي تتلقاها؟ ومن تجالس تعبر عنك .. فانتبه جيداً إن أردت أن تكون كريماً لمنهلك، فإن اخترت الماء العفن الآسن بما تقرأه وتتعلمه وتسمعه وتبصره ومن تجالسه سوف يصدر عنك القبح واللؤم والخبث لتكون على شاكلته.

واحرص على من تجالس، فالمرء على دين خليله .. احرص على طيب ما تسمع وما تبصر .. نقِّ بصرك وبصيرتك عن كل ما حرم الله .. كن النحلة التي تجتذب العسل والجمال والشهد ولا تكن كالذبابة والخنفساء التي لا تسقط إلا على رائحة القذارات، ارتقِ بنفسك وروحك وبصيرتك وبصرك وسمعك عن الدنايا والفتن والشهوات الرخيصة، ابتعد عن سفاسف الأمور والتافهين الساقطين فإن اخترتهم تكن مثلهم.

جالس الفضلاء النبلاء طلاب العلم والفضيلة، أصحاب الخلق الرفيع والقيم الراسخة والطموحات السامية، أصحاب الرسالات والإنجازات تكن مثلهم .. لترتقي إلى سمو شموخهم ونبل قيمهم وأهدافهم وإنجازاتهم .. وتطهر إناءك ليفوح بالعبق والمسك والخير والفضائل.. وتحظى برضى الخالق ليرفعك بارتقاء منهلك.

ارتقِ بفكرك عن الدنايا والتفاهات والشهوات والانحطاط .. فلما ترتقي سوف ينأى سمعك ويعف بصرك عن القبائح والمحرمات والقذارات .. سوف تبصر بعين الحكمة والفضل والعلم والتقوى وسوف لن ترى سوى الارتقاء والفكر في من أمامك .. ولن يكون للشيطان عليك سلطان، لأن الإنسان كُرم بعقله واتزانه وصفاء قلبه وسريرته وشموخ عاطفته، وكرمه الله على سائر المخلوقات بذلك العقل والخلق الرفيع .. فلما يتدنى الفكر وينهل العقل والنفس من مناهل متعفنة وملاهي الشيطان يغدو كالأنعام بل أضل سبيلاً.

فليحرص كل إنسان على إنائه ومنهله .. فإن أراد أن يكون كريماً فليحرص على طيب المنهل ليخرج منه الطيب ويجني ثمار الخير والطيب طيباً .. وإن أراد اللؤم ومسالك الشيطان فليفعل ما يشاء .. يخرج منه ما ملئ به .. ويجني ثماره الخبيثة.

112175_1dec67ef7c6b8fbbe96c5352086a0ad4.gif
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل