Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.
الطفل الذي لا يعرف كيف يلعب
حكاية من الأدب الإسباني للكاتبة الإسبانية آنا ماريا ماطوطي (Ana María Matute).
عنوان الحكاية الأصلي: “El niño que no sabía jugar”
ترجمة أحمد الزاهر لكحل ، مترجم وباحث في أدب الأطفال
كان هناك طفل لا يعرف كيف يلعب. وكانت الأم تراقبه من النافذة وهو يأتي ويذهب على الطرق الترابية. كانت يداه الصغيرتان ثابتتين وكأنهما سقطتا على أطراف جسده. لم يكن الطفل يحب الألعاب ذات الألوان الزاهية، أو الكرة المستديرة، ولا الشاحنات ذات العجلات الصغيرة. كان ينظر إليها ويلمسها، ثم يذهب إلى الحديقة، تلك الأرض المكشوفة، بيديه الصغيرتين والشاحبتين والمتسختين، المعلّقتين بأطراف جسده مثل أجراس غريبة وصامتة. كانت الأم قَلِقَةً تنظر إلى الطفل الذي كان يأتي ويذهب و ظِلّهُ لا يفارق عينيها. "إذا كان الطفل يحب اللعب، لما شعرتُ بالبرد وأنا أراقبه وهو يأتي ويذهب"، لكن الأب قال بفرح: "إنه طفل لا يعرف كيف يلعب، إنه ليس طفلًا عاديًا، إنه طفل يفكر ! ".
ذات يوم لبست الأم معطفها وتبعت الطفل تحت المطر وهي تختبئ بين الأشجار. عندما وصل الطفل إلى حافة البِرْكة ، انحنى باحثًا عن الصراصير والديدان وصغار الضفادع و ديدان الأرض، ثم أخذ يجمعهم في صندوق، وجلس على الأرض فأخرجهم واحدا تلو الآخر. أحدث ضوضاء طفيفة وبدأ يقطع رؤوسهم بأظافره القذرة ، القريبة من السواد.