سنتناول بالدراسة في هذا الفصل
1-التعريف بعلم العقاب .
2-صلة علم العقاب بالعلوم الجنائية الاخرى .
3-مراحل تطور علم العقاب.
4-التشريعات الخاصة بالتنفيذ العقابي.
اولا-التعريف بعلم العقاب
اورد الباحثون عدة تعريفات لعلم العقاب ومن هذه التعريفات ان علم العقاب هو (مجموعة من القواعد تحدد أساليب تنفيذ العقوبات والتدابير الاحترازية على نحو الذي يكون من شأنه تحقيق أغراضها )( ). ومن خلال دراسة التعريف يتضح لنا ان هناك عنصرين مهمين وهما :
1- أنه العلم الذي يهتم بدراسة الجزاء الجنائي بصورتيه العقوبة والتدبير الاحترازي .
2- كما يهتم بدراسة اسلوب تنفيذ الجزاء الجنائي على نحو يكفل تحقيق أغراض العقوبة وهي المنع الخاص بمنع الجاني من العودة الى الاجرام بارتكاب جريمة جديدة والمنع العام بإشعار الناس كافة بالتهديد بالعقاب اذا اقدموا على ارتكاب الجريمة وكذلك تحقيق العدالة بتحميل الجاني مسؤولية افعاله.
فالمقصود من علم العقاب هو العلم الذي يسعى لإيجاد افضل السبل لمكافحة الجريمة سواء بالوقاية منها أم بالعقاب عليها بعد وقوعها .
وعلى الرغم من شيوع استخدام مصطلح (علم العقاب) الا ان البعض قد اقترح استبداله بمصطلح أخر هو (علم معاملة المجرمين) على اعتبار ان كلمة العقاب تشمل جميع العقوبات في حين تنصب دراسة علم العقاب على العقوبات السالبة للحرية.
ثانيا: صلة علم العقاب بالعلوم الجنائية :
يعد علم العقاب ذا صلة وثيقة بالقانون الجنائي وعلم العقاب وسنتولى بيان ذلك :-
أولا: علاقة علم العقاب بالقانون الجنائي :-
أوجه الخلاف بين القانون الجنائي علم العقاب :
1- ان القانون الجنائي يضم القواعد الموضوعية التي تحدد الجرائم والعقوبات المقررة لها في قانون العقوبات والقواعد الاجرائية التي يتم اتباعها في تعقب المتهمين واجراءات الدعوى الجزائية وتشكيلات المحاكم وطرق الطعن بالأحكام أما علم العقاب فلا ينحصر نطاقه بتشريع محدد بل يعتمد في ابحاثه اسلوب المقارنة بين التشريعات المختلفة .
2- ان علم العقاب هو علم تجريبي يقوم على الملاحظة ، بينما يعتمد القانون الجنائي على المعيار الشكلي لاعتبار فعل ما جريمة وتحديد عقوبتها.
أوجه الارتباط بين القانون الجنائي وعلم العقاب :
1- ان القانون الجنائي يمد علم العقاب بمادة بحثه اذ يعتمد الباحثين على المقارنة بين النظم الجزائية المختلفة ليمد المشرع بأفضل الوسائل لتنفيذ الجزاءات الجنائية .
2- يستعين القانون الجنائي بأبحاث علم العقاب لتطوير نصوصه الجزائية.
ثانيا: علاقة علم الاجرام بعلم العقاب:-
أوحه الشبه:
1- ان علمي الاجرام والعقاب موضوعهما واحد وهو دراسة الجريمة.
2- انهما من الوسائل التي يملكها المجتمع لمواجهة الجريمة فهدفهما واحد.
3- يعد علم الاجرام مدخلاً لعلم العقاب.
أوجه الخلاف:
1. ان علم الاجرام يهتم بدراسة اسباب وعوامل الظاهرة الاجرامية بينما نجد ان علم العقاب فهو العلم الذي يدرس معالجة هذه الظاهرة.
2. ان دراسة علم الاجرام هي دراسة وصفية بينما دراسة علم العقاب دراسة تجريبية.
3. ان علم الاجرام يهتم بالجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية بينما علم العقاب يدرسها باعتبارها ظاهرة قانونية.
ثالثا -مراحل تطور علم العقاب:
يعد علم العقاب علم حديث النشأة حيث بدأت الدراسات العقابية في القرن السابع عشر على يد فيليب فرانس من ايطاليا وقد مر علم العقاب في ثلاث مراحل:
1. المرحلة الأولى : وفي هذه المرحلة تم الاهتمام بالجانب المادي للسجن كتصميم بناية السجن بحيث تكون ادارة السجن قادرة على مراقبة المساجين وضمان عدم هروبهم ويسمي بعض الباحثين هذه الفترة بعلم السجن.
2. المرحلة الثانية : وهي مرحلة الاهتمام بالجانب الشخصي وفي هذه المرحلة تركز الاهتمام على السجين حيث تناول الباحثون حقوق السجين وعدم جواز فرض أي عقوبة الا بمقتضى القوانين والتعليمات.
3. المرحلة الثالثة : وفي هذه المرحلة انصب الاهتمام على الجانبين الشخصي والمادي من حيث المعاملة العقابية حيث تم الاهتمام بالإضافة الى ابنية السجون بكافة النواحي للمساجين بحيث اصبحت المؤسسات العقابية مؤسسات علاجية تعمل على اعادة تأهيل النزلاء.
العوامل التي ساهمت في تطور علم العقاب:
هناك عدة عوامل ساهمت في تطور علم العقاب هي:
1. ازدهار الافكار الديمقراطية : تغيرت النظرة الى المجرم في هذه الفترة حيث اضحت النظرة اليه باعتباره مواطنا عاديا الا انه اخطأ فيتوجب عزله عن المجتمع لفترة محددة.
2. زيادة الامكانات المالية للدولة :ان عملية اصلاح المجرمين واعادة تأهيلهم يحتاج الى مبالغ مالية كبيرة لتوفير الكوادر المختصة كالأطباء والمعلمين والخبراء الاجتماعيين وقد كانت الدولة قديما عاجزة عن توفير هذه المبالغ وكانت تلجأ الى العقوبات البدنية لقلة النفقات عند تطبيقها.
3. التقدم العلمي الذي احرز في مجال العلوم النفسية والاجتماعية : ان لتطور علم النفس كان له اثر كبير في الاهتمام بالجوانب النفسية عند علاج المجرمين وكذلك اضحى لتطور علم الاجتماع دور كبير في التركيز على الرعاية الاجتماعية للنزيل داخل المؤسسة العقابية كالزيارة أو خارج المؤسسة العقابية عن طريق الرعاية اللاحقة للنزيل( ).
1-التعريف بعلم العقاب .
2-صلة علم العقاب بالعلوم الجنائية الاخرى .
3-مراحل تطور علم العقاب.
4-التشريعات الخاصة بالتنفيذ العقابي.
اولا-التعريف بعلم العقاب
اورد الباحثون عدة تعريفات لعلم العقاب ومن هذه التعريفات ان علم العقاب هو (مجموعة من القواعد تحدد أساليب تنفيذ العقوبات والتدابير الاحترازية على نحو الذي يكون من شأنه تحقيق أغراضها )( ). ومن خلال دراسة التعريف يتضح لنا ان هناك عنصرين مهمين وهما :
1- أنه العلم الذي يهتم بدراسة الجزاء الجنائي بصورتيه العقوبة والتدبير الاحترازي .
2- كما يهتم بدراسة اسلوب تنفيذ الجزاء الجنائي على نحو يكفل تحقيق أغراض العقوبة وهي المنع الخاص بمنع الجاني من العودة الى الاجرام بارتكاب جريمة جديدة والمنع العام بإشعار الناس كافة بالتهديد بالعقاب اذا اقدموا على ارتكاب الجريمة وكذلك تحقيق العدالة بتحميل الجاني مسؤولية افعاله.
فالمقصود من علم العقاب هو العلم الذي يسعى لإيجاد افضل السبل لمكافحة الجريمة سواء بالوقاية منها أم بالعقاب عليها بعد وقوعها .
وعلى الرغم من شيوع استخدام مصطلح (علم العقاب) الا ان البعض قد اقترح استبداله بمصطلح أخر هو (علم معاملة المجرمين) على اعتبار ان كلمة العقاب تشمل جميع العقوبات في حين تنصب دراسة علم العقاب على العقوبات السالبة للحرية.
ثانيا: صلة علم العقاب بالعلوم الجنائية :
يعد علم العقاب ذا صلة وثيقة بالقانون الجنائي وعلم العقاب وسنتولى بيان ذلك :-
أولا: علاقة علم العقاب بالقانون الجنائي :-
أوجه الخلاف بين القانون الجنائي علم العقاب :
1- ان القانون الجنائي يضم القواعد الموضوعية التي تحدد الجرائم والعقوبات المقررة لها في قانون العقوبات والقواعد الاجرائية التي يتم اتباعها في تعقب المتهمين واجراءات الدعوى الجزائية وتشكيلات المحاكم وطرق الطعن بالأحكام أما علم العقاب فلا ينحصر نطاقه بتشريع محدد بل يعتمد في ابحاثه اسلوب المقارنة بين التشريعات المختلفة .
2- ان علم العقاب هو علم تجريبي يقوم على الملاحظة ، بينما يعتمد القانون الجنائي على المعيار الشكلي لاعتبار فعل ما جريمة وتحديد عقوبتها.
أوجه الارتباط بين القانون الجنائي وعلم العقاب :
1- ان القانون الجنائي يمد علم العقاب بمادة بحثه اذ يعتمد الباحثين على المقارنة بين النظم الجزائية المختلفة ليمد المشرع بأفضل الوسائل لتنفيذ الجزاءات الجنائية .
2- يستعين القانون الجنائي بأبحاث علم العقاب لتطوير نصوصه الجزائية.
ثانيا: علاقة علم الاجرام بعلم العقاب:-
أوحه الشبه:
1- ان علمي الاجرام والعقاب موضوعهما واحد وهو دراسة الجريمة.
2- انهما من الوسائل التي يملكها المجتمع لمواجهة الجريمة فهدفهما واحد.
3- يعد علم الاجرام مدخلاً لعلم العقاب.
أوجه الخلاف:
1. ان علم الاجرام يهتم بدراسة اسباب وعوامل الظاهرة الاجرامية بينما نجد ان علم العقاب فهو العلم الذي يدرس معالجة هذه الظاهرة.
2. ان دراسة علم الاجرام هي دراسة وصفية بينما دراسة علم العقاب دراسة تجريبية.
3. ان علم الاجرام يهتم بالجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية بينما علم العقاب يدرسها باعتبارها ظاهرة قانونية.
ثالثا -مراحل تطور علم العقاب:
يعد علم العقاب علم حديث النشأة حيث بدأت الدراسات العقابية في القرن السابع عشر على يد فيليب فرانس من ايطاليا وقد مر علم العقاب في ثلاث مراحل:
1. المرحلة الأولى : وفي هذه المرحلة تم الاهتمام بالجانب المادي للسجن كتصميم بناية السجن بحيث تكون ادارة السجن قادرة على مراقبة المساجين وضمان عدم هروبهم ويسمي بعض الباحثين هذه الفترة بعلم السجن.
2. المرحلة الثانية : وهي مرحلة الاهتمام بالجانب الشخصي وفي هذه المرحلة تركز الاهتمام على السجين حيث تناول الباحثون حقوق السجين وعدم جواز فرض أي عقوبة الا بمقتضى القوانين والتعليمات.
3. المرحلة الثالثة : وفي هذه المرحلة انصب الاهتمام على الجانبين الشخصي والمادي من حيث المعاملة العقابية حيث تم الاهتمام بالإضافة الى ابنية السجون بكافة النواحي للمساجين بحيث اصبحت المؤسسات العقابية مؤسسات علاجية تعمل على اعادة تأهيل النزلاء.
العوامل التي ساهمت في تطور علم العقاب:
هناك عدة عوامل ساهمت في تطور علم العقاب هي:
1. ازدهار الافكار الديمقراطية : تغيرت النظرة الى المجرم في هذه الفترة حيث اضحت النظرة اليه باعتباره مواطنا عاديا الا انه اخطأ فيتوجب عزله عن المجتمع لفترة محددة.
2. زيادة الامكانات المالية للدولة :ان عملية اصلاح المجرمين واعادة تأهيلهم يحتاج الى مبالغ مالية كبيرة لتوفير الكوادر المختصة كالأطباء والمعلمين والخبراء الاجتماعيين وقد كانت الدولة قديما عاجزة عن توفير هذه المبالغ وكانت تلجأ الى العقوبات البدنية لقلة النفقات عند تطبيقها.
3. التقدم العلمي الذي احرز في مجال العلوم النفسية والاجتماعية : ان لتطور علم النفس كان له اثر كبير في الاهتمام بالجوانب النفسية عند علاج المجرمين وكذلك اضحى لتطور علم الاجتماع دور كبير في التركيز على الرعاية الاجتماعية للنزيل داخل المؤسسة العقابية كالزيارة أو خارج المؤسسة العقابية عن طريق الرعاية اللاحقة للنزيل( ).