من المؤكد أنَّك سمعت هذه الجملة من والدتك: “لا تبقِ هاتفك بجانب رأسك ليلًا، وإلَّا سأرميه من النافذة!!”، فكما تقال الإشاعة: أشعة الهاتف قد تخترق رأسك، وعندها من المحتمل أن تصاب بأمراض مختلفة.
بكلِّ الأحوال هناك تحذيرات حقيقية بما يتعلق بهذا الأمر، وتحذيرات أُخرى تتعلق بشحن الهاتف طيلة الليل بغض النظر عن الموجات المنتشرة هنا وهناك، وبأنَّه من الواجب عليك فصله عن مقبس الكهرباء بعد وصوله للـ 100%.
تحتوي الهواتف المحمولة على بطارية ليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن، والتي تتميّز بأنَّها تشحن أسرع من البطاريات القابلة لإعادة الشحن التقليدية، إذ تشحن 80% أسرع من غيرها وتستمر لوقت أكبر، بحيث قد يمرُّ يوم كامل دون الخوف من قضية نفاذ الشحن.
ولكن هذا لا يعني أنّنا لا نلعب دورًا كبيرًا في طول وقصر عمرها، فجزء من تلك المعضلة يعود إلى الطريقة التي نستخدم بها هواتفنا، كالتحقق باستمرار من البريد الإلكتروني، التصفّح فيسبوك لوقت طويل، الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة مقاطع الفيديو، كلّ هذه الأنشطة تلتهم بطاريتك بشكلٍ شرسٍ، مما يؤدي إلى “باي باي بطارية”، وغالبًا ما يكون ذلك في أقرب وقت من المتوقع.
ولذلك يسارع الكثيرون بشحن هواتفهم طول الليل، وكأنَّهم بهذه الحالة قد وضعوا حلًا للمشكلة، وهم في الواقع زادوها سوءًا، لماذا؟ لأنَّ هاتفك يحتاج ساعة أو ساعتين فقط للوصول إلى 100%، فتركه متصلًا بالكهرباء لوقت أطول ليس له معنى، فماذا سيحدث عندما يستمر هاتفك على تماسٍ مباشرٍ مع الكهرباء؟
أولًا، الخبر السار لن يستمرّ هاتفك بالشحن بعد أن يصل للنسبة الكاملة؛ لأنَّ الأجهزة الحديثة ستقوم بإنهاء الشحن عند الوصول إلى الجهد المطلوب، وأكَّد Edo Campos المتحدث باسم شركة Anko للبطاريات:
“إنَّ هواتفنا ذكيةٌ للغاية، وهذا يعني أنَّها تحوي رقائق حماية التي ستحمي هاتفك من التحميل الزائد للشحنة، إذ تتمتع أجهزة الشحن ذات النوعية الجيدة أيضًا بشرائح حماية تمنع الشاحن من سحب طاقة إضافية من المقبس عند وصوله للنسبة 100%”.
يا للعجب، ما بالنا نحذركم إذًا من بداية المقال، ونتهجم على التقليد الساري بينكم!؟
لا تستعجل… يجب أن ننقل إليك إذًا الأخبار غير الجيدة، فعلى الرغم من أنَّ الشاحن يقوم بإيقاف تشغيل سحب الطاقة إلى الهاتف عندما يكتمل الشحن، إلَّا أنَّه سيبقى محاولًا الحفاظ على هذه النسبة طول الليل والشاحن متصل به؛ وذلك للتعويض عن الجزء الصغير من الشحن الذي سيفقده الهاتف بشكلٍ طبيعي من تلقاء نفسه نتيجة عمليات داخلية التي يقوم بها، ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى ارتفاع درجات حرارة هاتفك مما سيؤدي لتقليل سعة البطارية بمرور الوقت.
وفي مقال من موقع Cadex Battery University أكَّد:
“لا تحتاج بطارية الأيون إلى أن تكون مشحونةً بالكامل كما هو الحال مع بطارية حمض الرصاص، فمن الأفضل عدم الشحن الكامل للبطارية؛ لأنَّ الجهد العالي يضغط على البطارية”.
بكلِّ الأحوال، جميعنا نعلم أنَّ البطاريات القابلة للشحن محكوم عليها منذ البداية أساسًا، فكما نعرف أنَّ البطاريات تفقد تدريجيًا لقدرتها على حمل الشحنة، ولذلك يميلون أولئك الذين يملكون هاتفًا لأكثر من عامين إلى اكتشاف أنَّ بطاريتهم تفقد شحنها بشكلٍ أسرع من الهواتف الذين يحصلون عليها وقت الشراء، فبطارية الجهاز الذي اشتريته من سنتين لا يقارن من بطارية الجهاز الجديد، فقدرة البطاريات تنحسر مع كلِّ دورة شحن.
ما هي نصيحة الشحن التي يمتلكها الخبراء لأصحاب الهواتف الذكية؟
لا تنتظر حتى يصبح مستوى الشحن 0% لتقوم بشحنه، فشركة Cadex Bradshaw توصي أن تنتظر حتى ينخفض مستوى شحن بطارية هاتفك إلى 35% أو 40% حتى تقوم بالشحن، فذلك سيساعدك على الحفاظ على سعة البطارية، وبالتالي على برودة الهاتف أيضًا.
أنتهى .. SHRF2018