غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
كيف سقط هذا المارد الاشوري الذي سيطرعلى العالم القديم لعدة قرون
في عهد حكم السلالة السرجونية التي تبدءا من عام 721 الى عام 626 قبل الميلاد التي عرفت بهذا الاسم نسبة الى مؤسسها سرجون الثاني واهم ملوكها هم - الملك سرجون الثاني 721-705 قبل الملاد - الملك سنحاريب 704-681 قبل الميلاد -الملك اسرحدون 680 - 669 قبل الميلاد --
الملك اشوربانيبال 680 - 626 قبل الميلاد - وصلت الامبراطورية الاشورية خلال هذه السلالة الى قمة مجدها واتساعها حتى عرفت باسم - امبراطورية العسكر- حيث تمكن ملوكها المذكورين اعلاه من السيطرة على المنطقة الواسعة الممتدة من سلسلة جبال طوروس وجنوبي الاناضول وارمينيا وبحر قزوين حتى سلسلة جبال زاكروس والبحرالاسفل - الخليج العربي - غيران فترة هذا المجد والاتساع الاشوري سرعان ما انهارت وخاصة عند ظهور ملوك ضعفاء بعد حكم اخر ملوكها الملك الفذ - اشوربانيبال -669-626 قبل الميلاد الذي كان يصنف بانه الملك المحارب المثقف - سبب اخرادى الى هذا الانهيار هو انشغال الجيش الاشوري في فتوحاته العسكرية الواسعة في مصرالفرعونية وسوريا وامتدادها الى جهات بعيدة حتى وصلت الى مملكلة - اورارتو - حاليا دولة ارمينيا هذه الجهات يتعذر الاحتفاظ بها لمدة طويلة لبعدها عن مركز الحكم الاشوري
- الملوك الاشوريون حملوا الامبراطورية الاشورية فوق طاقتها حتى استنزفت طاقتها ومواردها واضعفوا من قوتها وقدرتها على مواجهة الازمات الاقتصادية الداخلية ومهما يكن فان الفترة التي اعقبت حكم السلالة السرجونية الاشورية كانت فترة يكتنفها الغموض وسادتها بعض المؤامرات الداخلية واضطراب الاوضاع الداخلية والفوضى التي عمت بلاد اشورفي عهد حكم المدعو -اشور- اتل-ايلاني- 625-621 قبل الميلاد ابن الملك -اشوربانيبال- الذي لم يكن حازما كاسلافه الملوك الاشوريون وبدءات الاقوام التي تجاورالامبراطورية الاشورية تتحين الفرص للانقضاض عليها والحد ونشاطها وقوتها من هذه الاقوام -الكمرية -السكيثية -الميدية - في الجهات الشمالية والشرقية وقد رافق هذه التطورات ظهور زعيم قوي في مدينة بابل هو - نبوبلاصر- زعيم الكلدانيون الذي تمكن من تنصيب نفسه ملك على بابل عام 626-605 قبل الميلاد وهو والد الملك - نبوخذنصر- الثاني الذي بدءا يخطط للقضاء على الامبراطورية الاشورية وكان ذلك في عهد اخرملوك اشور الملك -سن - شار-اوشكن- 620-612 قبل الميلاد
فقام الملك الكلداني - نبوبلاصر- بالتحالف مع الاقوام الميدية في عهد الملك الميدي - كي - اخسار- وعقدا اتفاق على الهجوم على بلاد اشور- اما الملك الاشوري فقد طلب المساعدة من حليفه ملك مصرالفرعونية انذاك بدءا - نبوبلاصر- باخراج الحاميات العسكرية الاشورية من بلاد بابل ثم الهجوم على بلاد اشور وذلك عام 615 قبل الميلاد ولم يتمكن من دخولها الا بعد ان عقد اتفاقا مع الميديون بشن هجوم مشترك معهم على بلاد اشور- في عام 614 قبل الميلاد تمت السيطرة على مدينة -اربخا- حاليا كركوك - ومدينة -تبريصو- القريبة من العاصمة - نينوى- ومدينة -اشور- ثم حوصرت العاصمة - نينوى - عام 612 قبل الميلاد وتم دخولها بعد حصار دام ثلاثة اشهر تهدمت فيه المدينة واشعلت فيها النيران وانسحبت القوات الاشورية الى مدينة -حران- في سوريا ونصبت بلاد اشور المدعو - اشور- اوبالط - الثاني 611-606 قبل الميلاد ملك عليها وبذلك ظلت الدولة الاشورية قائمة اسميا وطلبت المساعدة من مصر الفرعونية وعلى الرغم من وصول بعض المساعدات العسكرية المصرية في عام 610 قبل الميلاد ومقاومة الجيش الاشوري للزحف الكلداني والميدي فقد حققت القوات الاشورية بعض الانتصارات غير ان زحف الجيش الكلداني البابلي بقيادة ولي العهد - نبوخذنصر- الثاني دفعهم الى الانسحاب الى مدينة - كركميش - حيث دارت فيها رحى معركة كبرى كان الانتصار النهائي فيها للقوات البابلية حتى ان - نبوخذنصر- الثاني انتصرفيها على جيش الفرعون المصري -نيخو- الثاني على اثرها تراجع الجيش المصري الى بلاده خاسرا مكسورا - وهكذا انتهى كيان الامبراطورية الاشورية سياسيا غير ان تاثيراتها الحضارية في المنطقة ظلت واضحة تحكي قصة ومجد لاتنهتي
المصادر
كتاب الوجيز في تاريخ العراق القديم -ص 169 - 170 - الدكتور عبد القادر الشيخلي
كتاب اشور بانيبال - سيرته - منجزاته - ص 18-21-25-33-135 - الدكتوررياض عبد الرحمن امين
كتاب تاريخ الفن في العراق القديم - ص117 - الدكتور صبحي انور رشيد