لماذا تُعد اليابان موطنًا لأقدم الشركات في العالم؟
تحظى اليابان بمكانة استثنائية في عالم الأعمال، حيث تعد موطنًا لبعض من أقدم الشركات والمؤسسات في التاريخ. هذه الشركات ليست مجرد مؤسسات تجارية، بل هي أيضًا شهادة على الاستدامة والتفوق على مر العصور. في هذا المقال، سنستكشف لماذا تُعد اليابان موطنًا لهذه الشركات العريقة وما العوامل التي ساهمت في استمرار نجاحها على مر العصور.الشركات العائلية ومفهوم “آي”:
- مفهوم الأسرة: في اليابان، تُعتبر الشركات التي يزيد عمرها عن 100 عام بالشركات المتألقة. هذا المصطلح يحمل دلالات مهمة حول الثقة والثروة. يُعتقد أن مفهوم الأسرة له تأثير قوي على الشركات اليابانية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء. يتعلق الأمر بإبقاء اسم العائلة على قيد الحياة وتوريث الشركة من جيل إلى جيل.
- الشركات المتألقة (Shinise): هناك كلمة يابانية تُستخدم للإشارة إلى الشركات والمؤسسات العريقة التي تعمل منذ فترة طويلة، وهي كلمة “شينيسي” (Shinise). تعني “شينيسي” التألق والاستمرارية، وهي تُطلق على الشركات التي يزيد عمرها عن 100 عام.
الأمثلة على الشركات المعمرة في اليابان:
- كونغو غومي (Kongo Gumi): تأسست في عام 578 ميلاديًا، وهي أقدم شركة في العالم. تعمل في مجال البناء والتشييد وتوريثت من جيل إلى جيل.
- فندق نيشياما أونسن كيونكان (Nishiyama Onsen Keiunkan): يُعتبر أقدم فندق في العالم، حيث تم افتتاحه في عام 705 ميلاديًا في محافظة ياماناشي خارج طوكيو.
- مقهى “تسين” (Tsuen): يُعد أقدم بيت شاي في العالم، حيث يعمل بلا انقطاع منذ عام 1160 ميلاديًا.
العوامل المؤثرة:
- احترام التقاليد: تأتي التقاليد قبل الأرباح والنمو لهذه الشركات التي تتجنب المخاطر. يُعتبر احترام القيم الأساسية التي تنتقل عبر الأجيال أمرًا بالغ الأهمية في أي عملية صنع قرار. حيث تأتي التقاليد قبل الأرباح والنمو لهذه الشركات التي تتجنب المخاطر. هذه النظرة الطويلة الأمد هي التي مكّنت هذه الشركات من التعامل مع الكوارث الطبيعية والحروب ومؤخرًا مع جائحة كورونا. وتعني هذه النظرة أيضًا عدم إغفال التألق أبدًا في علاقتهم مع أصحاب المصلحة أو دورهم في المجتمع ككل.
- مفهوم الأسرة: تسمى الشركات التي يزيد عمرها عن 100 عام بالشركات المتألقة. وهو مصطلح يحمل دلالات مهمة حول الثقة والثروة. ولعل أحد القواسم المشتركة التي يشترك فيها العديد من الشركات المتألقة هو أنها مملوكة للعائلة. إذ إن مفهوم الأسرة له تأثير قوي بشكل لا يصدق على الشركات اليابانية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء. لدى اليابانيين كلمة لهذا أيضًا، وهي “آي” (ie) وهي تعني منزلًا، ولكن في سياق العمل، يتعلق الأمر بإبقاء اسم العائلة على قيد الحياة. نظرًا لأن مفهوم آي هذا راسخ جدًا في ثقافة الأعمال في البلاد، فنادرًا ما تكون هناك عقلية قصيرة الأجل. إن تأكيد الشركات اليابانية على قيمة الاستدامة أكثر من اهتمامها بفكرة تحقيق أقصى قدر ممكن من الربح بشكل سريع، يمثل سببًا رئيسيا يُمكِّن الكثير منها من اكتساب القدرة على البقاء لفترة طويلة.