غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
أَغيبُ وَذو اللطائفِ لا يَغيبُ
وَأَرجوهُ رجاءً لا يخيبُ
واسألهُ السَلامة من زَمانٍ
بُليتُ به نوائبه تشيبُ
وأنزل حاجَتي في كل حالٍ
الى من تطمئن به القلوبُ
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني
زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمرٍ
طوتهُ عَن المشاهدة الغيوبُ
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسرٍ
وَمن تفريج نائبة تنوبُ
وَمن كرمٍ ومن لطفٍ خفيّ
وَمن فرج تزول به الكروبُ
وَمالي غير باب اللَه بابُ
وَلا مولى سواه وَلا حَبيبُ
كَريمٌ منعمٌ برّ لَطيفُ
جَميل الستر للداعي مجيبُ
حَليمٌ لا يعاجل بالخَطايا
رَحيمٌ غيم رحمته يصوبُ
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثاري
فأنّي عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي
وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيبُ
وَعاندني الزَمان وقل صبري
وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودي
يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعِد النائبات الى عَدوي
فان النائبات لها نيوبُ
وآنسني بأولادي وَأَهلي
فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار
أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري
لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي
به واليه مبتهلا أَنيب
الهي أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي
فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفي عنادا
وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها
وَسهم البغي يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي
قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى
الى سعي به يوم عصيب
فَيا ديّان يوم الدين فرج
هموماً في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وأنظر
إِليّ وتب عَلي عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتوّل نصري
وَشد عِراي ان عرت الخطوب
وأفنِ عداي واقرن نجم حظي
بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري
فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه
لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندي جَميل
وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما
ترنم في الآراك العَندَليب