غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
📜 قصة و شرح المثل:
العَـيْر: الحِمار. النزوان: الوثوب. يُضرب مثلاً للرَّجل يُحال بينه وبين ما يريد.
وأوَّل من قَال ذلك صخر بن عمرو أخو الخنساء، وكان فتى قومه شباباً وجمالاً وشجاعة.
كان من خبره أنَّه غزا بنى أسد، فطُعن طعنةً في جَنْبه، فمرض منها حولاً كانت أمه إذا سئلت عنه تقول: نحن بخير ما رأيناه.
سمع يوماً جارته تقول لامرأته سلمى: كيف بَعْلُك؟ فقالت: لا حَيٌّ فُيرْجَى ولا ميتٌ فيُنْعى، ورأها وقد مرَّ بها رجل فمالت له ومال لها؛
فاشتدَّ حزنه من قولها وفعلها، وكان لها مُحبَّاً مُكرماً؛ فقَال لها: ناوليني السَّيف أنظر إليه هل تُقِلُّه يدي -وكان يريد قتلها- فناولته فإذا هو لا يٌقِلُّه، فقال في ذلك:
أرى أمَّ صَخْرٍ لا تَمَلُّ عِيَادَتِي
وَمَلَّتْ سُلَيمَى مَضْجَعِي وَمَكَانِي
فأي امْرئٍ سَاوَى بأمٍّ حَلَيلَةً
فلاَ عَاشَ إلاَّ فِي شَقاً وَهَوَانِ
وَمَا كُنتُ أَخْشَى أن أكُونَ جَنَازَةً
عَلَيْكِ وَمَنْ يَغْتَرُّ بِالحَدثَانِ
أُهُمُّ بأمرِ الحَزْمِ لَوْ أسْتَطِيعُهُ
وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ
لَعَمْرِى لَقَدْ نَبَّهْتِ مَنْ كَانَ غافلاً
وأسْمَعْتِ مَنْ كَانِتْ لَهُ أذُنَانِ