غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
ابو فراس الحمداني
أَمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ؟
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدةٌ
وقدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ
ولكنني ( والحمدُ للهِ ) حازمٌ
أعزُّ إذا ذلَّتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ
وإنْ شَملتها رقِّة وشبابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ فإن يكُنْ
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبةً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ
وذكرىٰ منى في غيرها وطلابُ
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة مَرِيرَةٌ
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ
وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابُ