يعتبر جبل أحد من أبرز الأماكن التاريخية الخالدة والمعطرة بالسيرة النبوية وأحداثها، حيث شهد جبل أحد الكثير من الأحداث العظيمة التي قد صاحب ولادة فجر الدعوة الإسلامية منذ هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة المنورة، وقد دارت أحدات معركة أحد في السنة الثالثة من الهجرة أيضا، ويحرص زوار المملكة دائما على زيارة ” جبل أحد” لأنه يضم الكثير من الآثار منها مقبرة الشهداء والتي تضم 70 صحابيا قد استشهدوا أثناء المعركة، و” ميدان سيد الشهداء” أيضا الذي يشهد حاليا أعمال تطوير بإشراف العديد من الجهات الحكومية المعنية وبمتابعة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة لزوار المكان من داخل أو خارج المدينة المنورة.
موقع جبل أحد
جبل أحد هو أحد الجبال المطلة على المدينة المنورة من الجانب الشمالي ويفصله عنها مسافة ثلاثة ميل، ولكن هذه المسافة بدأت بالتناقص تدريجيا مع التوسع العمراني المستمر باتجاه الجبل، ويمتد جبل كسلسلة جبلية من الجانب الشرقي نحو الجانب الغربي ثم ينحرف قليلا نحو الجانب الشمالي، ويظهر جبل أحد كمانع طبيعي على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال من المدينة المنورة بطول سبعة كيلومترات وعرض ما بين 2 و3 كيلومترات، وبارتفاع يصل إلى 350 مترا.
تسمية جبل أحد
وردت تسمية جبل أحد ( بضم الألف والحاء) في ثلاث روايات هي:
1- الرواية الأولى تقول بأن جبل أحد سمي بذلك لتوحده عن الجبال وأنه محاط بالأودية والسهول.
2- الرواية الثانية وتقول بأن جبل أحد سمي بأحد نسبة إلى رجل يدعى ” أحد” من العماليق وهم السكان الأوائل التقليديين للمدينة حيث أن أحد انتقل إلى الجبل وسكنه ومن ثم سمي باسمه.
3- أما الرواية الثالثة فتقول أن تسمية جبل أحد ترجع إلى الرمز لوحدانية الله عز وجل.
جغرافية جبل أحدأغلب الصخور المكونة لجبل أحد هي صخور من الجرانيت الأحمر التي تميل ألوانها إلى الأخضر الداكن والأسود، والتي بها عدة تجاويف تسمى ” المهاريس” التي تقوم باحتجاز مياه الأمطار، وبجبل أحد العديد من الكهوف والشقوق التي يتجاوز ارتفاع بعضها مترا ونصف وعمقها عشرة أمتار، كما يضم جبل أحد أيضا العديد من المعادن كالحديد في الصخور الخارجية والنحاس في الصخور الداخلية.
ويمتد جبل أحد على طول 7 كلم بارتفاع يصل إلى 1077 مترا، ويفصل الجبل عن المسجد النبوي مسافة 5 كم، ويحده من الجانب الشمالي طرق الجامعات الشمالي طريق الجامعات، أما يحده من الجانب الجنوبي الطريق الدائري الجنوبي، ومن الجانب الشرقي طريق المطار، ومن الجانب الشمالي الغربي جبلي تيأب وثور، ومن الجانب الجنوبي الغربي جبل الرماة، وينمو بالجبل العديد من النباتات منها لوز النبي وهو جزء من الفصيلة الصقلابية، وبه أيضا نبات الحميض والذي ينتمي إلى جمس الحماض من الفصيلة البطباطية، وهناك أنواع أخرى من النباتات كالسوسج والسمر والسلم والسدر والمسيكة والشكيرة وشجرة أبو حاد وعشبة شوكة العنب والحنظل، وبه أيضا العديد من النباتات المصنفة ضمن الفصيلة النجيلية والتي تموت تدريجيا بسبب انقطاع الأمطار.
فضائل جبل أحد
روى الصحابي أنس بن مالك عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال عن جبل أحد ” هذا جبل يحبنا ونحبه” ، وقد روى أبو عبس بن جبر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال أيضا ” جبل أحد يحبنا ونحبه وهو من جبال الجنة” ، فقد شهد جبل أحد غزوة أحد بين المسلمين وكفار قريش في العام الثالث من الهجرة وتحديدا في الجانب الجنوبي الغربي من الجبل على مقربة من جبل الرماة، وقد خسر المسلمون في هذه الغزوة بسبب مخالفة الرماة لأوامر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حيث أمرهم بالوقوف على الجبل وعدم مغادرتهم مواقعهم قبل انتهاء القتال، وانتهت المعركة باستشهاد سبعون فردا منهم حمزة بن أبي طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام.
ويضم جبل أحد العديد من الآثار الإسلامية المهمة كمقبرة الشهداء السبعين والذين سقطوا في غزوة أحد، وكذلك الشق وهو المكان الذي لجأ إليه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بعد الهزيمة لتفادي بطش المقاتلين من الكفار، كما يوجد على مقربة منه مسجد الفسح وهو من المساجد التي صلي فيها النبي عليه الصلاة والسلام كما ورد في بعض الروايات.
م ن