منقول من قصص كليلة ودمنة

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
ابن آوى والأسد والحمار

زعموا أنه كان أسد في أجمة* , و كان معه ابن آوى* يأكل من فضلات طعامه .
فأصاب الأسد جرب و ضعف شديد, و جهد* فلم يستطع الصَيد.فقال
له ابن آوى: ما بالك يا سيد الأسباع قد تغيرت أحوالك ؟ قال: هذا الجرب الذي
قد جهدني و ليس له دواء إلا قلب و حمار و أذناه . قال له ابن آوى ما أيسر هذا,
و قد عرفت بمكان جمار مع قصار* يحمل عليه ثيابه, وأنا آتيك به. ثم دلف* إلى الحمار
, فأتاه و سلم عليه و قال له : ما لي أراك مهزولا ؟ قال : لسوء تدبير صاحبي
, فإنه لا يزال يجيع بطني و يثقل ظهري , و ما تجتمع هاتان الحالتان على جسم إلا أنحلتاه* و أسقمتاه* . فقال له: كيف ترضى المقام معه على هذا ؟
قال: مالي حيلة للهرب منه , فلست أتوجه إلى جهة إلا أضر بي إنسان , فكدَني وأجاعني.
قال ابن آوى: فأنا أدلَك على مكان معزول عن الناس لا يمر به إنسان,
خصيب المرعى, فيع قطيع من الحمر ترعى آمنة مطمئنة.
قال الحمار : و ما يحبسنا عنها فانطلق بنا إليها . فانطلق به نحو الأسد,
وتقدم ابن آوى, و دخل الغابة على الأسد, فأخبره بمكان الحمار. فخرج إليه
و أراد أن يثب عليه, فلم يستطع لضعفه, و تخلص الحمار منه فأفلت هلعا*
.فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار قال له: يا سيد الأسباع أعجزت
إلى هذه الغاية ؟ فقال له: إن جئتني به مرة أخرى فلن ينجو مني أبدا ً.
فمضى ابن آوى إلى الحمار فقال له: ما الذي جرى عليك ؟ إن أحد الحُمر* رآك غريبا
فخرج يتلقاك مرحَباً بك , و لو ثبتَ لآنسك و مضى بك إلى أصحابه .
فلما سمع الحمار ذلك, ولم رأى أسدا قط َ, صدَق ما قاله ابن آوى و أخذ طريقه
إلى الأسد. فسبقه ابن آوى إلى الأسد و أعلمه بمكانه و قال له: استعدَ له
فقد خدعته لك, فلا يدركـنـَك الضعف في هذه النوبة, فإن أفلت فلن يعود معي أبدا ً,
و الفرص لا تصاب في كل وقت.
فجاش جأش الأسد* لتحريض ابن آوى له, و خرج إلى موضع الحمار ,
فلما بصر به عاجله بوثبة افترسه بها , ثم قال: لقد ذكرت الأطباء أنه لا يؤكل
إلا بعد الاغتسال و الطهور , فاحتفظ به حتى أعود , فآكل قلبه و أذنيه ,
و أترك لك ما سوى ذلك قوتــًا لك .
فلما ذهب الأسد ليغتسل عمد ابن آوى إلى الحمار, فأكل قلبه و أذنيه رجاء أنيتطير
الأسد منه فلا يأكل منه شيئا. ثم إن الأسد رجع إلى مكانه فقال لابن آوى:
أين قلب الحمار و أذناه ؟ قال ابن آوى: ألم تعلم أنه لو كان له قلب يعقل به,
و أذنان يسمع بهما لم يرجع إليك بعدما أفلت و نجا من التهلكة ؟
 
بكل الاحترام والوفاء وبأرق كلمات الشكر والثناء ومن قلوب ملؤها الإخاء أتقدم بالشكر والثناء لجهودكم المستمرة
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل