Kian
من أهلنا
إن أول سؤال قد يخطر ببال الكثير من النساء عندما يشعر زوجها بالغضب هو "هل أنا السبب"، ولكن الأمر قد يحتمل الكثير من العوامل، تتعلق بما إذا كان زوجكِ غاضب طوال الوقت أم ليست تلك سماته، وقد يتعلق ذلك بالموقف نفسه.
وسنحاول مساعدتكِ في فهم تلك المشكلة، والتفكير فيها بطريقة أفضل من أجل حلّها.
هل أنتِ السبب فعلاً وراء غضب زوجكِ؟
بالبداية إذا كان زوجكِ دائماً غاضباً فهذا ليس خطأك.وإذا كنتِ تسمعين عبارات مثل "لو لم تستفزيني، ما كنت لأرفع صوتي!"، ""ما كان يجب أن تغضبني إذا كنت لا تريدني أن أوبخكِ!" "توقفي عن التصرف بحماقة، وسأتوقف عن مناداتك بطريقة لا تعجبكِ!"
فإذا كان الجواب نعم، فأنت لست وحدك، كما أنك لست وحدك من تشعرين وكأنكِ تتحملين مسؤولية غضب زوجك، خاصة وأن تلك العبارات أعلاه تخبركِ أن غضب زوجك هو خطأك بالكامل.
ومع ذلك، عندما يلوم زوجك غضبه عليك، فإنه يتبرأ أيضًا من مسؤوليته في التعامل مع هذا السلوك الغاضب وتغييره، لأن الأمر في النهاية هو مسؤوليته في اختيار طريقة أفضل للتعامل مع غضبه بدلاً من إخراجه عليك.
ولهذا، فالقدرة على تحمل المسؤولية عن مشاعر الفرد وأفعاله هي السمة المميزة لشخص بالغ يتمتع بصحة وسلوك جيد، ويقترح الخبراء أنه عندما يفشل شخص بالغ في تحمل مسؤولية سلوكياته، فيمكن أن تحدث بعض الأشياء.
أولاً، إن لوم الآخرين على السلوك الغاضب يعزز مشاكل غضب زوجك، فكري في الأمر: إذا كان زوجك يعتقد أن غضبه هو خطأ شخص آخر دائمًا ، فقد يبدأ في الاعتقاد بأنه لا يتحكم في نوبات غضبه، وعندما يحدث هذا، فقد يتحول هذا إلى مزيد من التفكير في عقلية الضحية، مما يتسبب في حدوث نوبات أسوأ وأكثر تواترًا لأنه يشعر أكثر فأكثر بالخروج عن السيطرة.
ثانيًا، يمكن أن يؤدي إلقاء اللوم على الآخرين إلى تبعية غير صحية في العلاقة، فتحمل المسؤولية عن أي فعل يمكن أن يثير مشاعر القلق حتى في أكثر الأشخاص أمانًا، وعندما يضع زوجك مسؤولية هذه المشاعر عليك بدلاً من ذلك، فقد يتوقع منك دون وعي منك تهدئته أيضًا، ففي نظره ، تقع على عاتقك مسؤولية تهدئته، وإذا لم تفعلي ذلك ، فإنه يرى في هذا استفزازًا.
ما المقصود من كل هذا؟
لوم الآخرين على مشاعرنا هو آلية تأقلم نستخدمها جميعًا لأنفسنا من الخزي والذنب لأننا نعلم أنه لا يوجد أحد يلوم إلا أنفسنا.وتتطلب إقامة علاقة محبة ومستقرة مع زوج غاضب أكثر من معرفة أين يقع اللوم، ولهذا فانتِ وهو بحاجة أيضًا إلى فهم مصدر مشكلات غضب زوجك، وعندها فقط يمكنك أنت وزوجك اتخاذ خطوات نحو بيئة منزلية أفضل.
كيف تتعاملين مع زوج غاضب دون أن تضحي بنفسك؟
الآن بعد أن فهمت بعض الأسباب المحتملة وراء غضب زوجك، فنريد مساعدتك في تعلم كيفية التعامل معه، وهُنا، سنقدم لكِ نصائحنا لأفضل طريقة للتعامل مع الزوج الغاضب دون التضحية بسعادتك.تغيير وجهة نظرك
اشعري بالقوة لأنه على الرغم من أنكِ لا تتحكمين كثيرًا في الطريقة التي يستجيب بها زوجك لك، إلا أنك تمتلكين السيطرة على كيفية تفاعلك معه.تذكري: غضب زوجك علامة على شعوره بالضعف، لهذا تعال إليه من مكان التعاطف بدلاً من الخوف أو الغضب الخاص بك (بغض النظر عن مدى تبريره)، وقد يعني تغيير وجهة نظرك أيضًا أن تكوني صادقة مع نفسك، ونكرر أنه لا ، غضب زوجك ليس خطأك ، لكن هل تعملين شيئًا لتفاقم الوضع؟ إذا كان الأمر كذلك ، فربما حان الوقت لتغيير نهجك ، والسعي إلى التهدئة بدلاً من الانتصار على زوجكِ، فإنها ليست معركة.
إذا كان الجواب بالنفي ، لكن زوجك ما زال يرفض تحمل اللوم، فمن مسؤوليتك أن ترييه أين يسيء فهمك، أظهري له أنك تريدين أن تحبيه، لا أن تجعليه يغضب، ورغم ذلك ينصح الخبرا بالانتظار حتى بعد قضاء بضع ساعات حتى يهدأ.
شجعي زوجك على طلب المساعدة
في بعض الأحيان، يكون غضب الزوج مشكلة شخصية بالكامل وليس مشكلة زوجية، وهنا ، تقع على عاتقه مسؤولية طلب المساعدة لأمراضه الجسدية أو العقلية.
وكزوجة محبة، على الرغم من ذلك ، يمكنك المساعدة من خلال تشجيعه ودعمه طوال رحلته نحو التعافي، لذا تحدثي إلى زوجك بشأن الحصول على المساعدة في حالة اندلاع غضبه.
خاصة وأنه هنا بعض المعالجين بشكل خاص مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الغضب.
شجعي التعبيرات العاطفية في المنزل
ربما يتوقع المجتمع ومكان عمله من زوجك أن يبقي عواطفه تحت السيطرة، لذا فغالبًا ما يكون المنزل هو المكان الوحيد الذي يمكن للرجل أن يعبر فيه بأمان عما يشعر به حقًا، لهذا السبب، احرصي على تشجيع التعبير العاطفي الصحي في المنزل.
ولا يعني التعبير العاطفي أنه ينصب غضبه عليك، أو على الحيوانات الأليفة، أو الأطفال، ولكن يعني التعبير العاطفي الصحي التعامل مع الغضب عند حدوثه والتحدث من خلاله دون أن يفقد رأسه.
فإذا كنت تربي أولادًا صغارًا، فيمكنك استخدام رحلة زوجك نحو التعبير العاطفي كلحظة تعليمية، وساعد أبناءك على تعلم تجربة مجموعة كاملة من عواطفهم بشكل صحي.
بهذه الطريقة ، يمكنك إنقاذ أزواجهم المستقبليين من التساؤل: لماذا زوجي غاضب دائمًا؟
