غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
يدَوِّي بقطريها هزيمُ الرواعدِ
وتذهبَ مِحيار الظلام تخبطاً
وتعثر في ظلمائها بالجلامد
وتمشي فما تدري إلى قعر هُوَّة
تروح بها ام للمدى المتباعد
فطالع أراجيف الجرائد إنني
ارى الويل كل الويل بين الجرلائد
جرائد في دار الخلافة أضرمت
لهيب خلاف بينهما غير خامد
ولم يكفها هذا الخلاف وانما
أطافت بنقص في الحقيقة زائد
فما بين مكذوب عليه وكاذب
وما بين مجحود عليه وجاحد
ترى في فروق اليوم قراء صحفها
فريقين من ذي حُجة ومعاند
جِدال على مَرِّ الجَديدين دائم
بتنفيد رأي أو بتنقيد ناقد
فذائد سهم عن رميّ يرده
وآخر رامٍ سهمه نحو ذائد
وهذا الى هذى وذاك لغيرها
من الصحف يدعو آتياً بالشواهد
وما هي إلا ضَجَّة كل صائت
بها مدّ للدنيا حِبالة صائد
أضاعوا علينا الحق فيها تعمدا
وعُقبى ضياع الحقُ سود الشدائد
ولم أر شيئاً كالجرائد عندهم
مبادئه منقوضة بالمقاصد
يقولون نحن المصلحون ولم اجد
لهم في مجال القول غيرَ المفاسد
وكيف يبين الحق من نفثاتهم
وكل له في الحق نفثة مارد
فاياك ان تغتر فيهم فكلهم
يَجر إلى قرصية نار المواقد
وكن حائداً عنهم جميعاً فانما
يضل امروء عن غيهم غير حائد
على رسلكم يا قوم كم سمعوننا
مقالة محقود عليه وحاقد
ألا فارحموا بالصفح عن نهج صُحفكم
فقد اوردتنا اليوم شر الموارد
وما الصحف إلا أن تدور بنهجها
مع الحق انى دار بين المعاهد
وان تنشر الاقوال لا عن طماعة
فتأتي بها مشحونة بالفوائد
وان لا تعاني غير نشر حقائق
وتنوير افكار وانهاض قاعد
أتبغون في تلفيقها نفع واحد
وتغضون عن اضرارها الف واحد
ألا إن صحف القوم رائد نجحهم
وما جاز في حُكم النُّهيِ كذب رائد
لعمري ان صحف مرآة اهلها
بها تتجلى رُوحهم للمشاهد
كما هي ميزان لوزن رقيهم
وديوان أخلاق لهم وعوائد
الاننظرون الغرب كيف تسابقت
به الصحف في طُرق العلى والمحامد
بها يهتدي القراء للحق واضحا
كما يهتدي الساري بضوء الفراقد
ولكن ابى الشرق التعيس تقدماً
مع الغرب حتى في شؤون الجرائد
فلا تحملوا حقداً على ما أقوله
فإني عليكم خائف غير حاقد
وما هي الا غيرة وطنية
فان تجدوا منها فلست بواحد