غزل
مراقبة عام شباب الرافدين
هل أشكرُ الشَّتاءْ؟
أم ألعَنُ الشتاءْ؟!
..
بالأمسِ كان الصَّيفُ يُذكي رَغبتي إليكِ
وكلَّما حَرَّرتِ رُكبَتَيكِ
وانبلجَ الفجرُ على ساقَيكِ
عينايَ كانتا تهيمان على اللآلاءْ
ألهَجُ بالدُّعاءْ
أعبدُ ثوبَكِ الذي يكشفُ ما يشَاءْ
بدونِما تَكلُّفٍ،
بدونِما رياءْ..
واليوم، أرنو فأرى كلَّ قناديلي
تَغرقُ في ليل السَّراويلِ..!
ما عادَ لي من فَجرِ سيقانِكْ
ذاك الضياءُ النَّدي
يعصفُ بي من أفُقِهِ الأسَودِ
لكنّني صِرتُ أرى خطوطَ بنيانِكْ
أبصرُ كمَ يكتنزُ السِّروالُ
مَفتوناً ببركانِكْ..!
ألمحُ تيّارَكِ في النَّهرينْ
ولا أرى مِن أينْ
يبدأُ أو يصبُّ سَيلُ الماءْ
لكنْ أرى مجرَّةَ الضّياءْ
وضَجَّة القناديلْ
تكادُ أن تُمزِّقَ السَّراويلْ..!
أرى حدودَها
من المنَبعِ للمصَبّْ
وخافقي ينبضُ في الرُّكَبْ!
..
اخفضُ عينَيَّ إلى الأقدامْ
لِبقعةٍ بيضاءَ مثل فَروةِ الحَمامْ!
فتَستبيني كلُّ أشواقي إلى مياهِكْ
..
أنهضُ كالمجنونْ
مشتعلَ العيونْ
أصبُّ كلَّ عطَشي جَمراً على شفاهِكْ