أم طفل التوحد.. أين حقها في رحلة كفاحها؟
تقاوم المرأة مشاعرها كافة، تتبرأ من أحاسيس قد تكون رأس مالها في الحياة!، تُهشم عشقها في غمضة عين إن واجهت زوجها بخيانته، فلا تكفيها مبررات اللغة من أجل البقاء على ودها في علاقة لفظت أنفاسها الأخيرة على فراش الزوجية، قد تُقاتل أحب البشر إلى قلبها إن وضعوها موضع اتهام أو ظلم كالشمس في وضح النهار، ولكن لا رهان على ما استقر بقلبها تجاه أطفالها، هم في مكانة خاصة تحفظهم دقات قلبها من قسوة البشر وتدفئهم روحها من سقيع الدنيا الزائلة، وثمة مثال حي وإثبات على صدق هذا، حالة تتفرد فيها الأم بفطرتها وغريزتها وتؤكد للبشرية بأن العطاء ينبع من قلبها وحده، أصل الإنسانية.– “التوحد”.. نعمة ينكرها البشر وتحتضنها الأم.
لا شك أن أطفال اليوم يواجهون الكثير من العراقيل التي تقف أمامهم في رحلة التربية، الخروج من رحم السلام إلى أرض المعركة “الحياة الدنيا”، فقد تجد منهم يُعاني من الخجل الإجتماعي الذي نشأ عليه وأصبح بمثابة نقطة سوداء في حياته، ومنهم على النقيض؛ فتكوين العلاقات الإجتماعية هو هدفه الأول، وكما نقول “يعرفه طوب الأرض”، وغيرهم من يشب على سلوكيات خاطئة اكتسبها من خلال الصداقات السامة في مرحلته المدرسية؛ فلا يجد منها سوى الخراب حينما يسرع به قطار العُمر ليدهسه هو أول الضحايا!، ولكن.. ثمة فئة من أطفالنا اليوم تتناغم مع المجتمع بطريقتها الخاصة، تتغلغل بجوف الحياة رُغمًا عنها، تُطالب بحقها في العيش الكريم وإن سلبته نظرات البشر منها، فهل يتقبلهم المجتمع كما يليق بهم