- إنضم
- 2021-12-29
- المشاركات
- 3,540
- مستوى التفاعل
- 1,703
- النقاط
- 267
- الإقامة
- iraq-baghdad
- جوهرة
- დ18,393
- الجنس
- ذكر
الثقوب السوداء في مراكز المجرات تبتلع المادة المحيطة بها بشكل فائق الفاعلية مما يجعلها تلمع أكثر من مجرات كاملة (رويترز)
أعلن فريق دولي ياباني تايواني أميركي مشترك في مجموعة من خمس دراسات صدرت قبل أيام عدة عن تمكنه من رصد 83 كويزارا (Quasars)، يحمل كل منها داخلة ثقبا أسود عملاقا في فترة مبكرة جدا من تاريخ الكون عندما كان عمره أقل من 10% من عمره الحالي الذي يقدره العلماء بـ13.8 مليار سنة.
والكويزارات هي أنوية مجرات غاية في النشاط محاطة بكم مهول من الغاز الساخن بمساحة مجموعة شمسية كاملة، وفي مركز كل كويزار يوجد ثقب أسود عملاق يبتلع تلك المادة المحيطة به، في حدث كوني فائق الفاعلية لدرجة أن تلك الأجرام تلمع أكثر من مجرات كاملة.
والكويزارات مضللة بعض الشيء، لأنها ظهرت في الصور الأولى نقاطا مضيئة، فتصور العلماء أنها نجوم، لكن عبر رصدها راديويا تبين أنها لا تمتلك أيا من خصائص النجوم، فسميت أشباه النجوم أو النجوم الزائفة (كوازي-ستار)، والآن بات العلماء يعرفون أنها مجرات بعيدة جدا لا يظهر منها سوى قلبها النشط.
الثقوب السود المكتشفة تبعد عنا 13 مليار سنة أي عندما كان عمر الكون يعادل 10% من عمره الحالي (رويترز)
مفاجأة كونية
وبحسب هذه المجموعة من الدراسات، فإنه من المفاجئ أن يجد الباحثون هذا العدد الكبير من الثقوب السوداء العملاقة في هذا الوقت المبكر جدا من تاريخ الكون، حيث من المفترض أن يتطلب الأمر وقتا أطول لتكونها.
وهذه الثقوب السود العملاقة تبعد عنا 13 مليار سنة ضوئية، وبمعنى آخر فإننا نشاهد شعاع الضوء الذي خرج منها قبل 13 مليار سنة وليس الآن، مما يعني أن التلسكوبات ترينا ماضي الكون وليس حاضره.
بدوره، يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام نظرة جديدة إلى فيزياء أول مليار سنة من تاريخ الكون وبحيث كان للثقوب السوداء دور فعال فيها.
ومن أجل الوصول إلى تلك النتائج، استخدم الفريق البحثي كاميرا جديدة متطورة تم تركيبها على تلسكوب "سوبارو" في المرصد الوطني الفلكي لليابان الذي يقع على قمة موناكو في هاواي، ويتمتع هذا التلسكوب بمجال رؤية واسع نسبيا يساوي أن تضع سبعة أقمار بجوار بعضها البعض في السماء.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الأمر تطلب أكثر من 300 ليلة رصد موزعة على خمس سنوات من العمل كي يتمكن الفريق البحثي من التأكد من وجود هذا العدد من الثقوب السوداء.
ويأمل الباحثون أن يطور هذا الكشف الجديد المثير للانتباه قدرات الفلكيين على فهم هذه المنطقة الحرجة للغاية من تاريخ الكون، والتي سيساعد فهمها حتما في فهم آلية عمل الكون ككل ومستقبله أيضا.