- إنضم
- 2021-12-29
- المشاركات
- 3,540
- مستوى التفاعل
- 1,703
- النقاط
- 267
- الإقامة
- iraq-baghdad
- جوهرة
- დ18,393
- الجنس
- ذكر
تشير نتائج الدراسة إلى تعدد مصادر المياه الجوفية في المريخ (ويكيبيديا)
أظهرت دراسة صدرت عن جامعة أريزونا -ونشرت بتاريخ 30 مارس/آذار الماضي في دورية "نيتشر جيوساينس"- احتمالية وجود مصدرين مختلفين للماء "بالحد الأدنى" في الكوكب الأحمر (المريخ) وذلك في وقت مبكر من تاريخ نشأته. وبهذا تخالف هذه الدراسة المعتقد السائد حول نشأة المريخ من محيط من الصهارة كالأرض والقمر.
نظائر الهيدروجين
يحاول الكثير من الباحثين معرفة تاريخ مياه المريخ، من أين أتت؟ وماهو الوقت الذي احتبست فيه ضمن قشرة (سطح) هذا الكوكب؟ من أين أتت المياه الجوفية؟ والأهم هو حصيلة المعلومات التي يمكن أن تطلعنا على كيفية تشكل الكوكب الأحمر وتطوره؟
ولهذا قامت جيسيكا بارنز الأستاذ المساعد في علوم الكواكب في جامعة أريزونا مع فريقها بتحليل كيميائي لنيزك "بلاك بيوتي" (Black Beauty) ونيزك "ألان هيلز" (Allan Hills 84001) بغية البحث في تاريخ نشأة المريخ وأصوله الكوكبية.
وبالفعل تمكن الفريق من تجميع معلومات عن تاريخ الماء في المريخ من خلال البحث عن أدلة على نوعين من نظائر الهيدروجين. يدعى الأول " الهيدروجين الخفيف" الذي يحتوي على بروتون واحد في نواته.
ويسمى الآخر "الهيدروجين الثقيل/الديوتيريوم" الذي يحتوي على بروتون ونيوترون في نواته. حيث تفيد نسبة هذين النظيرين في فهم الأصول المحتملة للماء في الصخور والمعادن والبلورات التي توجد فيها.
فتش عن القشرة
بحث فريق بارنز في تكوين نظائر الهيدروجين لقشرة المريخ، وقد تركزت دراستهم على العينات التي عرفوا أنها نشأت من قشرة المريخ تحديدا ألا وهي نيزك بلاك بيوتي وألان هيلز.
وبداية وجد الباحثون أن محتوى النظائر الهيدروجينية في الغلاف الجوي للمريخ يختلف عن ذاك الموجود في المياه الجوفية الأرضية ومياه المحيطات والتي تحتوي على نوعي الهيدروجين الخفيف والثقيل.
لكن الغلاف الجوي للمريخ يحتوي على الديوتيريوم أو الهيدروجين الثقيل فقط. ويرجح العلماء أن الرياح الشمسية قد قامت بتجريده من الهيدروجين الخفيف.
ومن ثم وجد الباحثون أن النسب النظيرية في عينات النيازك المدروسة قد انخفضت إلى قيم متوسطة ما بين تلك المسجلة في الصخور الأرضية والأخرى المرصودة بالغلاف الجوي للمريخ.
وبمقارنة نتائج الدراسة مع دراسات سابقة، خلص الفريق إلى أن هذا هو حال المريخ منذ أربعة مليارات سنة. الأمر الذي أثار تساؤلات حول حقيقة بقاء قشرة المريخ دون تغيير على مدار كل هذا الوقت.
صخور بركانية مريخية
من المعلوم أن القشرة تتشكل من تصلب المادة المنصهرة على السطح، وتقول الفرضية السائدة إن الجزء الداخلي من المريخ كان أشبه بطبقات الصخور الأرضية، وبالتالي فمن المفروض أن تكون نسبة نظيري الهيدروجين مشابهة لتلك التي في طبقات الصخور الأرضية.
مما يعني أن التغير في نسب نظائر الهيدروجين في عينات المريخ كان بسبب التلوث الأرضي أو اختراق النيازك للغلاف الجوي.
ووجد الباحثون أن نوعين مختلفين جيوكيميائيا من الصخور البركانية المريخية يحتويان على الماء بنسب نظائر هيدروجين مختلفة.
واكتشفوا أن "الشيرغوتيد" المخصب يحتوي على المزيد من الديوتيريوم بنسبة تشبه تلك المسجلة في الصخور الأرضية. واتضح أنه في حال خلط نسب مختلفة من الهيدروجين من كلا النوعين من الصخور المريخية سنحصل على تلك القيمة الموجودة في قشرة المريخ.
ويعتقد الباحثون أنه من الممكن أن يصطدم اثنان من الكويكبات الصخرية بمحتوى مائي متباين دون حدوث اندماج كلي للمياه المختزنة فيهما. وبالتالي يرون أنهم قد قاموا من خلال بحثهم هذا برصد خزانين مختلفين من الهيدروجين. الأمر الذي يشير إلى تعدد مصادر المياه الجوفية بالمريخ.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام نظرية جديدة حول نشأة المريخ مما يتطلب مزيدا من البحث والتقصي والجدل لإثبات صحتها أو خطئها.