من أبرز أغانيها "أم الفستان الأحمر، الروح محتاره والدمع يجاره، وكل الناس تهواه، كلما أمر على الدرب، وتاليها وياك". وكان ممن كتب لها الشعراء حافظ جميل وزهير الدجيلي وهلال عاصم وحسن نعمة.
نزهت تعد من ألمع الفنانات العراقيات وأكثرهن شهرة القرن الماضي (مواقع التواصل)
تعد الفنانة العراقية الراحلة مائدة نزهت واحدة من ألمع نجوم الغناء العراقي التي بزغت منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى اعتزالها الفن في الثمانينيات، واشتهرت بلقب "أم الفستان الأحمر" نسبة لإحدى أغانيها.
وفي مثل هذا اليوم 19 سبتمبر/أيلول 2018 أُعلن وفاتها عن 81 عاما، بعد رحلة عطاء امتدت لعقود، قدمت خلالها مجموعة من روائع الأغاني التي امتزجت فيها روح العاطفة بالأمل والتفاؤل.
العلاف يرى أن نزهت كان لها أثر في تنمية الحس الفني بأهمية الموسيقى الشرقية والمقامات العراقي
ويضيف للجزيرة نت بأن نزهت مثل بقية الفتيات البغداديات ما كان لها أن تصبح مطربة لامعة لولا أنها دخلت الكتّاب وحفظت القرآن الكريم، وعندما بلغت سن المدرسة درست في مدرسة الرصافة الابتدائية للبنات، ثم شاركت في أداء النشيد وبدأ لمعان اسمها منتصف الأربعينيات.
ويتابع العلاف: اقنع الأستاذان منير بشير، وخزعل والد نزهت الذي كان يعمل ضابطا في الجيش، بأن تتقدم ابنته إلى اختبار الإذاعة لتدخل ضمن فرقة الإنشاد، ثم برزت في تقديم وأداء الكلمات التي سمعتها عن المغنية المصرية أم كلثوم وغيرها من مشاهير الطرب الأصيل فترة الأربعينيات والخمسينيات.
ويشير إلى أنه عام 1950 كانت دار الإذاعة العراقية بحاجة إلى مطربات، فقدمت نزهت أوراقها للدخول في الإذاعة، ونجحت في الاختبار ثم سجلت عددا كبيرا من الأغاني.
ويشير إلى أنه من الصعب حصر كل أعمال نزهت الغنائية والطربية، لكن هناك كثير من الأغاني عرفت من خلال انتشار عناوينها ورددها الجمهور بشكل واسع، لافتا إلى أن نزهت كانت تتمتع بثقافة موسيقية وصوت عذب وأخلاق رفيعة، وكانت تعد مطربة مقام من الطراز الأول.
ومن أبرز أغانيها المشهورة "أم الفستان الأحمر، للناصرية، توبن اكولن، الروح محتاره والدمع يجاره، حمد يا حمود، كلهم يكولون، وكل الناس تهواه، يلا نقوم بحيي الليل، دور بينه يا عشك دويره، الليلة حنتهم، دولبني الوكت، سنبل الديرة، حاصودة، كلما أمر على الدرب، وتاليها وياك" وغيرها الكثير.
وفيما يتعلق بمن كتب لها كلمات الأغاني، يشير العلاف إلى أن هناك كثيرين من الشعراء منهم حافظ جميل، زهير الدجيلي، هلال عاصم، حسين علي، إسماعيل الخطيب، حسن نعمة العبيدي، عبد المجيد الملا، رشيد حميد.
ويرى أنها كانت تقترب من محمد القبانجي ويوسف عمر في أدائها للمقام، وقد غنت كل ألوان الغناء العراقي المعروفة من الموال إلى البوذية إلى العتابة، كما غنت مقام الحويزاوي بأسلوب فني مغاير تماما لأسلوب الفنان محمد القبنجي ومغاير أيضا لأسلوب الفنان ناظم الغزالي.
ذكرى عبادي ترى أن نزهت نقلت الأغنية العراقية من التقليد إلى التجديد في فضاء العراق المعاصر
وتبين للجزيرة نت أنها منذ أول أغنية لها في تلفزيون العراق "أصيحن آه والتوبة" من مقام نهاوند، وعند سماعها من قبل المختصين تم تشخيص صوتها كشبيه لصوت المغنية "أسمهان" حيث كانت متأثرة بنجمات الطرب العربي في تقليدهن ومنهن أم كلثوم وأسمهان وحتى نجوم الفن الغنائي مثل عبد الوهاب وفريد وغيرهما.
وتلفت عبادي إلى أن الراحلة نقلت الأغنية من التقليد إلى التجديد في فضاء العراق المعاصر، حتى منتصف الثمانينات عند اعتزالها بسبب اعتراضها على إهمال الفن وتهميش المطربين وبالأخص المطربات.
محسن اعتبر أن نزهت استطاعت أن تقدم مقامات فريدة لم يسبقها أي صوت نسائي
ويضيف للجزيرة نت بأنها عملت مع أهم الملحنين العراقيين، ومر صوتها على ألمع أسمائهم منذ الخمسينيات وحتى منتصف الثمانينيات، وكانت أعمالها الغنائية لامعة ومتصدرة الأغاني في أسماع الجمهور.
ويلفت محسن إلى أن المطربة الراحلة كسرت القاعدة التي كانت سائدة بأن المقام العراقي لا يغنى من قبل امرأة، حيث استطاعت أن تقدم مقامات فريدة لم يسبقها أي صوت نسائي فيها.
وأشار إلى أن صوت نزهت كان يصدح بألوان المقام العراقي في محافل ومهرجانات ومناسبات عديدة، على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
نزهت اعتزلت الغناء منتصف ثمانينيات القرن العشرين (الصحافة العراقية)
ويبين المؤرخ أن المطربة الراحلة فرغت وقتها للعبادة والقراءة بعد الغزو الأميركي عام 2003، ثم اضطرت إلى مغادرة البلاد كباقي كثير من المشهورين، ويعزو البعض ذلك إلى أعمالها من الأغاني الوطنية والتي اعتبرت تمجيدا للنظام السابق، فشعرت أنه من الصعب أن تستمر بالعيش في العراق.
وتعود مديرة العلاقات والإعلام في دائرة الفنون الموسيقية لتوضح أن سبب اعتزال الراحلة للغناء هو عدم الاهتمام بالقامات العراقية المبدعة منذ منتصف الثمانينيات، وبالمطرب العراقي وبالأخص المرأة المغنية.
وتذكر عبادي بأن نزهت بقيت مقيمة في العاصمة الأردنية عمّان حتى وفاتها، ولم يعلن عن وفاتها بشكل رسمي يليق بما قدمت من منجز مليء بالجمال والإبداع وتاريخها الحافل بالمنجز الفني الراقي الذي يليق باسم العراق البلد المتقدم في كل المجالات ذلك الوقت.
نزهت تعد من ألمع الفنانات العراقيات وأكثرهن شهرة القرن الماضي (مواقع التواصل)
تعد الفنانة العراقية الراحلة مائدة نزهت واحدة من ألمع نجوم الغناء العراقي التي بزغت منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى اعتزالها الفن في الثمانينيات، واشتهرت بلقب "أم الفستان الأحمر" نسبة لإحدى أغانيها.
وفي مثل هذا اليوم 19 سبتمبر/أيلول 2018 أُعلن وفاتها عن 81 عاما، بعد رحلة عطاء امتدت لعقود، قدمت خلالها مجموعة من روائع الأغاني التي امتزجت فيها روح العاطفة بالأمل والتفاؤل.
العلاف يرى أن نزهت كان لها أثر في تنمية الحس الفني بأهمية الموسيقى الشرقية والمقامات العراقي
بداياتها
ولدت مائدة جاسم محمد العزاوي عام 1937 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، واشتهرت باسمها الفني اللامع "مائدة نزهت" وتزوجت الملحن المعروف وديع خوندة والذي اشتهر وعرف باسمه الفني "سمير بغدادي" بحسب أستاذ التاريخ الدكتور إبراهيم العلاف.ويضيف للجزيرة نت بأن نزهت مثل بقية الفتيات البغداديات ما كان لها أن تصبح مطربة لامعة لولا أنها دخلت الكتّاب وحفظت القرآن الكريم، وعندما بلغت سن المدرسة درست في مدرسة الرصافة الابتدائية للبنات، ثم شاركت في أداء النشيد وبدأ لمعان اسمها منتصف الأربعينيات.
ويتابع العلاف: اقنع الأستاذان منير بشير، وخزعل والد نزهت الذي كان يعمل ضابطا في الجيش، بأن تتقدم ابنته إلى اختبار الإذاعة لتدخل ضمن فرقة الإنشاد، ثم برزت في تقديم وأداء الكلمات التي سمعتها عن المغنية المصرية أم كلثوم وغيرها من مشاهير الطرب الأصيل فترة الأربعينيات والخمسينيات.
ويشير إلى أنه عام 1950 كانت دار الإذاعة العراقية بحاجة إلى مطربات، فقدمت نزهت أوراقها للدخول في الإذاعة، ونجحت في الاختبار ثم سجلت عددا كبيرا من الأغاني.
الطرب الأصيل
وعن أهمية دورها الفني، يؤكد العلاف بأنه عند توثيق تاريخ الحركة الغنائية والموسيقية في العراق المعاصر، لا يمكن تغافل المطربة الكبيرة نزهت حيث قدمت وتركت كثيرا من الألحان، والأعمال الغنائية العاطفية والدينية والوطنية وغيرها، وكان لها أثرها في تنمية الحس الفني بأهمية الموسيقى الشرقية والعربية والمقامات العراقية.ويشير إلى أنه من الصعب حصر كل أعمال نزهت الغنائية والطربية، لكن هناك كثير من الأغاني عرفت من خلال انتشار عناوينها ورددها الجمهور بشكل واسع، لافتا إلى أن نزهت كانت تتمتع بثقافة موسيقية وصوت عذب وأخلاق رفيعة، وكانت تعد مطربة مقام من الطراز الأول.
ومن أبرز أغانيها المشهورة "أم الفستان الأحمر، للناصرية، توبن اكولن، الروح محتاره والدمع يجاره، حمد يا حمود، كلهم يكولون، وكل الناس تهواه، يلا نقوم بحيي الليل، دور بينه يا عشك دويره، الليلة حنتهم، دولبني الوكت، سنبل الديرة، حاصودة، كلما أمر على الدرب، وتاليها وياك" وغيرها الكثير.
وفيما يتعلق بمن كتب لها كلمات الأغاني، يشير العلاف إلى أن هناك كثيرين من الشعراء منهم حافظ جميل، زهير الدجيلي، هلال عاصم، حسين علي، إسماعيل الخطيب، حسن نعمة العبيدي، عبد المجيد الملا، رشيد حميد.
ويرى أنها كانت تقترب من محمد القبانجي ويوسف عمر في أدائها للمقام، وقد غنت كل ألوان الغناء العراقي المعروفة من الموال إلى البوذية إلى العتابة، كما غنت مقام الحويزاوي بأسلوب فني مغاير تماما لأسلوب الفنان محمد القبنجي ومغاير أيضا لأسلوب الفنان ناظم الغزالي.
ذكرى عبادي ترى أن نزهت نقلت الأغنية العراقية من التقليد إلى التجديد في فضاء العراق المعاصر
صوت فريد
منذ حقبة الأربعينيات كان صوتها الرقراق يدخل النفس من أول نغمة، لأنها تمتلك القرار في الصوت بحنجرة ذهبية ومدى عال ما يسمى بعلم الموسيقى "السوبرانو" (suprano) فقد بدأت منذ صغرها في الكتاتيب والأناشيد المدرسية ثم الجلسات الدينية والمجتمعية للنساء في ذلك الوقت، بحسب الدكتورة ذكرى عبد الصاحب عبادي مديرة العلاقات والإعلام في دائرة الفنون الموسيقية.وتبين للجزيرة نت أنها منذ أول أغنية لها في تلفزيون العراق "أصيحن آه والتوبة" من مقام نهاوند، وعند سماعها من قبل المختصين تم تشخيص صوتها كشبيه لصوت المغنية "أسمهان" حيث كانت متأثرة بنجمات الطرب العربي في تقليدهن ومنهن أم كلثوم وأسمهان وحتى نجوم الفن الغنائي مثل عبد الوهاب وفريد وغيرهما.
وتلفت عبادي إلى أن الراحلة نقلت الأغنية من التقليد إلى التجديد في فضاء العراق المعاصر، حتى منتصف الثمانينات عند اعتزالها بسبب اعتراضها على إهمال الفن وتهميش المطربين وبالأخص المطربات.
محسن اعتبر أن نزهت استطاعت أن تقدم مقامات فريدة لم يسبقها أي صوت نسائي
مقامات صادحة
ويقول مدير استيديو مدينة الفن في بغداد الفنان مالك محسن إن نزهت مثلت العديد من ألوان الغناء الأصيل، وارتبطت بأسماء ملحنين كبار، لافتا إلى أنها من أهم الأصوات الغنائية الكبيرة والمعطاءة التي قدمت أعمالا غنائية ناجحة خلال القرن الماضي.ويضيف للجزيرة نت بأنها عملت مع أهم الملحنين العراقيين، ومر صوتها على ألمع أسمائهم منذ الخمسينيات وحتى منتصف الثمانينيات، وكانت أعمالها الغنائية لامعة ومتصدرة الأغاني في أسماع الجمهور.
ويلفت محسن إلى أن المطربة الراحلة كسرت القاعدة التي كانت سائدة بأن المقام العراقي لا يغنى من قبل امرأة، حيث استطاعت أن تقدم مقامات فريدة لم يسبقها أي صوت نسائي فيها.
وأشار إلى أن صوت نزهت كان يصدح بألوان المقام العراقي في محافل ومهرجانات ومناسبات عديدة، على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
نزهت اعتزلت الغناء منتصف ثمانينيات القرن العشرين (الصحافة العراقية)
اعتزال الفن
ويعزو العلاف سبب اعتزال نزهت للفن إلى تقدمها في العمر وأدائها لفريضة الحج، فكان هذا من الطبيعي بالنسبة لامرأة بهذا العمر وصارت بحاجة إلى الراحة.ويبين المؤرخ أن المطربة الراحلة فرغت وقتها للعبادة والقراءة بعد الغزو الأميركي عام 2003، ثم اضطرت إلى مغادرة البلاد كباقي كثير من المشهورين، ويعزو البعض ذلك إلى أعمالها من الأغاني الوطنية والتي اعتبرت تمجيدا للنظام السابق، فشعرت أنه من الصعب أن تستمر بالعيش في العراق.
وتعود مديرة العلاقات والإعلام في دائرة الفنون الموسيقية لتوضح أن سبب اعتزال الراحلة للغناء هو عدم الاهتمام بالقامات العراقية المبدعة منذ منتصف الثمانينيات، وبالمطرب العراقي وبالأخص المرأة المغنية.
وتذكر عبادي بأن نزهت بقيت مقيمة في العاصمة الأردنية عمّان حتى وفاتها، ولم يعلن عن وفاتها بشكل رسمي يليق بما قدمت من منجز مليء بالجمال والإبداع وتاريخها الحافل بالمنجز الفني الراقي الذي يليق باسم العراق البلد المتقدم في كل المجالات ذلك الوقت.