يُزرع هذا النوع من الفاكهة ببلدة مندلي فقط والقرى والأرياف التابعة لها في أقصى شرق محافظة ديالى
بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية وتشتهر بها دون المناطق الأخرى.
ورث عمار جاسم (60 عاما) من أبيه تناول صنف نادر من الرمان الأسود أو ما يُعرف محليا بـ"عنارسيه"، كلّما شعر بآلام في البطن أو المعدة،
مستذكرا من تلك اللحظات ما كان يسمعه عن والده وهو يتحدث لإخوته الكبار "هذا الرمان دواء سحري يشفي جميع آلام البطن".
وفاكهة "عنارسيه" نوع نادر جدا يطلق على صنف من الرمان قشرته الخارجية حمراء داكنة جدا تميل إلى السواد تضم بداخلها حبات سوداء،
وتمثل ما يعتبره كثير من العراقيين "دواء سحريا" لأمراض البطن كافة، ويؤدي تناولها إلى زوال أعراض العديد من الأمراض، بحسب قولهم.
الرمان الأسود
استخدام "الرمان الأسود" كعلاج فوري لآلم البطن والمعدة والأمعاء أيضا لدى سكان البلدة، ما يستذكره صادق عندما كان صغيرا
وهو يستمع إلى التجارب الحية من الآباء والأجداد عن فوائد هذه الفاكهة لمعالجة الأمراض والآلام.
ورغم عدم وجود أي تفسير طبي أو علمي يكشف لغز معالجة هذه الفاكهة أوجاع وآلام البطن حتى الآن، فإن صادق يرى أن السبب في ذلك قد يعود إلى نوع من الصبغات الموجودة فيها والتي أشبه ما تكون بمواد مُسكنة للآلام أو مقاومة لبعض البكتيريا والفيروسات الموجودة في جسم الإنسان.
واعتادت بساتين مندلي أن تزرع شجرة واحدة أو اثنتين على الأكثر من فاكهة "الرمان الأسود" وهو لا يُباع في الأسواق وإنما يوزع مجانا للمحتاجين، ومن يحتاجه يذهب إلى صاحب البستان الذي توجد فيه الشجرة لأخذ رمانة واحد أو اثنتين للعلاج، كما يؤكد عضو المجلس المحلي السابق حيدر ستار للجزيرة نت، مبينا أن هناك قناعة تامة لدى الأهالي بأنه يشفي من آلام البطن والمعدة.
يشكو ستار من غياب الدعم والاهتمام الحكومي لتطوير هذه الفاكهة النادرة على مستوى العراق والمنطقة، مؤكدا أن اهتمام الجهات المعنية بـ"عنارسيه" يجعله أحد المصادر الرئيسية لتحقيق واردات كبيرة للمحافظة بشكل عام.