• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

قصة قصيرة قصة قصيرة جميلة 2022 , النفس الراضية نعمة , الرفق جوهرة

كاسر القانون

عضو مميز في شباب الرافدين
إنضم
2021-09-05
المشاركات
6,024
مستوى التفاعل
5,213
النقاط
117
الإقامة
بغداد
جوهرة
დ46,657
الجنس
ذكر
آلَسِلَآمً عٌلَيَکْمً وٌرحًمًةّ آلَلَهّ وٌبًرکْآتٌهّ

(الرفق جوهرة)
(النفس الراضية نعمة)

يقول صاحب القصة :

كنت طفلا في السابعة من العمر عندما سمعت عن طلاق عمتي ومجيئها للإقامة في بيتنا .. توقعت أن أرى إنسانة حزينة من ردود أفعال أمي لكن المفاجأة أن عمتي كانت مبتسمة ..
عندما كبرت عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها و أنها مصابة بضمور في الرحم .. رحمها رحم طفلة .. لكن عمتي
لم تكن ناقمة حتى عليه !..
كانت تقول في ثقة .. الحق معه .. هو محتاج للخلفة ..
أمي كانت تصاب بأرتفاع الضغط لأن عمتي ليست ناقمة على زوجها الذي طلقها .. لكن عمتي كانت تقول جملة غريبة ( *الرفق جوهرة* ) .. لم أكن أفهمها لكني مع الوقت فهمت ..
عمتي إنسانة رفيقة تربت على أن التماس الأعذار والرفق بالآخرين هو أهم شيء !..
كانت تعاون أمي في تربيتنا .. تحكي القصص وتساعد في الرعاية بلا أي عصبية .. وعندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني كانت عمتي تقول .. هذا سندك حد يضرب سنده ؟..
فتتراجع أمي .. طالما أحببت عمتي رغم أنها من ناحية الشكل ليست بالجميلة .. والمدهش أن زوجها بقي يتواصل ويريد إعادتها إلى عصمته وكان قد أنجب من زوجة أخرى .. لكنها اعتذرت !..
سمعته يقول لها .. أريدك أن تربي أبنائي لكنها ردت عليه .. الله يوفقك ..
أمي الغالية كانت عصبية وعمتي كانت هادئة .. أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى وعمتي قامت برعايتنا اثناء غيابها .. عمتي كانت تقول دائماً هذه العبارة ..

الرفق جوهرة ..
وفهمت انها تعني الهدوء .. لا تضرب ولا تنفعل ولا تعادي
و كانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق ..
ولا أنسى عندما كادت احدى أشجار حديقتنا ان تموت فعطفت عمتي عليها واهتمت بها حتى عادت إلى النمو
عمتي هي التي علمتني الصلاة ..
قلت لها .. أليس ربنا عظيم ...
طيب لماذا يحتاج منا الصلاة بماذا ستنفعه ؟..
قالت بهدوء .. الذي يتصل بملك الملوك ... هو الذي يستفيد أم الملك يا صغيري ؟.. نحن نصلي من اجلنا ..نحن نحتاجها !..
أخي كان عالي الصوت وكانت تقول له .. دوماً أحب صوتك الرائع المنخفض وكان يندهش ثم فجأة بدأ يخفضه !..
عادت أمي من المستشفى لتجدني أصلي وأخي قد كف عن ارتفاع الصوت ..
رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها .. سألتها إنتِ زعلانة لإنك لم تنجبي ؟..
قالت .. هي الخلفة بيد من ؟
قلت .. بيد الله !
قالت في يقين .. الله لا يريد بي إلا خيرا أنا لست منزعجة
بصراحة كنت أشعر في بعض الأحيان إنها مفتقدة لزوجها .. لكنها ليست راضية بالرجوع إليه رغم آلحاحه عليها بالعودة إليه .. لا أنسى يوم عاد إلى بيتنا يومها جلس معها ومع أبي وأعمامي .. لأقناعها بالعودة إليه .. كان نادماً على الطلاق !..
قلت لها ارجعي له .. كانت تبكي في حجرتها، طبطبت عليها ..
قالت لي زوجته الجديدة رافضة رجوعنا لا اريد تضييعه هو وأطفاله، لكن زوجها كان مصراً على إعادتها ..
سألته لماذا ؟
قال لي لا يوجد مثلها .. كانت أهم من كل شيء لكن أنا كنت غبي عندما طلقتها .. أصرت على عدم العودة كنت بجوارها،
عندما تلقت اتصالا من زوجته الثانية صارخة متوعدة أبعدي عنه، وردت عمتي برفق حاضر !.. وأغلقت الخط
كنتُ منفجراً ( لماذا لم تصرخي ) ؟ ..
قالت بدموع ( زوجة خائفة على زوجها )
تدهورت الحالة النفسية لزوج عمتي ..حتى اضطرت زوجته إلى الاتصال بعمتي ترجوها العودة إليه .. كنت مندهشا !!
أعلم أن عمتي تحبه .. وعندما عادت إليه، ردت الحياة إلى نفسه، لكن المدهش ... هو أن كراهية زوجته لعمتي بدأت في الازدياد مع تحريض أولادها ضد عمتي ..
لكن عمتي كانت تصبر وتحتضنهم .. تعلقوا بها أكثر من أمهم
ثم تعلقت بها زوجة زوجها، عمتي كانت توصيه خيرا بها ..
وكانت تقول لها .. إنت الودود الولود وأنا عاقر ..
عمتي قصة من الصبر والإنسانية المكتملة .. اليوم بعد أن توفاها الله فجأة، أقف على دفنها وإلى جواري زوجها الباكي وأبناؤه الثلاثة .. وأخي وأتذكر كلماتها ..

الرفق جوهرة
لقد حُرِمَت عمتي الإنجاب ولكنها لم تحرم الرفق ..
ولم تحرم العاطفة .. كانت اماً من غير اطفال
لكل إنسان انحرم من نعمة ما
ممكن ترضى وتسعد بالذي معك ..
كم طفلا انحرم من الحنان ومن عطف أم كهذه ؟..
الحمد لله على حياة يرتبها الله وفق رحمته وحكمته ..
النفس الراضية نعمة ...

دمتم بعافية

111.gif
 
راقت لي ،،شكرا لك ورد
 
عاشت الايادي
قصة جميلة ومؤثرة
ذو حظ عظيم من رزقه الله النفس الراضية والرفق
 
عودة
أعلى أسفل