• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.
Daleen

قصة بائعة الخبز .. قصة حقيقية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Daleen
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • الردود الردود 1
  • المشاهدات المشاهدات 363

Daleen

من أهلنا

Reputation: 100%
إنضم
2020-08-10
المشاركات
34,217
مستوى التفاعل
17,992
النقاط
117
الإقامة
Baghdad
جوهرة
დ344,133
الجنس
أنثى
( قصة بائعة الخبز )

قصة حقيقية مؤثرة حدثت في جمهورية السودان لأحد المعلمين بمنطقة ريفى المناقل (منطقة في السودان )

يقول أحد الأخوة : كنت أستاذاً أدرّس فى مدرسة للبنات في الصف الثالث ابتدائي ، وفي كل يوم كنت أرى خارج الفصل جانب الشباك بنت مسكينة وجميلة تكسوها البراءة وتبيع الخبز لأمها في الصباح ..

وقد بلغتْ سنّ المدرسة، لكنها لم تدخلها بسبب الوضع المادي لأسرتها، فلديها أربعة أخوة صغار، ووالدهم متوفي، وهي تسهم مع أمها في مصاريف معيشتهم ببيع الخبز عند المدرسة، فساعدتْ إخوتها بأن يدخلوا المدرسة ويكملوا تعليمهم ..

في أحد الأيام كنت أشرح للطالبات درساً في الرياضيات، وبائعة الخبز تتابعني من شباك الفصل وهي بالخارج ..
فسألت سؤالاً صعباً وخصصت له جائزة..
ولم تجب عنه أية طالبة ..
وتفاجأت بأن بائعة الخبز تؤشر باصبعها من خارج الشباك وتصرخ : أستاذ أستاذ أستاذ
فأذنت لها بالإجابة ..
فأجابت.. وكانت إجابتها صحيحة…!!

منذ ذلك اليوم راهنت عليها، فتكفلت برعايتها وبكل مايلزمها من مصروفات على نفقتي ومن مرتبي القليل، وعلى قدر ما أستطيع من أمور بسيطة تساعدها على التعلم .

واتفقت مع مدير المدرسة على أن يتم تسجيلها كطالبة بالمدرسة وتشارك بالإختبارات دون دخول الفصل لعدم قدرتها على تحمل مصاريف المدرسة كلها !!
وأن يجعلها تبدأ من الصف الثالث كمستمعة لـتتعلم ولو الشيء البسيط من التعليم..
واتفقت مع جميع مدرسي المواد الأخرى على أن تظل الفتاة تستمع قدر المستطاع من الشباك كل الحصص وهي خارج الفصل ..
فأجمعوا على الموافقة.

وكانت المفاجأة في نهاية السنة عندما ظهرت نتائج الاختبارات ، وكانت هي الأولى على المدرسة ..!!

وسارت على هذا النهج برعايتي وإشرافي اليومي عليها الى أن أوصلتها بفضل الله إلى الصف الأول بالمرحلة الثانوية ..
ثم كبر أحد إخوتها وعمل بعربة كارو لبيع الماء وبقي يصرف عليهم ..

وهنا فارقت السودان للعمل بالخارج ، ولم يكن هناك تلفونات في ذلك الوقت لكي أواصل متابعة أخبارها ..
وانقطعتْ صلتها بي لمدة 16 عاماً ..

وبعد ذلك الغياب عدت إلى السودان ، وكان معي صديق بالدولة التي كنت أعمل فيها ، وصديقي هذا لديه إبن بجامعة الخرطوم كلية الطب ، فطلب مني أن أرافقه للجامعة !!

وأثناء دخولي الجامعة مع صديقي مكثت بعض الوقت في الكافيتريا ، فإذا بامرأة على قدر من الجمـال تحدق فيَّ بشوق، وقد تغيرت معالم وجهها عندما رأتني ، وأنا لا أدري لماذا تحدق فيَّ بهذا التأثر ؟

فسألت إبن صديقي إن كان يعرف هذه المرأة وأشرت إليها خُفية ؟
فأجابني : نعم بالطبع، -بالرغم من عمرها الصغير إلا - إنها البروفيسورة التي تُدَرِّس طلاب كلية الطب (السنة السادسة والأخيرة) .
فسألني : هل تعرفها يا عمي ..؟
قلت : لا، ولكن نظراتها لي غريبة جداً!!

وفجأة وبدون مقدمات جرت هذه المرأة نحوي و احتضنتي، وعانقتني وهي تبكي بحرقة، وبصوت لفت أنظار كل من كان بالكافتيريا !!!

وظلت تحضنني لفترة من الزمن دون مراعاة لأي اعتبار، وظن الجميع أني والدها..!
وهي تجهش بالبكاء وتقول لي : ألا تذكرني يا أستاذي ..؟

أنا البنت التي كانت حطام إنسانة، وحضرتك صنعتَ منها إنسانه ناجحة..!!
أنا البنت التي كنتَ السبب في دخولها المدرسة، وصرفتَ عليها من حرِّ مالك حتى وصلتُ إلى ما وصلت إليه !!
وذلك بفضل الله ثم رعايتك وإهتمامك وموقفك الإنساني الفريد
أنا إبنتك فلانة ( بائعة الخبز )..!!!

فكدت أن أقع مغمياً عليَّ من دهشتي وشدة تأثري من جانب، وفرحي بها من جانب آخر..!
ووالله، بكيت كثيراً عندما تذكرت كيف كانت.. ؟!! وكيف أصبحت على ما هي عليه اليوم ..؟!

ثم دعتني أنا والذين معي ومجموعة من الزملاء إلى منزلها، وأخبرت أمها وإخوتها والموجودين عني، وهي تتحدث عن الأستاذ الإنسان ..!!! الذي وقف معهم، وكان سبباً في تغيير مجرى حياتهم ..

فألقيتُ كلمة قلت فيها جملة واحدة وأنا أبكي :
( لأول مرة في حياتي أشعر أني معلم وإنسان )..!!!

العبرة باختصار ..

⁃ ابذر الخير أينما كنت بصدق وسترى ثماره مبهجة مفرحة..
⁃ اصنع المعروف مع كل من حولك وستجد خيره وبركته ..
⁃ افعل الإحسان لكل الناس وسيسرك نتائجه وآثاره وأجره في الدنيا والآخرة..
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب
 
Similar threads Most view عرض المزيد
عودة
أعلى أسفل