مع الإعلان رسميا عن نهاية الإمبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1806 بدأت حقبة جديدة من التاريخ الألماني. وقد تميزت هذه الحقبة كغيرها من حقب سابقة بالكثير من الصراعات والحروب الإقليمية والدولية بين مختلف القوى المتنفذة في أوروبا. كما ترافقت مع انتشار الأفكار القومية في القرن التاسع عشر كرد فعل على حالة التمزق والتفتت السائدة حينذاك، إذ تشير المصادر الى أن المناطق الناطقة بالألمانية كانت تضم في عام 1789 نفس هذا الرقم من الدويلات والممالك والإمارات والمدن الحرة. وهو ما شكل عائقا في وجه التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وعلى ضوء ذلك فإن الطموحات الرامية إلى تأسيس دولة قومية موحدة لم تأت من فراغ وإنما تحت تأثير العديد من العوامل..
الحرب الألمانية- الفرنسية وتأسيس الرايخ الألماني
فتح انتصار بروسيا على النمسا مجالاً واسعاً أمام بسمارك لتزعم الحركة القومية الألمانية الرامية إلى تشكيل دولة قومية للألمان.
ورغم أن توحيد ألمانيا في القرن التاسع عشر يربط عادة باسم بسمارك، إلا أن المبدأ القومي لم يكن يلعب في البداية
دورا كبيرا في تصوراته وخططه السياسية. وبخلاف ما هو شائع في الأدب السياسي والفكر القومي العربي والذي
يحاول إضفاء هالة على بسمارك ويميل الى تمجيده كبطل قومي، فإن سياسته كانت تهدف بالدرجة الأولى الى
تكريس مصالح بروسيا وضمان نفوذها وهيمنتها. وقد عمد نهاية الستينات من القرن التاسع عشر إلىاستغلال
تصاعد التوتر في العلاقات بين فرنسا وبروسيا من أجل هذا الهدف وأهداف أخرى. وقد نشأ هذه التوتر بعد
الخلاف حول تسمية مرشح للعرش الأسباني آنذاك.
وسرعان ما تفاقمت الخلافات في تموز / يوليو من عام 1870 عندما أقدم إمبراطور فرنسا نابليون الثالث على إعلان الحرب ضد بروسيا.
وهو ما دفع ولايات جنوب ألمانيا الى الوقوف الى جانب بروسيا. وقد تمكنت الأخيرة من دحر الجيش الفرنسي
وحسم الحرب الألمانية – الفرنسية لصالحها في معركة سيدان مطلع سبتمبر/ أيلول 1870. وفي مطلع العام التالي 1871
انتهت الحرب باستسلام فرنسا. وفي الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني من العام المذكور تم الإعلان رسميا عن تأسيس الرايخ الألماني
في قصر فرساي قرب باريس. ويرى الكثيرون من المؤرخين أن اختيار هذه المكان شكل استفزازا للمشاعر الفرنسية وساهم في
تغذية العداء التاريخي بين فرنسا وألمانيا. وبموجب دستور الدولة الجديدة أصبح ملك بروسيا فيلهيلم الأول قيصرا للرايخ الألماني.
أما بسمارك فقد تولى بصفته رئيس وزراء بروسيا منصب مستشار الرايخ الألماني. وهو منصب احتفظ به حتى عام 1890.
الحرب الألمانية- الفرنسية وتأسيس الرايخ الألماني
فتح انتصار بروسيا على النمسا مجالاً واسعاً أمام بسمارك لتزعم الحركة القومية الألمانية الرامية إلى تشكيل دولة قومية للألمان.
ورغم أن توحيد ألمانيا في القرن التاسع عشر يربط عادة باسم بسمارك، إلا أن المبدأ القومي لم يكن يلعب في البداية
دورا كبيرا في تصوراته وخططه السياسية. وبخلاف ما هو شائع في الأدب السياسي والفكر القومي العربي والذي
يحاول إضفاء هالة على بسمارك ويميل الى تمجيده كبطل قومي، فإن سياسته كانت تهدف بالدرجة الأولى الى
تكريس مصالح بروسيا وضمان نفوذها وهيمنتها. وقد عمد نهاية الستينات من القرن التاسع عشر إلىاستغلال
تصاعد التوتر في العلاقات بين فرنسا وبروسيا من أجل هذا الهدف وأهداف أخرى. وقد نشأ هذه التوتر بعد
الخلاف حول تسمية مرشح للعرش الأسباني آنذاك.
وسرعان ما تفاقمت الخلافات في تموز / يوليو من عام 1870 عندما أقدم إمبراطور فرنسا نابليون الثالث على إعلان الحرب ضد بروسيا.
وهو ما دفع ولايات جنوب ألمانيا الى الوقوف الى جانب بروسيا. وقد تمكنت الأخيرة من دحر الجيش الفرنسي
وحسم الحرب الألمانية – الفرنسية لصالحها في معركة سيدان مطلع سبتمبر/ أيلول 1870. وفي مطلع العام التالي 1871
انتهت الحرب باستسلام فرنسا. وفي الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني من العام المذكور تم الإعلان رسميا عن تأسيس الرايخ الألماني
في قصر فرساي قرب باريس. ويرى الكثيرون من المؤرخين أن اختيار هذه المكان شكل استفزازا للمشاعر الفرنسية وساهم في
تغذية العداء التاريخي بين فرنسا وألمانيا. وبموجب دستور الدولة الجديدة أصبح ملك بروسيا فيلهيلم الأول قيصرا للرايخ الألماني.
أما بسمارك فقد تولى بصفته رئيس وزراء بروسيا منصب مستشار الرايخ الألماني. وهو منصب احتفظ به حتى عام 1890.