الشحاذ
إحدى الروايات الهامة لنجيب محفوظ نشرت عام 1960، رواية ممتعة بالرغم من قصرها، إلا أنها لابد أن تقرأ بتمعن لما تحمله من أبعاد فلسفية، وكذلك لعدم ثبات المؤلف على استخدام ضمير واحد للراوي.
بطل الرواية "عمر الحمزاوي" محام مرموق على ما يبدو أنه في العقد الخامس من العمر يمر بحالة مضطربة قد تبدو لك للوهلة الأولى أنها أعراض أزمة منتصف العمر والتي هي مرحلة انتقالية شديدة الصعوبة حيث يحدث فيها تغيير جذري في رؤية الإنسان للحياة وتتغير فيها الميول والرغبات، ومن أهم أعراضها الرغبة في العزلة، والندم على قرارات الماضي والرغبة في الهروب من كل المسؤوليات.
سار بنا البطل خلال معاناته من أعراض تلك الأزمة رحلة فلسفية هدفها الوصول إلى الحقيقة الكاملة، مرورا بطرح أسئلة وجودية حول معنى الحياة والسعادة والله. مشهد "عمر الحمزاوي" في الصحراء يعد من لحظات الرواية الفارقة، تذوق فيها النشوة الكاملة وترفع فيها عن كل الرغبات وأصبحت الدنيا كلها كحفنة تراب تحت قدميه:
"فجأة رقص القلب بفرحة ثملة واجتاح السرور مخاوفه وأحزانه وشدّ البصر إلى أفراح الضياء يكاد ينتزع من محاجره وارتفع رأسه بقوّة تبشّر بأنّه لن ينثني وشملته سعادة غامرة جنونيّة آسرة وطرب رقصت له الكائنات في أربعة أركان المعمورة وكلّ جارحة رنّمت وكلّ حاسّة سكرت واندفنت الشكوك والمتاعب وأظلّه يقين عجيب ذو ثقل يقطر منه السلام والطمأنينة وملأته ثقة لا عهد له بها وعدته بتحقيق أيّ شيء يريد ولكنّه ارتفع فوق أيّ رغبة وترامت الدنيا تحت قدميه حفنة من تراب".
وعلى الرغم من عودته لممارسة دور الأب والزوج لبرهة إلا أنه سرعان ما دخل في دوامة من العدمية حيث تخلى عن كل القيم ومضى وحيدا يبحث عن الحقيقة الكاملة.
شخوص الرواية:
شخصيات الرواية الرئيسية هي عمر الحمزاوي البطل وصاحب العقدة التي تدور حولها أحداث الرواية، زينب الزوجة والأم ورمز الحب والحكمة في إدارة شئون الأسرة والصبر على أزمات الزوج وتقلباته، بثينة الابنة الشاعرة امتداد أبيها، كذلك الأصدقاء مصطفي المنياوي والذي يتلون حسب مقتضيات المرحلة، وعثمان خليل المناضل الاشتراكي والثابت على موقفه رغم الأزمات، وغيرها من الشخصيات التي لعبت أدوار أقل، شعرت أن كل الشخصيات قد رسمت لإثراء الشخصية الرئيسية وبلورة العقدة، فكل الشخصيات ليس لها دور حقيقي إلا بمقدار تقاطعها مع شخصية عمر الحمزاوي .
بشكل عام رواية جميلة.
إحدى الروايات الهامة لنجيب محفوظ نشرت عام 1960، رواية ممتعة بالرغم من قصرها، إلا أنها لابد أن تقرأ بتمعن لما تحمله من أبعاد فلسفية، وكذلك لعدم ثبات المؤلف على استخدام ضمير واحد للراوي.
بطل الرواية "عمر الحمزاوي" محام مرموق على ما يبدو أنه في العقد الخامس من العمر يمر بحالة مضطربة قد تبدو لك للوهلة الأولى أنها أعراض أزمة منتصف العمر والتي هي مرحلة انتقالية شديدة الصعوبة حيث يحدث فيها تغيير جذري في رؤية الإنسان للحياة وتتغير فيها الميول والرغبات، ومن أهم أعراضها الرغبة في العزلة، والندم على قرارات الماضي والرغبة في الهروب من كل المسؤوليات.
سار بنا البطل خلال معاناته من أعراض تلك الأزمة رحلة فلسفية هدفها الوصول إلى الحقيقة الكاملة، مرورا بطرح أسئلة وجودية حول معنى الحياة والسعادة والله. مشهد "عمر الحمزاوي" في الصحراء يعد من لحظات الرواية الفارقة، تذوق فيها النشوة الكاملة وترفع فيها عن كل الرغبات وأصبحت الدنيا كلها كحفنة تراب تحت قدميه:
"فجأة رقص القلب بفرحة ثملة واجتاح السرور مخاوفه وأحزانه وشدّ البصر إلى أفراح الضياء يكاد ينتزع من محاجره وارتفع رأسه بقوّة تبشّر بأنّه لن ينثني وشملته سعادة غامرة جنونيّة آسرة وطرب رقصت له الكائنات في أربعة أركان المعمورة وكلّ جارحة رنّمت وكلّ حاسّة سكرت واندفنت الشكوك والمتاعب وأظلّه يقين عجيب ذو ثقل يقطر منه السلام والطمأنينة وملأته ثقة لا عهد له بها وعدته بتحقيق أيّ شيء يريد ولكنّه ارتفع فوق أيّ رغبة وترامت الدنيا تحت قدميه حفنة من تراب".
وعلى الرغم من عودته لممارسة دور الأب والزوج لبرهة إلا أنه سرعان ما دخل في دوامة من العدمية حيث تخلى عن كل القيم ومضى وحيدا يبحث عن الحقيقة الكاملة.
شخوص الرواية:
شخصيات الرواية الرئيسية هي عمر الحمزاوي البطل وصاحب العقدة التي تدور حولها أحداث الرواية، زينب الزوجة والأم ورمز الحب والحكمة في إدارة شئون الأسرة والصبر على أزمات الزوج وتقلباته، بثينة الابنة الشاعرة امتداد أبيها، كذلك الأصدقاء مصطفي المنياوي والذي يتلون حسب مقتضيات المرحلة، وعثمان خليل المناضل الاشتراكي والثابت على موقفه رغم الأزمات، وغيرها من الشخصيات التي لعبت أدوار أقل، شعرت أن كل الشخصيات قد رسمت لإثراء الشخصية الرئيسية وبلورة العقدة، فكل الشخصيات ليس لها دور حقيقي إلا بمقدار تقاطعها مع شخصية عمر الحمزاوي .
بشكل عام رواية جميلة.