Daleen
من أهلنا
شعراء قتلهم شعرهم
بشار بن برد
الشاعر الاضرير الذميم
سليط اللسان
كان قد مدح الخليفة المهدي فمنعه الجائزة،
فاغتاظ بشار وقال فيه البيتين الشهيرين:
خَليفَةٌ يَزني بَعَمّاتِهِ *** يَلعَبُ بِالدَبّوقِ وَالصولَجان
أَبدَلَنا اللَهُ بِهِ غَيرَهُ **** وَدَسَّ مُوسى في حِرِ الخَيزُران
سمعه يونس بن حبيب النحوي، فسعى به إلى وزير الخليفة
يعقوب بن داود،
وكان بشار قد هجاه
قائلاً:
بني أمية هبوا طال نومكم *** إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا *** خليفة الله بين الناي والعود
كان ابن داود ينتظر الفرصة، فأسرع إلى الخليفة واشيا:
يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق بشاراً قد هجاك.
قال: بأي شيء؟
أجابه قائلاً: بما لا ينطق به لساني،
ولا يتوهمه فكري. فألح عليه الخليفة،
ولكنه ظل يتمنع:
والله لو خيرتني بين إنشادي إياه وضرب عنقي، لاخترت ضرب عنقي.
ظل الخليفة يلح عليه حتى توصلا إلى حل وسط:
أن يكتب له ما قاله الشاعر على ورقة.
ففعل، فكاد الخليفة ينشق غيظاً،
ثم ذهب إلى البصرة للنظر في أمرها. فسمع أذاناً في ضحى النهار، فسأل عن ذلك، فإذا به بشار في حالة السكر، فقال له: يا زنديق أتلهو بالأذان في غير وقت الصلاة وأنت سكران، ثم أمر بضربه سبعين سوطاً. فأخذوه في زورق وجسلوا يضربونه على النهر فكلما ضربوه بالصوت قال بشار: حس (حس هي كلمة تقال عند العرب لمن أحس بالألم). فقال بعضهم
: انظروا إلى زندقته مانراه يحمد الله تعالى.
فقال بشار:
ويلك! أثريد هو حتى أحمد الله عليه (الثريد من أنواع الأطعمة).
فما وصل إلى السبعين سوطا حتى أشرف على الموت،
فألقي على صدر السفينة
فقال بشار:
ليت عين الشمقمق تراني حين يقول:
إن بـشــار بـــن بـــرد تيس أعمى في سفنية
بشار بن برد
الشاعر الاضرير الذميم
سليط اللسان
كان قد مدح الخليفة المهدي فمنعه الجائزة،
فاغتاظ بشار وقال فيه البيتين الشهيرين:
خَليفَةٌ يَزني بَعَمّاتِهِ *** يَلعَبُ بِالدَبّوقِ وَالصولَجان
أَبدَلَنا اللَهُ بِهِ غَيرَهُ **** وَدَسَّ مُوسى في حِرِ الخَيزُران
سمعه يونس بن حبيب النحوي، فسعى به إلى وزير الخليفة
يعقوب بن داود،
وكان بشار قد هجاه
قائلاً:
بني أمية هبوا طال نومكم *** إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا *** خليفة الله بين الناي والعود
كان ابن داود ينتظر الفرصة، فأسرع إلى الخليفة واشيا:
يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق بشاراً قد هجاك.
قال: بأي شيء؟
أجابه قائلاً: بما لا ينطق به لساني،
ولا يتوهمه فكري. فألح عليه الخليفة،
ولكنه ظل يتمنع:
والله لو خيرتني بين إنشادي إياه وضرب عنقي، لاخترت ضرب عنقي.
ظل الخليفة يلح عليه حتى توصلا إلى حل وسط:
أن يكتب له ما قاله الشاعر على ورقة.
ففعل، فكاد الخليفة ينشق غيظاً،
ثم ذهب إلى البصرة للنظر في أمرها. فسمع أذاناً في ضحى النهار، فسأل عن ذلك، فإذا به بشار في حالة السكر، فقال له: يا زنديق أتلهو بالأذان في غير وقت الصلاة وأنت سكران، ثم أمر بضربه سبعين سوطاً. فأخذوه في زورق وجسلوا يضربونه على النهر فكلما ضربوه بالصوت قال بشار: حس (حس هي كلمة تقال عند العرب لمن أحس بالألم). فقال بعضهم
: انظروا إلى زندقته مانراه يحمد الله تعالى.
فقال بشار:
ويلك! أثريد هو حتى أحمد الله عليه (الثريد من أنواع الأطعمة).
فما وصل إلى السبعين سوطا حتى أشرف على الموت،
فألقي على صدر السفينة
فقال بشار:
ليت عين الشمقمق تراني حين يقول:
إن بـشــار بـــن بـــرد تيس أعمى في سفنية