اقليم كاتالونيا (Catalonia) هو منطقةٌ تقع في شمال شرق إسبانيا،
يتميز بهويته المستقلة في اللغة والثقافة، كما يُعتبر وجهةً سياحيةً عامةً ومميزةً، ووقودًا اقتصاديًّا للبلاد عامّةً.
يتميز بهويته المستقلة في اللغة والثقافة، كما يُعتبر وجهةً سياحيةً عامةً ومميزةً، ووقودًا اقتصاديًّا للبلاد عامّةً.
تبلغ مساحة اقليم كاتالونيا حوالي 32108 كيلو متر مربع، ويعيش على هذه المساحة حوالي 7.6 مليون شخص.
تتسم هذه المنطقة بالتنوع، فهي تحتوي على جبالٍ واسعةٍ ومنخفضاتٍ داخليةٍ وخطٍّ ساحليٍّ يمتد إلى 214 كيلو متر.
تتميز كاتالونيا كذلك بالمناظر الطبيعية الجميلة، حيث أنها تحتوي على 18 موقعًا معروفًا للحدائق الطبيعية والمناطق المحمية.
تاريخ اقليم كاتالونيا
تاريخ اقليم كاتالونيا
يعيش الناس في اقليم كاتالونيا منذ عصر ما قبل التاريخ، وذلك عندما تأسس مجتمع تقوده زعامات قبائل إيبيريّة هناك،
ولكن هذا المجتمع لم يدم، حيث استولى المستعمرون اليونانيون على المنطقة في القرن السادس قبل الميلاد،
ثم انتقلت الراية إلى الامبراطورية الرومانيّة في عام 220 قبل الميلاد.
أشرف الرومان على العديد من التغييرات الإيجابية، حيث أحدثوا تقدمًا ملحوظًا في الزراعة والبنية التحتية،
كما ازدهرت اللغة اللاتينية في عهدهم، وأسسوا مدينة بارسينو (Barcino)، التي أصبحت أكبر مدن الإقليم والعاصمة الحالية له،
وهي برشلونة. بالإضافة إلى مدينة تاراغونا (Tarragona) التي أصبحت من أغنى مدن الإمبراطوريّة آنذاك،
وكانت حينها تسمى تاراكو (Tarraco).
بعد انتهاء الحكم الروماني في القرن الخامس بعد الميلاد، أصبح اقليم كاتالونيا معرضًا للاغتصاب من قبل مختلف المستعمرين،
وأولهم كان القوط الغربيون، وبعدهم كانت الخلافة الأموية، وأخيرًا كان الحكم للفرنجة، والذين احتلّوا برشلونة عام 801 بعد الميلاد.
بدأ النور يتسلل إلى اقليم كاتالونيا في العصور الوسطى، كان ذلك مع بداية تأسيس المقاطعات الكاتالونية.
أسس ملوك الفرنجة في القرن الثامن الميلادي ما عرف باسم Hispanic Marches،
حيث كانت هذه المنطقة بمثابة حصنٍ منيعٍ ضد هجمات المستعمرين من الجنوب، كما أسسوا مقاطعات
تمنع غارات مستعمري الشمال المسلحين، وكانت هذه قصة تأسيس المقاطعات التي نهضت معها المنطقة.
بداية العصر الذهبي وتوسع كاتالونيا
بداية العصر الذهبي وتوسع كاتالونيا
مع بداية الألفية الجديدة، أصبح لكتالونيا – وخاصةً برشلونة – دورٌ مميزٌ في بلاد البحر المتوسط.
جعلت التجارة وضع اقليم كاتالونيا مميزًا وسط بلاد البحر المتوسط، وجلبت لها ثروةً كبيرةً،
كما ساعد التوسع في الشرق على انتشار اللغة الكاتالونية في موانئ البحر المتوسط مع اللغات الشهيرة هناك،
كاللغة العربية والفرنسية والإسبانية والإيطالية. استثمرت الأموال الآتية من التجارة في
تأسيس طرازٍ جديدٍ وجليلٍ للمباني الجديدة، والتي تستمر في رونقها إلى يومنا هذا.
الصناعة والسياحة في اقليم كاتالونيا
الصناعة والسياحة في اقليم كاتالونيا
كان النشاط الصناعي يمثل حوالي 21% من إجمالي الإنتاج المحلي لكتالونيا،
حيث بدأت النسبة في الارتفاع في برشلونة وبعض المناطق الأخرى على مدار الإقليم،
إذ إنّ نصف الاقتصاد الكاتالوني له علاقة مباشرة أو غير مباشرةٍ مع القطاع الصناعي المبتكر هناك.
لم يؤثر القطاع الصناعي وحده على ثروة كاتالونيا وتقدمها، بل كان معه كلّ من النشاطَين السياحي والتجاري،
حيث يمثل النشاط السياحي حوالي 12% من إجمالي الإنتاج المحلي الكاتالوني.
يعتبر اقليم كاتالونيا من أكبر الوجهات السياحية على مستوى قارة أوروبا، وذلك بزيارة حوالي
19 مليون سائح لها (عام 2018)، وبذلك فهي تمثل 22.2% من إجمالي نشاط إسبانيا السياحي،
و2.5% من إجمالي قارة أوروبا.
الصراع السياسي بين حكومة إسبانيا واقليم كاتالونيا
الصراع السياسي بين حكومة إسبانيا واقليم كاتالونيا
بدأت المشكلة عندما ذهبت أموالٌ طائلةٌ للمناطق الفقيرة في إسبانيا من اقليم كاتالونيا بشكلٍ متكررٍ،
كما بالغت مدريد في تحصيل الضرائب من تلك المنطقة، بالإضافة إلى شكوى كاتالونيا من تهميش إسبانيا
لها وتعتيم شأن استقلاليتها، فبات السكّان يطالبون بالاستقلال واستمرّوا لسنواتٍ.
على إثر ذلك، تأسس استفتاء ليتم النظر في الأمر في أول شهر أكتوبر لعام 2017، شارك فيه 43% فقط
(لأن الحكومة الإسبانية كانت تمنع الناس من التصويت)، وكانت النسبة الموافقة على الاستفتاء 90%،
ولكن أعلن المجلس الانتخابي أن هذه النسبة المشاركة غير قانونية، فاضطر الاستقلاليون الحاكمون
لإقليم كاتالونيا أن يعلنوا الاستقلال في 27 من شهر أكتوبر.
غضبت حكومة مدريد بسبب هذا التصرف، واتخذت على إثره قرارًا بإقالة هؤلاء القادة الكاتالونيين،
وذلك بالاستناد إلى المادة 155 من الدستور، ثم دعت إلى تأسيس استفتاءٍ جديدٍ في شهر ديسمبر من نفس العام،
وكان الحزب القومي هو الفائز، ولم تستطع كاتالونيا الاستقلال حينئذ، ولكن سرعان ما عاد الحكم للقادة الكاتالونيين بعد تولي الحكومة الجديدة في عام 2018.
