- إنضم
- 2020-04-29
- المشاركات
- 19,812
- مستوى التفاعل
- 4,035
- النقاط
- 117
- الإقامة
- بلاد الــــرافدين
- جوهرة
- დ154,847
- الجنس
- أنثى
الصبر ضياء
إذا استحكمت الأزمات، وتعقدت حبالها، وترادفت الضوائق، وطال ليلها، فالصبر هو الذي يشع للمسلم بالنور العاصم من التخبط،
والهداية الواقية من القنوط، والصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه، ولا بد أن يبني عليها أعماله وآماله، وإلا كان هازلًا،...
يجب أن يوطن نفسه على احتمال المكاره دون ضجر، وانتظار النتائج مهما بعدت، ومواجهة الأعباء مهما ثقلت، بقلب لم تعلق به ريبة،
وعقل لاتطيش به كربة، يجب أن يظل موفور الثقة بادي الثبات، لا يرتاع لغيمة تظهر في الأفق، ولو تبعتها أخرى وأخرى،
بل يبقى موقنًا بأن بوادر الصفو لا بدَّ آتية، وأن من الحكمة ارتقابها في سكون ويقين.
وقد أكد أن ابتلاء الناس لا محيص عنه، حتى يأخذوا أهبتهم للنوازل المتوقعة، فلا تذهلهم المفاجآت ويضرعوا لها.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31])
وذلك على حد قول الشاعر:
عَرَفْنا اللَّيالي قَبلَ مَا نَزَلَت بِنَا --- فلمَّا دَهَتْنَا لَمْ تَزِدْنَا بِهَا عِلْما!
ولا شك أن لقاء الأحداث ببصيرة مستنيرة، واستعداد كامل، أجدى على الإنسان، وأدنى إلى إحكام شؤونه..
قال تعالى : <وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران: 186]>
وما دامت الحياة امتحانا فلنكرس جهودنا للنجاح فيه.
وامتحان الحياة ليس كلاما يكتب أو أقولا توجه، إنها الآلام التي قد تقتحم النفس وتفتح إليها طريقا من الرعب و الحرج.
إنها النقائض التي تجعل الدنيا تتخم بطون الكلاب، وتنيم صديقين على الطوى.
إنها المظالم التي تجعل قوما يدعون الألوهية، وآخرين يستشهدون وهم يدافعون عن حقوقهم المنكوبة.
إن تأريخ الحياة من بدء الخلق إلى اليوم مؤسف! ومن الحق أن يشق المرء طريقه في الحياة وهو موقن بأنه غاص بالأشواك والأقذاء..
ولن تفارق المؤمن رحمة الله مادام دينه لا يهي في الأزمات،
ويقينه لا يزيغ لدى الشدائد.