قارورة وفه
جنني هواك من حيث لا ادري
وسط غرفة متهالكة تحجب جدرانها ضوء الشمس، يقف كاظم بجوار كرسي متحرك يستخدمه والده المقعد، بعدما بُترت ساقاه، وبات يفقد بصره شيئاً فشيئاً نتيجة أمراض عدّة يعاني منها منذ أعوام.
تحدث كاظم (23 عاماً) إلى السومرية نيوز، وهو يغرف الماء من جردل صغير، ليُحمّم والده داخل "الخربة" التي يسكنانها في منطقة "شبه منسية" تقع في خاصرة بغداد الجنوبية.
ويقول: "سخّرت شبابي لخدمة أبي وتلبية احتياجاته، ولم يبقَ من أسرتنا أحد بعدما توفيت أمي، حيث نعيش في هذه الخربة الكائنة في منطقة التجاوز التابعة للزعفرانية، مقابل بدل إيجار". ويتابع قائلاً: "نحن هنا بمفردنا بدون معيل، إذ لم أحظَ بأخت أو زوجة".
ويروي كاظم، جانباً من تفاصيل حياته و"المعاناة" التي حولته إلى "رجل كهل" وهو في مقتبل العمر. ويقول: "فقدت ملامح حياتي وشبابي، ولا أريد شيئاً من الدنيا، سوى راتب يعينني على علاج والدي الذي يعاني من أزمة بالقلب وبتر في الساقين، وحالياً بدأ مرض السكر يفقده بصره".
وعن سبب عدم بحثه عن عمل يوفر له عيشاً كريماً، يؤكد كاظم: "لا أستطيع الخروج من باب البيت وترك أبي لوقت طويل لأن وضعه الصحي لا يحتمل ذلك. لقد طلبت من وزارة العمل شمولي براتب المعيل أو الشبكة، لكنني أصدم بأمرين: أما الواسطة، أو دفع الرشوة".
الصور بعدسة علي جاسم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: