عندما تحدثت مع «أهل الفن»
فاتن حمامة: كان في إمكانى أن أتخذ «عمر شلهوب» عشيقًا في الخفاء
جلست فاتن حمامة عدة ساعات تتحدث إلى مندوب أهل الفن..
كانت عصبية،
ثائرة بها غضب على كل شيء..
وقد بذل مندوب أهل الفن جهدا عسيرا حتى أمكن له أن يتحاور معها،
وقد أفضت بما في نفسها للقراء.
قال مندوب أهل الفن:
السؤال الذي يدور الآن على كل لسان هو: هل تبقى فاتن متربعة على عرش السينما كنجمة أولى بعد زواجها الذي لم يرض عنه الجمهور، أم تزحزحها عن العرش سميرة أحمد التي يقال إن المنتجين يتنبأون لها بمستقبل رائع، أم مديحة يسرى التي لا يمكن إغفال مواهبها، أم شادية معبودة المراهقات أم مريم فخر الدين التي تشبه الربيع بين فصول السنة مع من سيكون الجمهور؟!
لقد رجتنى فاتن ألا نتحدث في هذا الموضوع قائلة «إن الجمهور المصرى طيب وعاطفى، وينسى بسرعة. يكفى أن أقول لك من يعرفوننى إذا رأونى الآن وحدى يقولون أين عمر، وإذا وجدوا عمر وحده يقولون له أين فاتن؟!».
هذا عدا الرسائل التي تصلني من الجمهور.
فلما قلت لها وهل تظنين أن الجمهور المصرى كله يراسلك وأن الجمهور كله أو بعضه ليس له وجهة نظر أخرى في الموضوع.. قد تكون ليست في صالحك.. فهل أصبحت تخشين مواجهة الجمهور؟! وكانت هذه العقدة التي فكت لسان فاتن فأخذت تتحدث قائلة:
أؤكد لك أن غالبية الجمهور كله معى، أنت لا يمكن أن تتصور كم رسالة تصل لى يوميا، إن الذين يحاربوننى هم الذين يظنون أنهم بالقضاء علىّ أو بالتأثير على الجمهور بالنسبة لحبه لى ومركزى عنده يقتحون الطريق أمام الذين يريدون أن يرفعوهم على حسابى.. ولن يصلوا إلى غرضهم.
وسكتت فاتن الصغيرة قليلا لتقول «إن عملي وحده هو صلتى بالجمهور، وما دمت أتقن عملي، فلا يهمني أي شىء آخر».
وشخصك كل وتصرفاتك؟
وماذا فعلت أنا؟ لم أفعل ولن أفعل ما حييت أي شىء يخالف الشرع أو الدين، وسوف ترى إذا كان الجمهور معى أم لا؟
إنى أريد لك كل سعادة ولكن ألا ترين أن إيراد فلامك بدأ يهبط؟
اسألوا الموزعين في ذلك، هل تعلم أن اثتين تراهنا على ذلك وأن حنفى محمود الذي تراهن في صفى كسب الرهان منذ أسبوعين.
ويقال إنك تهربين من مواجهة الجمهور وتخشين الظهور في المجتمعات خوفا على نفسك وعلى عمر؟
أؤكد لك أن الحساد حيلهم لا تنتهى، ومن ضمنهم تحية كاريوكا راحت تقول لأمينة رزق إننى كنت في سينما قصر النيل، وإن الجمهور ضايقنى، فقامت ودافعت عنى مع أننى لم أذهب لسينما قصر النيل حتى سماعى هذه الرواية عن تحية.
فلماذا إذن تبحثين عن وجوه جديدة بدل عمر الشريف للظهور أمامك؟
عمر نفسه هو الذي طلب منى ذلك، وقال لى هذا أول فيلم تظهرين فيه بعد زواجنا، وإذا ظهرت معك، فسيقول الناس إننى تزوجتك، لاستغلك وليس معقولا أن يظهر عمر أمامى في كل فيلم، لأنه أصبح زوجى.
فاتن المعذبة
وانطلقت فاتن في حديثها، كانت شفتاها هما المتحركتين طبعا، ولكنى أحسست أن فاتن كلها هي المتكلمة، وأن قلبها ينبض ويتألم ويتعذب وهى تتحدث.
وكانت تستعين بكلتا يديها وبغمزات مثيرة من عينيها اليمنى وضربات صارخة ثائرة على الأرض بقدمها اليسرى، كانت فعلًا أشبه بحمامة ترفرف وكأنها تظننى أريد أن أذبحها بحديثى هذا قالت: «أنا حرة في حياتى الخاصة وسأبقى حرة فيها ما حييت، فليهاجمنى من يريد في عملي فحسب، لا في حياتى الخاصة، فإذا أصابوا منى محلا للنقد فسأشكرهم وأتفاداه إن كان عادلا وحقيقيا».
لا يمكن أن أخضع للجمهور
وصمتت فاتن برهة، لتفكر ثم إذا بى أراها تقف وتضرب الأرض بقدميها، وتلقى في الجو بكل إمكانياتها تمثيلا أو تأثرا اندماجا وانفعالا لتقول:
وكذا الجمهور لا يمكن أن تخضع حياتى الخاصة لرغباته أو رغبات بعضه.. إن فاتن حمامة حين تصبح عجوزة لن يسأل عنها الجمهور بكلمة عطف، وإنما سيسأل عنى عمر الرجل الذي اخترته ليكون شريك عمرى.
أفهم من هذا أنك «متأكدة» أن زواجك من عمر الشريف سيدوم؟
إن شاء الله إننى أنا التي أسعد، وأنا التي أشقى، والجمهور لا يقاسمنى همومى حينما أكون متضايقة أو وحدى، وأنا الآن سعيدة وسعيدة جدًا.
وفى هذه اللحظات بالذات دخل عمر الشريف فحياها بابتسامة ووضع يدها في يده.. ودام وضع الأيدى لحظات شع فيها نور سعادة ظاهرة من عيون الإثنين، لا أدرى أكان تمثيلا أم حقيقة؟
الحب ولا شيء غير الحب
بعد أن انصرف عمر - يقول شكسبير إن الحب يؤخذ كالأشواك وهو أعمى لا يوافقه سوى الليل البهيم فما رأيك؟
ما من شك أن الحب كوخز الإبر وعسل النحل، ولكنى لا أوافق شكسبير الكبير على أنه أعمى ١٠٠٪ يمكن ٥٪ فقط، لأن الإنسان يحب الروح أولا والأخلاق ومش معقول حاشوف واحد مجرم وأتجوزه، ممكن أعتقد أن شخص كويس ١٠٠٪ فيتضح أنه ليس ٩٥٪ ولكن لن يتضح لى أننى خدعت فيه خداعا كاملا، وأنه وحش ٩٥٪ وبدت فاتن منقبضة.. وحاولت تلطيف الجو.
هل الحب فن له تكتيك؟
وسرحت فاتن في حبها وهى تقول لا: هذا هو الشىء الوحيد الذي لا يجدى فيه أي تكتيك، إنه تآلف أرواح، شىء يحدث وحده دون أي ترتيب، ولا الواحد يعمله بتكتيك ولا حاجة، وليس من المعقول أن أحب أنا إنسانا ويكون هو في وادٍ آخر.
سأترك عملى لو اقتضى الأمر
يقول العرب «ليس من الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك، وحبيبك الجمهور، أؤكد لك أن جزءا كبيرا منه يبغض هذا الزواج لعدة عوامل منها الدين وابنتك، وكل من يقول لك خلاف ذلك يخدعك؟
أكتب عنى أن فاتن حمامة لو تعارض اشتغالها في السينما مع سعادتها كزوجة لعمر الشريف، فسأفضل بيت الزوجية على السينما والجمهور، ولن أدوس على حبى وقلبى بأى حال، وسأترك عملى لو اقتضى الأمر أن أتركه تلبية من أجل زوجى وبيتى.. إن أهم شىء لكل سيدة في الوجود، هو بيتها ولو كنت أشهر دكتورة وتعارضت المهنة مع بيتى مثلا، فسأترك حتى الطب من أجل بيتى وزوجى. افرض أننى بلغت أقصى غايات المجد وسعد الناس جميعا بفنى والناس كلما رأتنى تصفق لى والبنات يقبلنني والمعجبون يرسلون لى ألف رسالة والبنوك تمتلئ بأرباحى.. ماذا يجدينى كل هذا إذا كنت بعده أمضى إلى منزلى وحيدة آكل وحدى، وأعيش وحدى.
اسأل أي سيدة في الوجود، ستقول لك أهم أمل لها أن يكون لها بيت وزوج ولكن بعض الناس ظلمة ومتوحشون.. لقد تزوجت لأن في زواجى سعادتى، فإذا كان هذا يضايق بعض الناس أن تتم سعادتى فلن أخضع لهم.. ماذا يريد الناس منى هل يظنون أننى راهبة؟ أو أستطيع أن أكون راهبة؟.. هذا محال.
عز الدين مازال صديقى
ثم إن عمر مسلم مثلى الآن، وابنتى في حضن أمى ورعاية والدها، وأنا وعز الدين مازلنا صديقين، ونتشاور في كل ما يختص بها دائما.. ثق أننى لو كنت حتى بقيت دون زواج لما انتهى كلام الناس، أم أنهم كانوا يريدون ذلك، وأن يكون عمر الشريف صديقى فقط؟ لقد كان في مقدوري أن يصبح عمر الشريف عشيقا لى دون أن يعلم أحد، فهل إذا كنت قد فعلت هذا سرًا يكون أحسن؟!
الخروج من الموضوع
وبدت فاتن كأنها ألقت من على كتفيها حملا ثقيلا.. ولكنها كانت متأثرة فلطفت الجو بأسئلة من نوع آخر ردت علىّ فيها قائلة:
«إن أحسن ممثلة في نظرها هي جين وإيمان لأنها تعبر كويس وتمثيلها طبيعى وإحساسها بدورها كامل، وبأنها هي لم تتأثر بأى ممثلة لأنها كان لها شخصيتها الخاصة منذ صغر سنها، فلم تتأثر بأمينة رزق أو غيرها في تمثيلها، ولا أحاول تقليد أحد وإنما أحس الموقف الذي أمثله وأؤديه كما أؤديه، لو كان يحدث لى في حياتى».
وما رأيك في اشتغال أختك في السينما؟
أعتقد أنها لن تشتغل بالسينما، وهى تلميذة بمعهد الخدمة الاجتماعية، تقوم بأبحاث في البيوت، وهذا عمل عظيم ولذيذ لكل بنت وستأخذ دكتوراه من أمريكا.
وقالت إن أول من لهم فضل ظهورى في السينما أبى ومحمد كريم وإن أهم من كان سببا في مجدى هو يوسف وهبى في دوري ملاك الرحمة.
فلما سألتها عن رأيها في يوسف وهبى كإنسان قالت إنك يمكن أن تصفه في كلمتين «شخصية قوية جدا».
فلما قلت لها إن هذه ثلاث كلمات لا اثنتين، ضحكت كالعصافير وقالت: يوسف وهبى ليس رجلا جبارا يستغل قوة شخصيته في الشر أو لمنفعته الخاصة، بل هو رجل طيب ولكنه أيضا هوجم كثيرا ومن بعض من كان سببا في أن جعلهم بنى آدمين.
ولماذا تخليت عن والدك؟
هذه استحالة أننى لا يمكن أن أستغنى عن أبى وأمى وإخوتى الصغار وذات مرة أبلغ سخيف أمى تليفونيا أننى مت، فأخذت تتصل وتسأل كادت تجن حتى اطمأنت.
وما رأيك في مارلين مونرو كممثلة؟
مارلين مونرو ليست ممثلة بل مجرد سيدة جميلة تعجب الرجال.
عودة إلى زواجها من جديد
وعدنا مرة أخرى إلى موضوعها، موضوع زواجها، فسألتها وعينى في عينها.
■ ألا تخضعي الآن لمشورة أحد؟
لم أستشر أحدا طول عمري في زواجي لأن ذلك يخصني وحدي، وأن علاقتي بعمر بدأت بسبب الإشاعات التي أطلقها بتوع الفيلم الذي مثلته مع عمر ليروجوه بهذه الدعاية. فبعد أن زادت الإشاعات بدأت علاقتى بعمر وكانت علاقة خوف وهذا ما ربطنا سويا.
وعند هذا القدر كنت قد اكتفيت بما أريده من حمامة الوادى.. كانت لا تزال عينها اليمنى تغمز غمزات كلها حلاوة دون إرادتها طبعا، غمزات جميلة خلابة، وأصبح سبابة يدها اليسرى تداوم على وضعه في فمها الحلو الصغير ورموش عينيها تتلألأ بإشراقة نظراتها المليئة بالثقة والاعتداد بالنفس وأحيانا بوميض الأفق المجهول لمستقبل مجهول تعبر عن تحديه.. ألا ما أجمل المجد، ولكن ما أصعب أن يسقط الإنسان من شاهق.
وأنا لا أبكى للبؤساء الذين قد يخطئ الجمهور فهمهم أو يغفلون أثر الجمهور في مجدهم فيدوسهم الجمهور بأقدامه فيحرمون من نعيم المجد وحب الجمهور وتصفيقه.
وأنا أعرف عمالقة كبارا أو عمالقة كثيرين كانوا كبارا ثم أصبحوا اليوم من المنسيين، ينتهون داخليا نفسانيا، لأن الجماهير لم تعد تصفق لهم أو لم تعد تنظر لهم بالعين الأولى من التقدير والاعتبار.
إن فاتن تقول سأدوس على السينما، من أجل قلبى، وإذا اضطررت أن أختار، فسأفضل بيت الزوجة على عرش السينما.
على أن هذا ليس السؤال فقط، فهناك سؤال أهم: هل تخلى الجمهور عن فاتن حمامة وهل ستبقى النجمة الأولى للشاشة في الموسم القادم؟.
سؤال سوف يجيب عنه الجمهور في كل مكان.
«فاتن» لـ«عبدالوهاب»: اشتغل كويس وإلا هنجيب حد غيرك
بعد دوري في فيلم «يوم سعيد» خرجت مظاهرة أمام منزلنا تهتف: «عايزين أنيسة.. عايزين أنيسة».. ومكنتش بحب الاسم لأنه "بلدي"
"مدرس" حرمنى من دور البطلة في مسرحية «الهادي» فقدمت العمل أمام زميلاتى وقت "الفسحة"
أنا من مواليد ٢ مايو عام ١٩٣١
ولدت في حى عابدين.. وهو حى تسكنه الطبقة المتوسطة.. وقد كانت ولادتى كعيد بالنسبة لوالدتي، لأنها كانت قد أنجبت ثلاثة ذكور قبلى فباتت تحس أنه ينقصها "بنت"!
أما اسمى هذا الذي عرفت به فله قصة..
كان لأخى الذي يكبرنى بعامين «عروسة» أطلق عليها من بنات أفكاره اسمًا غريبًا: هو «فاتن» فلما وضعتنى أمي.. جاء أخى إلى جوار فراشى ووضع «فاتن» هدية منه لي.. فأطلقت أمى اسم العروسة عليّ، فأصبحت أنا «فاتن حمامة» ابنة الأستاذ «أحمد حمامة» المراقب الإدارى بوزارة المعارف.. وكانت قيود الوظيفة هي التي تتحكم في محل إقامتنا.. كان أبى «كالشطرنج».. تنقله وزارة المعارف من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. وكان إن أمضيت سنين الطفولة في المنصورة مقر عمل أبى «الجديد» وقتذاك..
وكنت موضع إعجاب أبي. كان يرى فىّ كل ما يراه والد حنون ليس له سواي، فما إن قرأ عن مسابقة تجرى للأطفال، حتى سارع بإشراكى فيها وأحضر لى «زيًا» خاصًا بالموضة وحملنى حملا إلى أحد المصورين الذي التقط أروع صورة لممرضة في السادسة من عمرها، وفازت الصورة التي تمثلنى بالجائزة