حقيقة
دورت وبحثت عن منتدى مناسب لكن احترت
واستقريت هنا:
...............................
كثيراً من الملحنين والكتاب اشتهروا بأعمالهم مع أم كلثوم، ومن هؤلاء بليغ حمدي الذي لحن لها وهو شاب صغير
حتى يتردد عنها قولها: «هل هذا الشاب أبو شعر بيعرف مزيكا وبيعرف يلحن؟»..
لتكون موسيقى بليغ لسيدة الغناء العربي في أغنية «فات الميعاد» بداية لعالم جديد من التعاون بينهما،
لنستمتع نحن بالكلمة واللحن والطرب، فكانت «فات الميعاد» أو موعد بينهما مع كلمات الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز
صاحب أحلى 1000 أغنية في عالم الأغاني المصرية والعربية،
فكتب لنا كلمات كلها شجن وحزن من لوعة الفراق ولحظات الندم،
وإذا كنا قلنا إن الأغنية مثل الحبكة الدرامية تبدأ بهجر وأحزان لتنتهي بفرح وعودة الحب بين قلبين عطشى للعشق،
فإن «فات الميعاد» ابتعدت عن هذا الأسلوب واستمرت على نفس المنوال من فرقة ولوعة وحزن ورماد حتى آخر الأغنية،
ومع ذلك حققت نجاحاً منقطع النظير، ليظهر نجم جديد في حياة أم كلثوم
ليضاف الى القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمود الشريف،
لتقتنع بموهبة بليغ حمدي الموسيقية الفذة وليتعاون معها في أغاني أخرى منها رائعتهما «بعيد عنك»
التي سنتحدث عنها لاحقاً، ومن قبلها «حب إيه».
وتقول الروايات إن بليغ حمدي الذي كان صديقاً للشاعرين مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب محمد
شريكه في أغنية «حب إيه» لم يغادر شقته بالإسكندرية بمجرد سماع «فات الميعاد» من مرسي جميل عزيز لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة،
حيث اعتكف تماماً لتلحينها، ولم يقطع خلوته هذه سوى اتصالاته مع أم كلثوم ليطمئنها على مسار التلحين،
حتى فرغ من ولادة اللحن ليتصل بعازف القانون الأول محمد صالح قائد فرقة أم كلثوم حتى تستعد الفرقة بمجرد كتابة النوتة الموسيقية..
وما هي سوى ساعات قليلة من لقاء أم كلثوم ببليغ لتستمع منه على مقدمة الأغنية حتى يشعر بانبهارها بالكلمات والموسيقى معاً،
خاصة مع المقطع المؤثر جدا:
«تفيد بإيه يا ندم.. تعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم.. واتفرقوا الأحباب..
وكفاية بقى تعذيب وشقى..
ودموع في فراق ودموع في لقي»..
وتبدأ فات الميعاد بالنار والرماد والبعاد الندم والفراق:
«فات الميعاد.. وبقينا بعاد بعاد.. والنار بقت دخان ورماد.. فات الميعاد.. تفيد بإيه يا ندم يا ندم..
وتعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالي ليالي الألم.. وتفرقوا الأحباب.. كفايه بأه تعذيب وشقى.
. ودموع في فراق.. ودموع في لقى.. تعتب عليّا ليه.. أنا بإيديّا إيه.. فات الميعاد فات الميعاد».
لم تنقطع اللقاءات بين أم كلثوم وبليغ حمدي فبعد ساعات طويلة في الأستديو للتدريب مع الفرقة الموسيقية لإجراء البروفات
يذهبان الى فيلتها ليغنى لها بعض المقاطع التي ترغب في أن تغنيها معه حتى فوجئت بحسن غناه للكلمات وأعجبت بصوته
لتمتد اللقاءات حتى الليل لتستوعب غناء المقاطع بالكامل، لتهل شمس اليوم التالي حتى يذهبان للأستديو لاستكمال البروفات مع الفرقة،
وهي عادة أم كلثوم التي لم تتغير أبداً لإتقان الإلقاء مع اللحن بحضور الملحن ليسجل أي انطباعات لديه..
ويبدأ المقطع الثاني مع
«ياما كنت أتمنى أقابلك بابتسامة.. أو بنظرة حب أو كلمة ملامة..
بس أنا نسيت الابتسام.. زي ما نسيت الألام..
والزمن بينسي حزني وفرحي ياما..
إن كان على الحب القديم..
إن كان على الجرح الأليم.
.ستائر النسيان نزلت بقالها زمان..
إن كان على الحب القديم وآساه
.. أنا نسيتوا أنا.. يا ريت كمان تنساه».
وبمناسبة أن بليغ حمدي كان أصغر من لحن لأم كلثوم تقريباً، فقد فاجأها بتحفة فنية أخرى وهي عازف الساكسفون
سمير سرور الذي اشترك في الفرقة الموسيقية لأول مرة ليشارك مع آلات الجيتار والكمان والقانون والأكورديون
لأول مرة في ابتكار جديد ليضيف للحن مذاقاً خاصة خلف أسطورة الغناء آنذاك لتبدأ الأغنية وتصل أم كلثوم لقمة الأداء والاندماج
في المقطع «ستاير النسيان.. نزلت بقى لها زمان.. وإن كان على الحب القديم وآساه.. أنا نسيته أنا يا ريت كمان تنساه»
حتي يتراقص معها الجمهور الحاضر في الحفل ويطلب إعادة هذا المقطع أكثر من مرة،
وتستجيب أم كلثوم وتعيده بالفعل حتي كادت تصل الأغنية لنهايتها لتبدع أم كلثوم مع لحن بليغ وكلمات مرسى جميل عزيز
وتردد المقطع:
«بينى وبينك هجر وغدر وجرح فى قلب داريته.. بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته..
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم واتفرقوا الأحباب»،
وهو المقطع الذي أرهق أم كلثوم فعلا لأن الجمهور طلب إعادته كثيرًا جدًا.. وبمجرد إذاعة «فات الميعاد» كشف عبدالحليم حافظ
الصديق الصدوق لبليغ حمدي أن إبداع اللحن كان نتيجة قصة حب فاشلة لبليغ جعلته يضع كل همومه في اللحن حتي خرج لنا بهذه الروعة.
لقد صاغ بليغ حمدي أجمل جمله الموسيقية لأم كلثوم حسب رأي نقاد الموسيقى فكان شديد الذكاء
عندما نافس الموسيقار محمد عبد الوهاب واستخدم نفس أسلحته في تلحينه لأم كلثوم،
حيث اهتم هو الآخر بالمقدمة الموسيقية ومنها أغنية «بعيد عنك» التي لم تترك قلباً محباً إلا ومسته
بالمشاعر والأحاسيس والذكريات.. ففيها وإن تراقصت أم كلثوم وتمايلت خلافا لعادتها وهي تغني ثابتة،
كان الشوق يتراقص هو الآخر والقلوب المحبة تتمايل حتي تصل لنهاية الأغنية:
«بخاف عليك وبخاف تنساني والشوق إليك على طول صحاني..
غلبني الشوق وغلّبني وليل البعد دوبني..
ومهما السهد حيرني ومهما الشوق يسهرني..
لا طول بعدك يغيرني ولا الأيام بتبعدني.. بعيد عنك».
ولعلّي اعترف بأن «بعيد عنك» هي من أقرب الأغنيات لقلبي، لا لشيء محدد سوى لكونها
حبلى بكلمات الحب والشوق والسهد والدموع والبعد والحيرة والعذاب والآلام والخوف والأوهام،
فهي تحمل كل مشاعر الحب من وجد وغرام وعشق وفراق وهجران،
حتي إن بدايتها صعبة على قلب أي عاشق خاصة ولو مهاجره حبيبه:
«نسيت النوم وأحلامه.. نسيت لياليه وأيامه.. بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك ماليش غير الدموع أحباب..
معاها بعيش بعيد عنك.. غلبني الشوق وغلّبني وليل البعد دوبني..
ومهما السهد حيرني ومهما الشوق يسهرني..لا طول بعدك يغيرني ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك».
وأحلى ما في «بعيد عنك» أن الحب ينتصر في النهاية حتى وإن طال بعاد الحبيب، فلا تزال أم كلثوم تنتظره ولم تتغير ببعاده.
دورت وبحثت عن منتدى مناسب لكن احترت
واستقريت هنا:
...............................
كثيراً من الملحنين والكتاب اشتهروا بأعمالهم مع أم كلثوم، ومن هؤلاء بليغ حمدي الذي لحن لها وهو شاب صغير
حتى يتردد عنها قولها: «هل هذا الشاب أبو شعر بيعرف مزيكا وبيعرف يلحن؟»..
لتكون موسيقى بليغ لسيدة الغناء العربي في أغنية «فات الميعاد» بداية لعالم جديد من التعاون بينهما،
لنستمتع نحن بالكلمة واللحن والطرب، فكانت «فات الميعاد» أو موعد بينهما مع كلمات الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز
صاحب أحلى 1000 أغنية في عالم الأغاني المصرية والعربية،
فكتب لنا كلمات كلها شجن وحزن من لوعة الفراق ولحظات الندم،
وإذا كنا قلنا إن الأغنية مثل الحبكة الدرامية تبدأ بهجر وأحزان لتنتهي بفرح وعودة الحب بين قلبين عطشى للعشق،
فإن «فات الميعاد» ابتعدت عن هذا الأسلوب واستمرت على نفس المنوال من فرقة ولوعة وحزن ورماد حتى آخر الأغنية،
ومع ذلك حققت نجاحاً منقطع النظير، ليظهر نجم جديد في حياة أم كلثوم
ليضاف الى القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمود الشريف،
لتقتنع بموهبة بليغ حمدي الموسيقية الفذة وليتعاون معها في أغاني أخرى منها رائعتهما «بعيد عنك»
التي سنتحدث عنها لاحقاً، ومن قبلها «حب إيه».
وتقول الروايات إن بليغ حمدي الذي كان صديقاً للشاعرين مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب محمد
شريكه في أغنية «حب إيه» لم يغادر شقته بالإسكندرية بمجرد سماع «فات الميعاد» من مرسي جميل عزيز لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة،
حيث اعتكف تماماً لتلحينها، ولم يقطع خلوته هذه سوى اتصالاته مع أم كلثوم ليطمئنها على مسار التلحين،
حتى فرغ من ولادة اللحن ليتصل بعازف القانون الأول محمد صالح قائد فرقة أم كلثوم حتى تستعد الفرقة بمجرد كتابة النوتة الموسيقية..
وما هي سوى ساعات قليلة من لقاء أم كلثوم ببليغ لتستمع منه على مقدمة الأغنية حتى يشعر بانبهارها بالكلمات والموسيقى معاً،
خاصة مع المقطع المؤثر جدا:
«تفيد بإيه يا ندم.. تعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم.. واتفرقوا الأحباب..
وكفاية بقى تعذيب وشقى..
ودموع في فراق ودموع في لقي»..
وتبدأ فات الميعاد بالنار والرماد والبعاد الندم والفراق:
«فات الميعاد.. وبقينا بعاد بعاد.. والنار بقت دخان ورماد.. فات الميعاد.. تفيد بإيه يا ندم يا ندم..
وتعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالي ليالي الألم.. وتفرقوا الأحباب.. كفايه بأه تعذيب وشقى.
. ودموع في فراق.. ودموع في لقى.. تعتب عليّا ليه.. أنا بإيديّا إيه.. فات الميعاد فات الميعاد».
لم تنقطع اللقاءات بين أم كلثوم وبليغ حمدي فبعد ساعات طويلة في الأستديو للتدريب مع الفرقة الموسيقية لإجراء البروفات
يذهبان الى فيلتها ليغنى لها بعض المقاطع التي ترغب في أن تغنيها معه حتى فوجئت بحسن غناه للكلمات وأعجبت بصوته
لتمتد اللقاءات حتى الليل لتستوعب غناء المقاطع بالكامل، لتهل شمس اليوم التالي حتى يذهبان للأستديو لاستكمال البروفات مع الفرقة،
وهي عادة أم كلثوم التي لم تتغير أبداً لإتقان الإلقاء مع اللحن بحضور الملحن ليسجل أي انطباعات لديه..
ويبدأ المقطع الثاني مع
«ياما كنت أتمنى أقابلك بابتسامة.. أو بنظرة حب أو كلمة ملامة..
بس أنا نسيت الابتسام.. زي ما نسيت الألام..
والزمن بينسي حزني وفرحي ياما..
إن كان على الحب القديم..
إن كان على الجرح الأليم.
.ستائر النسيان نزلت بقالها زمان..
إن كان على الحب القديم وآساه
.. أنا نسيتوا أنا.. يا ريت كمان تنساه».
وبمناسبة أن بليغ حمدي كان أصغر من لحن لأم كلثوم تقريباً، فقد فاجأها بتحفة فنية أخرى وهي عازف الساكسفون
سمير سرور الذي اشترك في الفرقة الموسيقية لأول مرة ليشارك مع آلات الجيتار والكمان والقانون والأكورديون
لأول مرة في ابتكار جديد ليضيف للحن مذاقاً خاصة خلف أسطورة الغناء آنذاك لتبدأ الأغنية وتصل أم كلثوم لقمة الأداء والاندماج
في المقطع «ستاير النسيان.. نزلت بقى لها زمان.. وإن كان على الحب القديم وآساه.. أنا نسيته أنا يا ريت كمان تنساه»
حتي يتراقص معها الجمهور الحاضر في الحفل ويطلب إعادة هذا المقطع أكثر من مرة،
وتستجيب أم كلثوم وتعيده بالفعل حتي كادت تصل الأغنية لنهايتها لتبدع أم كلثوم مع لحن بليغ وكلمات مرسى جميل عزيز
وتردد المقطع:
«بينى وبينك هجر وغدر وجرح فى قلب داريته.. بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته..
تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم واتفرقوا الأحباب»،
وهو المقطع الذي أرهق أم كلثوم فعلا لأن الجمهور طلب إعادته كثيرًا جدًا.. وبمجرد إذاعة «فات الميعاد» كشف عبدالحليم حافظ
الصديق الصدوق لبليغ حمدي أن إبداع اللحن كان نتيجة قصة حب فاشلة لبليغ جعلته يضع كل همومه في اللحن حتي خرج لنا بهذه الروعة.
لقد صاغ بليغ حمدي أجمل جمله الموسيقية لأم كلثوم حسب رأي نقاد الموسيقى فكان شديد الذكاء
عندما نافس الموسيقار محمد عبد الوهاب واستخدم نفس أسلحته في تلحينه لأم كلثوم،
حيث اهتم هو الآخر بالمقدمة الموسيقية ومنها أغنية «بعيد عنك» التي لم تترك قلباً محباً إلا ومسته
بالمشاعر والأحاسيس والذكريات.. ففيها وإن تراقصت أم كلثوم وتمايلت خلافا لعادتها وهي تغني ثابتة،
كان الشوق يتراقص هو الآخر والقلوب المحبة تتمايل حتي تصل لنهاية الأغنية:
«بخاف عليك وبخاف تنساني والشوق إليك على طول صحاني..
غلبني الشوق وغلّبني وليل البعد دوبني..
ومهما السهد حيرني ومهما الشوق يسهرني..
لا طول بعدك يغيرني ولا الأيام بتبعدني.. بعيد عنك».
ولعلّي اعترف بأن «بعيد عنك» هي من أقرب الأغنيات لقلبي، لا لشيء محدد سوى لكونها
حبلى بكلمات الحب والشوق والسهد والدموع والبعد والحيرة والعذاب والآلام والخوف والأوهام،
فهي تحمل كل مشاعر الحب من وجد وغرام وعشق وفراق وهجران،
حتي إن بدايتها صعبة على قلب أي عاشق خاصة ولو مهاجره حبيبه:
«نسيت النوم وأحلامه.. نسيت لياليه وأيامه.. بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك ماليش غير الدموع أحباب..
معاها بعيش بعيد عنك.. غلبني الشوق وغلّبني وليل البعد دوبني..
ومهما السهد حيرني ومهما الشوق يسهرني..لا طول بعدك يغيرني ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك».
وأحلى ما في «بعيد عنك» أن الحب ينتصر في النهاية حتى وإن طال بعاد الحبيب، فلا تزال أم كلثوم تنتظره ولم تتغير ببعاده.