خواطر لها خواطر 2

[قارورة وفه]

لم أكن أتخيل أن تلك التفاهات ستترك تلك المسافات بيننا كنا أصدقاء حتّى اشتكت الطرقات من ضحكاتنا، كنّا نتحدث حتّى تعطلت هواتفنا، كنّا نلعب حتّى اشتكى الجيران منّا فأين أنت الآن وأين أنا، لا تجعل الأيام تأخذك مني يا صديقي ولا تنسى لحظاتنا السعيدة التي طالما عشناها سوياً فهي عمر كامل لا يمحوها بعض المشاغل.

 

[قارورة وفه]

الصداقة هي الوجه الجميل للحياة، هي الوجهُ الذي يُبقيك مبتسمًا مهما أثقلتْكَ الحياة، هي السّند والعون واليدُ الحانية، والصداقة كنزٌ ثمين جدًا لمن يقدّرها ويحافظ عليها، هي العلاقة التي تُجبركَ عندما تنكسر، وتُربت على كتفك عندما تحزن، وتقوّيك عندما تضعف، وتسندك عندما تقع، الصداقة هي العلاقة التي ليس للمصلحة فيها مكان، فالصديقان قريبان من بعضهما لدرجة أنّه لا يمكن أن تتدخل بينهما المصالح الدنيوية، هما صديقان فقط، يتشاركان آلامهم وأفراحهم فيخففون من حدّة الآلام ويعيشان الفرح أضعافًا.

 

[قارورة وفه]

الصداقة هي تلاحم شخصين في روحٍ واحدة، مشاعر أحدهما تتأثر بالآخر مهما كانت، فإذا كان أحدهما فرِحًا، صار الثاني كذلك بالتأكيد، وإذا ضاقت بأحدهما الحياة، فإنّ الآخر لن يكفّ عن محاولة إخراجه من ضيقته وتوسيع الحياة في ناظريه، فما أن يفعل ذلك حتى نرى صديقه بدأ يخرج من ضائقته تدريجيًا فتأثيرهما على بعض قويٌ جدًا، حتّى لأنه قد يكون من أقوى المؤثّرات في حياة الشخص

 

[قارورة وفه]

إذا رضي الصديق من الصديق
بمتفق السلام على الطريق فما يتزاوران بغير عذر
ولا يتعاتبان على العقوق فقد جعلا سلامهما عزاء
على موت الصداقة والخفوق
​

 

[قارورة وفه]

كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ
صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق ِالعتِيقِ وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ
صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيقِ
​

 

[قارورة وفه]

الخاطرة الأولى الصداقة عالمٌ من المحبّة والأخوّة والرقي، وهي أسمى علاقة إنسانيّة على الإطلاق؛ لأنّها نابعة من مشاعر طيبة صافية، ليس فيها أيّ شرطٍ وليس من ورائها أيّ مصلحة، وهذا رأيتُه فقط في صديقتي المفضلة، فالأصدقاء لا يكونون بالقرب نفسه ولا بالقدر نفسه، فبعضُهم يُجبرُنا على أن يكونَ هو الأفضل والأقرب، بل إنّ بعضهم يكون بمرتبة الأخ، وصديقتي المفضلة هي التي تُقوّيني في لحظاتِ ضعفي، وهي التي تسترُ غيبتي وتحثّني على فعل الخير في كلّ وقت، وعلى الرّغم من كثرةِ الأصدقاء من حولي إلّا أنّني أرى فيها الخيرَ كلّه، فهي الوحيدةُ التي تعرف ما يُزعجني فتتجنّبه، وتعرف ما يُفرحني فتفعله.
الخاطرة الثانية
ما أروع الصداقة، فهي تجمعنا بأشخاص روعتهم لا حدود لها، وروحهم تتغلغل إلى الأعماق كي تروينا من فيض الصدق، نجسّد معهم أروع اللحظات، وتخلد في الذاكرة أروع الذكريات، نشق الطريق سوية بمتعة لا حصر لها، نرى في أعينهم نظرة التفاؤل والأمل، يزيدون من روعتنا بوجودهم قربنا، لا تكف الأيدي عن الدعاء لهم والقلوب عن ذكرهم، فنشعر بالفخر لرفقتهم.
الخاطرة الثالثة
موقف ننقش حروفه على الصخر ليبقى شاهداً على مشاعرنا الخضراء، فهيا يا صديقي نبحر في بحر الوفاء، في جمال الذكريات والأيام والأوقات التي نقضيها سوياً، هيا نحلّق عالياً ونقول: نحن معاً للنهاية، وما يؤذيك يؤذيني، وأعدك أن لا أتخلى عنك، ولن يفرقني عنك سوى الموت.
الخاطرة الرابعة
الصداقة ذلك اللغز المستحيل الذي ليس لها إجابة، ولكن معنى الصداقة باختصار هو أن تجد شخصاً آخر يقتسم معك كل شيء حتى الروح، ويكون أميناً على هذه الروح، وتثق به أكثر منها.
​

 

[قارورة وفه]

نصحتك لا تصحب سوى كل فاضل
خليق السجايا بالتعفف والظَّرفِ
ولا تعتمد غير الكرام فواحدٌ
من الناس إن حصَّلتَ خيرٌ من الألفِ
​

 

[سارة البابلية]

حبيت
فدا روعاتك

 

[قارورة وفه]