• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

سلامة القلب والبدن . لتكن سعيدا

الإهداءات
  • زهور من من قلب الزهور❤️:
    يارب العوض عن كل شعُور أثقل القلب ✨
  • زهور من من قلب الزهور✨:
    ... ما أبسطنا وما أصعب كل شيئ....

Gardi

المديرة .
2018-10-01
40,886
العراق
جوهرة
დ27,662
الجنس
أنثى
سلامة القلب والبدن

فصلاح الروح والبدن، متوقف على صلاح قلب الإنسان، ومن ثم كان اجتناب مفسدات القلب أمرًا مطلوبًا لتحقيق السعادة في الحياة، فما هي مفسدات القلب؟


مفسدات القلب:

فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: «ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب»([1]) .


فمتى ما سلم القلب من مفسداته عاش حياة طيبة في الدنيا وظهر ذلك على أحوال صاحبه وجوارحه وفعاله وأقواله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة» وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات أقول: «إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب»!!.


وأما مفسدات القلب فهي: الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام، وقد ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين([2]) . ونوردها هنا بتصرف:


أولا: اجتناب كثرة الخلطة:


فأما ما تؤثره كثرة الخُلَطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود يوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًا وغمًا، وضعفًا، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم فماذا يبقى منه والدار الآخرة؟




([1]) رواه البخاري ومسلم.
([2]) مدارج السالكين (1/451-457)



هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت من بلية وهل آفة الناس إلا الناس؟! والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة، ويعزلهم في الشر والمباحات. فإن اضطر إلى ذلك، فالحذر الحذر أن يوافقهم وليصبر على أذاهم.

ثانيًا: التمني:

وهو بحر لا ساحل له، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل إن المنى رأس أموال المفاليس، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره.

فأماني هذا إيمان ونور وحكمة وأماني أولئك خدع وغرور.

ثالثًا: التعلق بغير الله تعالى:

وهذا أعظم المفسدات على الإطلاق.

فليس على القلب أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل، بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل.

رابعًا: الطعام:

والمفسد للقلب من الطعام نوعان:

أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات سواء كان محرمًا لحق الله كالميتة والخمر والخنزير، أو محرمًا لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب.

والثاني: ما يفسده بقدره، وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها وقوي عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها وفي الحديث المشهور: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»([1]) .


خامسًا: كثرة النوم:

فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدًا ومنه الضار غير النافع للبدن، وأنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولا سيما نوم العصر، والنوم أول النهار


([1]) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5674).



إلا لسهران.

2- المحافظة على الصحة:

ولأن البدن هو وسيلة العمل الصالح وأداته، فإن تقويته والحفاظ عليه، سبيل لتحقيق وسائل السعادة ولذلك أخبر الرسول e أن الصحة من أجل النعم وأنفعها وأن من ضيعها ولم يستثمرها في تحقيق سعادته في الدارين مغبون، فقال e: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»([1]) .


ومن أهم القواعد في الحفاظ على الصحة:


- استعمال الرياضة قبل الأكل بمقدار وأقل ذلك المشي والسباحة.


- نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا.


- لا تأكل حتى تجوع، فإدخال الطعام على الطعام داء قاتل.


- ابتعد عن تناول المصنعات والمعلبات والمحفوظات قدر المستطاع.


- لا تتهاون في نظافة الطعام، فالطعام الملوث سم لا غذاء.


- إذا شكوت من مرض فعالجه قبل استفحاله وإذا أمكن المعالجة والتداوي بالأشياء الطبيعية فلا تلجأ للكيماويات.


- النظافة في كل شيء من أسباب السعادة في الحياة.




([1]) رواه البخاري.

- احرص على التقلب في الهواء النقي سواء في المسكن أو غيره.

3- إجمام النفس والترويح عنها:

والترويح عن النفس يجدد فيها الحيوية والنشاط، ويبذر فيها قابلية الاستعداد لمواجهة صعاب الحياة، ويكسبها الراحة التامة لمزاولة الأعمال.

فإن الملل طبيعة جبلت النفس عليها، فلا بد من تجاوزه، بأخذ قسط من الراحة، بإجمام النفس بالتفكر والانبساط فيما أحل الله من متع الدنيا من غير تفريط ولا إفراط.

فتحميل النفس ما لا تطيق تدمير لطاقتها وتعويق لاكتساب انشراحها وسعادتها وهذا من حقها الذي ينبغي مراعاته بين الحين والآخر، وهو من وسائل دفع الهم والحزن، وصرف النظر عن المخاوف، والاستعداد والتفرغ للمستقبل.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (كتبه أبو الحسن ابن الفقيه)


من كتاب

دليلك إلى السعادة المؤلف أبو الحسن بن محمد الفقيه
 
سلامة القلب والبدن

فصلاح الروح والبدن، متوقف على صلاح قلب الإنسان، ومن ثم كان اجتناب مفسدات القلب أمرًا مطلوبًا لتحقيق السعادة في الحياة، فما هي مفسدات القلب؟


مفسدات القلب:

فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: «ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب»([1]) .


فمتى ما سلم القلب من مفسداته عاش حياة طيبة في الدنيا وظهر ذلك على أحوال صاحبه وجوارحه وفعاله وأقواله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة» وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات أقول: «إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب»!!.


وأما مفسدات القلب فهي: الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام، وقد ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين([2]) . ونوردها هنا بتصرف:


أولا: اجتناب كثرة الخلطة:


فأما ما تؤثره كثرة الخُلَطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود يوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًا وغمًا، وضعفًا، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم فماذا يبقى منه والدار الآخرة؟




([1]) رواه البخاري ومسلم.
([2]) مدارج السالكين (1/451-457)



هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت من بلية وهل آفة الناس إلا الناس؟! والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة، ويعزلهم في الشر والمباحات. فإن اضطر إلى ذلك، فالحذر الحذر أن يوافقهم وليصبر على أذاهم.

ثانيًا: التمني:

وهو بحر لا ساحل له، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل إن المنى رأس أموال المفاليس، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره.

فأماني هذا إيمان ونور وحكمة وأماني أولئك خدع وغرور.

ثالثًا: التعلق بغير الله تعالى:

وهذا أعظم المفسدات على الإطلاق.

فليس على القلب أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل، بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل.

رابعًا: الطعام:

والمفسد للقلب من الطعام نوعان:

أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات سواء كان محرمًا لحق الله كالميتة والخمر والخنزير، أو محرمًا لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب.

والثاني: ما يفسده بقدره، وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها وقوي عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها وفي الحديث المشهور: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»([1]) .


خامسًا: كثرة النوم:

فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدًا ومنه الضار غير النافع للبدن، وأنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولا سيما نوم العصر، والنوم أول النهار


([1]) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5674).



إلا لسهران.

2- المحافظة على الصحة:

ولأن البدن هو وسيلة العمل الصالح وأداته، فإن تقويته والحفاظ عليه، سبيل لتحقيق وسائل السعادة ولذلك أخبر الرسول e أن الصحة من أجل النعم وأنفعها وأن من ضيعها ولم يستثمرها في تحقيق سعادته في الدارين مغبون، فقال e: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»([1]) .


ومن أهم القواعد في الحفاظ على الصحة:


- استعمال الرياضة قبل الأكل بمقدار وأقل ذلك المشي والسباحة.


- نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا.


- لا تأكل حتى تجوع، فإدخال الطعام على الطعام داء قاتل.


- ابتعد عن تناول المصنعات والمعلبات والمحفوظات قدر المستطاع.


- لا تتهاون في نظافة الطعام، فالطعام الملوث سم لا غذاء.


- إذا شكوت من مرض فعالجه قبل استفحاله وإذا أمكن المعالجة والتداوي بالأشياء الطبيعية فلا تلجأ للكيماويات.


- النظافة في كل شيء من أسباب السعادة في الحياة.




([1]) رواه البخاري.

- احرص على التقلب في الهواء النقي سواء في المسكن أو غيره.

3- إجمام النفس والترويح عنها:

والترويح عن النفس يجدد فيها الحيوية والنشاط، ويبذر فيها قابلية الاستعداد لمواجهة صعاب الحياة، ويكسبها الراحة التامة لمزاولة الأعمال.

فإن الملل طبيعة جبلت النفس عليها، فلا بد من تجاوزه، بأخذ قسط من الراحة، بإجمام النفس بالتفكر والانبساط فيما أحل الله من متع الدنيا من غير تفريط ولا إفراط.

فتحميل النفس ما لا تطيق تدمير لطاقتها وتعويق لاكتساب انشراحها وسعادتها وهذا من حقها الذي ينبغي مراعاته بين الحين والآخر، وهو من وسائل دفع الهم والحزن، وصرف النظر عن المخاوف، والاستعداد والتفرغ للمستقبل.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (كتبه أبو الحسن ابن الفقيه)


من كتاب

دليلك إلى السعادة المؤلف أبو الحسن بن محمد الفقيه
جميل جدا استمري وفقتِ
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل