عوائق النجاح
هناك عوائق كثيرة تعيق الطالب في نجاحه الدراسي.
الكسل والعجز: وهو داء إذا استحوذ على الطالب حطم طموحه وصار به إلى الفشل والإحباط، وهو صفة نفيسة تتولد عند انحطاط الهمة وضعف الشعور بالمسئولية ومصاحبة البطالين، وقلة بعد النظر، وعلاج هذا الداء يكمن في توطين النفس على الصبر وعلى مشاق الحياة، وحملها على بذل الجهد من أجل التحصيل، فإنما ينال
العلم بالتعلم، ولا ينال العلم براحة الجسد، كما أن الاستعصام بالله جل وعلا لدفع هذا الداء من الأمور العظيمة التي تدفعه، ومن ذلك الاستعاذة بالله من العجز والكسل، فقد صح عن النبي e أنه كا ن يكثر من التعوذ منهما ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال»([1]) .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العين غالبًا ما تكون سببًا في ابتلاء بعض الطلاب بالعجز والكسل لا سيما الطلاب النجباء أو من لم يكن الكسل صفتهم في الغالب وطرأ عليهم فجأة.
وقد صح عن النبي e أنه قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله و قضائه وقدره بالأنفس»([2]) .
فإذا كا ن أكثر الناس موتًا بسبب إصابتهم بالعين فلا شك أن داء العجز قد يكون سببه العين أحيانًا وهي حق كما صح عن رسول الله e، ولذا يجب على الطالب أن يستمسك بالأسباب الشرعية وأن يحافظ على أذكار الصباح والمساء وأقلها قراءة آية الكرسي والمعوذات وسورة الأخلاص صباحًا ومساءً.
التسويف: وهو حالة طبيعية لمن حاد عن تنظيم وقته والتخطيط لأهدافه الدراسية ويؤدي في النهاية إلى تراكم الأعمال ثم العجز والكسل.
([1]) رواه البخاري.
([2]) يعني بالعين.
فانتبه من رقدة الغفلة فالعمر قليل
واطرح سوف وحتى فهما داء عليل
وأعظم أسباب التسويف هو انشغال الطالب بالأعمال الثانوية أو ربما بسفاسف الأمور كالأفلام والمسلسلات والمباريات الرياضية التي لا ينتهي تسلسلها وجديدها، ولا يمكن تحقيق النجاح بتقديم هذه الأمور على الواجبات الدراسية..
الرفقة السيئة: فهي من أسباب الخذلان عامة، ومنه الخذلان في الدراسة وقد بين الله جل وعلا أن عونه وتأييده ونصرته إنما تكون للمتقين من عباده كما قال تعالى: }إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ{ فالمعية هنا معية نصرة وتأييد.
وكما قال تعالى: }اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا{.
وقال سبحانه: }إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا{ فكل هذه المعاني تدل على أن الطالب الذي يراعي حدود الله ويؤمن به ويتقه ويجتنب سخطه وغضبه ومناهيه فالنجاح حليفه، والنصر حظه، وأما الطالب الذي يبيت على المعاصي ويصر على الموبقات فهو يتعرض لسخط الله وغضبه، ويحق عليه قوله: }وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{ والخذلان والفشل الدراسي واحد من المصائب التي قد يعاقب بها الطالب جزاء على إسرافه وما كسبت يده!
الإحباط: هناك من الطلاب من يفرض عليه و اقعه بذل جهد أكبر للظفر بالنجاح، فقد تواجه الطالب مشكلات مادية حادة، وقد
يضطر إلى إيجاد عمل يؤمن منه دخلا ماديًا يتبلغ به طريقه الدراسي وهناك من يعيش في ظل مشكلات أسرية حادة تتطلب جلدًا وصلابة ومقاومة نفسية للمحافظة على التوازن في الدراسة وطلب العلم، وفي كل تلك الأحوال، فالطالب الطموح لا يستسلم للمشاكل ولا يجعلها تنال منه ليصاب بالإحباط، بل إنه يستعصم بالله سبحانه ويتقوى به ويشد عزمه لمعالجة ما يواجهه من صعاب مخترقًا طريقها بإيمان وثبات ويقين من نصر الله وعونه، بل إن ذروة النجاح غالبًا ما تكون من نصيب الطلاب الذين عايشوا في حياتهم الشدائد والمحن.
وما كنت ممن نال الملك بالمنى
ولكن بأيام أشبن النواصيا
لبست لها كدر العجاج كأنما
ترى غير صاف أن ترى الجو صافيًا
الوقوع في متاهات التغريب: وبعض الطلاب تغره المظاهر الجوفاء وتجذبه الموجة العارضة الداعية إلى تقليد الغرب، والتي تجر في طريقها كل مندهش غافل! فتجده قد جعل من مواكبة الموضة ومتطلباتها همه الأول ولو كان ذلك على حساب تحصيله ودراسته وغالبًا ما يقتل التمني الأجوف طموحه.. فتجد غاية حلمه أن يمتلك سيارة.. ولباسًا عصريًا وهاتفًا نقالا.. ومصروفًا يقضي به حاجاته.. دون أن يدرك أن مثل هذه الأشياء وغيرها في حد ذاتها تتطلب بذل جهد وتحقيق نجاح! فضلاً على أن همة الطالب الناجح تتجاوز المظاهر الجوفاء! ولكن عند التحقيق نجد أن التغريب الذي يشغل بال بعض الطلاب هو سهم من أعداء الإسلام هدفوا به إلى تفريغ
الشباب المسلم من طموحهم وأهدافهم العارمة وإشغالهم بسفاسف الأمور.
إدمان الانترنت: فبعض الطلاب إن لم يكن أغلبهم تستهويهم الدردشة على الانترنت فيقضون في مضمارها ساعات لو بذل بعضها في الدراسة و التحصيل لتحقق لهم النجاح، ومن الطلاب من يكون استعماله للانترنت في الاتجاه السلبي بحيث لا يسبب له الفشل في دراسته فقط، بل يوقعه في مخالفات شرعية لا ينال من ورائها إلا سخط الله تعالى عليه. والحمد لله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من كتاب
دليل الطالب إلى النجاح المؤلف أبو الحسن بن محمد الفقيه
هناك عوائق كثيرة تعيق الطالب في نجاحه الدراسي.
الكسل والعجز: وهو داء إذا استحوذ على الطالب حطم طموحه وصار به إلى الفشل والإحباط، وهو صفة نفيسة تتولد عند انحطاط الهمة وضعف الشعور بالمسئولية ومصاحبة البطالين، وقلة بعد النظر، وعلاج هذا الداء يكمن في توطين النفس على الصبر وعلى مشاق الحياة، وحملها على بذل الجهد من أجل التحصيل، فإنما ينال
العلم بالتعلم، ولا ينال العلم براحة الجسد، كما أن الاستعصام بالله جل وعلا لدفع هذا الداء من الأمور العظيمة التي تدفعه، ومن ذلك الاستعاذة بالله من العجز والكسل، فقد صح عن النبي e أنه كا ن يكثر من التعوذ منهما ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال»([1]) .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العين غالبًا ما تكون سببًا في ابتلاء بعض الطلاب بالعجز والكسل لا سيما الطلاب النجباء أو من لم يكن الكسل صفتهم في الغالب وطرأ عليهم فجأة.
وقد صح عن النبي e أنه قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله و قضائه وقدره بالأنفس»([2]) .
فإذا كا ن أكثر الناس موتًا بسبب إصابتهم بالعين فلا شك أن داء العجز قد يكون سببه العين أحيانًا وهي حق كما صح عن رسول الله e، ولذا يجب على الطالب أن يستمسك بالأسباب الشرعية وأن يحافظ على أذكار الصباح والمساء وأقلها قراءة آية الكرسي والمعوذات وسورة الأخلاص صباحًا ومساءً.
التسويف: وهو حالة طبيعية لمن حاد عن تنظيم وقته والتخطيط لأهدافه الدراسية ويؤدي في النهاية إلى تراكم الأعمال ثم العجز والكسل.
([1]) رواه البخاري.
([2]) يعني بالعين.
فانتبه من رقدة الغفلة فالعمر قليل
واطرح سوف وحتى فهما داء عليل
وأعظم أسباب التسويف هو انشغال الطالب بالأعمال الثانوية أو ربما بسفاسف الأمور كالأفلام والمسلسلات والمباريات الرياضية التي لا ينتهي تسلسلها وجديدها، ولا يمكن تحقيق النجاح بتقديم هذه الأمور على الواجبات الدراسية..
الرفقة السيئة: فهي من أسباب الخذلان عامة، ومنه الخذلان في الدراسة وقد بين الله جل وعلا أن عونه وتأييده ونصرته إنما تكون للمتقين من عباده كما قال تعالى: }إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ{ فالمعية هنا معية نصرة وتأييد.
وكما قال تعالى: }اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا{.
وقال سبحانه: }إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا{ فكل هذه المعاني تدل على أن الطالب الذي يراعي حدود الله ويؤمن به ويتقه ويجتنب سخطه وغضبه ومناهيه فالنجاح حليفه، والنصر حظه، وأما الطالب الذي يبيت على المعاصي ويصر على الموبقات فهو يتعرض لسخط الله وغضبه، ويحق عليه قوله: }وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{ والخذلان والفشل الدراسي واحد من المصائب التي قد يعاقب بها الطالب جزاء على إسرافه وما كسبت يده!
الإحباط: هناك من الطلاب من يفرض عليه و اقعه بذل جهد أكبر للظفر بالنجاح، فقد تواجه الطالب مشكلات مادية حادة، وقد
يضطر إلى إيجاد عمل يؤمن منه دخلا ماديًا يتبلغ به طريقه الدراسي وهناك من يعيش في ظل مشكلات أسرية حادة تتطلب جلدًا وصلابة ومقاومة نفسية للمحافظة على التوازن في الدراسة وطلب العلم، وفي كل تلك الأحوال، فالطالب الطموح لا يستسلم للمشاكل ولا يجعلها تنال منه ليصاب بالإحباط، بل إنه يستعصم بالله سبحانه ويتقوى به ويشد عزمه لمعالجة ما يواجهه من صعاب مخترقًا طريقها بإيمان وثبات ويقين من نصر الله وعونه، بل إن ذروة النجاح غالبًا ما تكون من نصيب الطلاب الذين عايشوا في حياتهم الشدائد والمحن.
وما كنت ممن نال الملك بالمنى
ولكن بأيام أشبن النواصيا
لبست لها كدر العجاج كأنما
ترى غير صاف أن ترى الجو صافيًا
الوقوع في متاهات التغريب: وبعض الطلاب تغره المظاهر الجوفاء وتجذبه الموجة العارضة الداعية إلى تقليد الغرب، والتي تجر في طريقها كل مندهش غافل! فتجده قد جعل من مواكبة الموضة ومتطلباتها همه الأول ولو كان ذلك على حساب تحصيله ودراسته وغالبًا ما يقتل التمني الأجوف طموحه.. فتجد غاية حلمه أن يمتلك سيارة.. ولباسًا عصريًا وهاتفًا نقالا.. ومصروفًا يقضي به حاجاته.. دون أن يدرك أن مثل هذه الأشياء وغيرها في حد ذاتها تتطلب بذل جهد وتحقيق نجاح! فضلاً على أن همة الطالب الناجح تتجاوز المظاهر الجوفاء! ولكن عند التحقيق نجد أن التغريب الذي يشغل بال بعض الطلاب هو سهم من أعداء الإسلام هدفوا به إلى تفريغ
الشباب المسلم من طموحهم وأهدافهم العارمة وإشغالهم بسفاسف الأمور.
إدمان الانترنت: فبعض الطلاب إن لم يكن أغلبهم تستهويهم الدردشة على الانترنت فيقضون في مضمارها ساعات لو بذل بعضها في الدراسة و التحصيل لتحقق لهم النجاح، ومن الطلاب من يكون استعماله للانترنت في الاتجاه السلبي بحيث لا يسبب له الفشل في دراسته فقط، بل يوقعه في مخالفات شرعية لا ينال من ورائها إلا سخط الله تعالى عليه. والحمد لله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من كتاب
دليل الطالب إلى النجاح المؤلف أبو الحسن بن محمد الفقيه