هل تعلم أن
الدورة الدموية عند الجنين تتغير بعد الولادة؟
وأنها معجزة ربانية
من المعروف أن البطين الأيسر للقلب يدفع الدم الغني بالأوكسجين إلى الشريان الأبهر والذي يتفرّع إلى شرايين إلى مختلف مناطق الجسم لتغذيتها بالأوكسجين والمواد الغذائية الأخرى التي يحملها الدم والذي يعود خلال الشبكة الوريدية إلى الجهة اليمنى من القلب وتُعرَف هذه بالدورة الدموية الكبرى.
ثم يقوم البطين الأيمن بضخ الدم الوريدي الفقير بالأوكسجين إلى الرئتين واللتان يتم فيهما التبادل الغازي بين غازات الدم والهواء الخارجي ليصبح مشبّعاً بالأوكسجين ثم يعود إلى الجهة اليسرى من القلب ، وتُعرَف هذه بالدورة الدموية الصغرى.
وأما في الجنين فالرئة لا تعمل ، والدورة الدموية تختلف في اتجاهاتها حيث يصل الدم الغني بالأوكسجين من مشيمة الأم خلال الوريد السُرّي (الذي يُقطع وينغلق بعد الولادة) إلى أوردة الجنين ومنها إلى الجهة اليمنى من قلب الجنين
وتوجد في قلب الجنين بين الأذينين فتحة Foramen Ovale (والتي تنغلق بعد الولادة ) يعبر من خلالها بعض الدم إلى الأذين الأيسر
وهنا موقع فتحة Foramen Ovale ما بين الأذينين : يوضحها السهم
والقسم الآخر من الدم يذهب إلى البطين الأيمن والذي يضخه إلى الشريان الرئوي
وهنالك قناة دموية تربط الشريان الرئوي بالشريان الأبهر (والتي تنغلق بعد الولادة) Ductus Arteriosus تنقل الدم إلى الشريان الأبهر عند الجنين.
وهنا موقع Ductus Arteriosus ما بين الدم الشرياني والوريدي عند الطفل ، ويوضحه السهم :
والأمر الثالث هو أن الشرايين الرئوية تكون ذات مقاومة عالية Pulmonary Vasculature Resistance عند الجنين تمنع معظم الدم من الذهاب إلى رئتي الجنين
والأمرالرابع هو تضيق في تقوس الشريان الأبهر Aortic isthmus
التغيرات بعد الولادة :
إنّ هذه التدابير الأربعة في دورة الجنين الدموية والمهمة جداً أثناء الحياة الجنينية والتي تكون فيها الرئتان خاملتين وليس فيهما عملية تنفس تتغير بعد الولادة مباشرةً حيث تنشط رئتا الطفل المولود لتقوما بعملية التنفس الشهيق والزفير المعروفة وتنغلق الفتحة بين الأذنين كما وتنغلق القناة الواصلة بين الشريان الرئوي والشريان الأبهر كما وتقل المقاومة في الشرايين الرئوية ليندفع الدم إلى رئتي الطفل واللتين تقومان بالتبادل الغازي خلال عملية التنفس .
والأمر الرابع هو انفتاح التضيق في تقوس الشريان الأبهر .
الخلاصة والاستنتاج :
نحن إذن أمام دورتين دمويتين محكمتين كاملتي التصاميم الدقيقة ، وأمام دورتين دمويتين محكمتين بطريقة أخرى عند الجنين ومصممتين لتتغيرا بعد الولادة وتتحولان إلى الدورتين الدمويتين الكبرى والصغرى الاعتياديتين بعد الولادة . فهناك تصاميم كاملة الحكمة في تلكم الدورات الدموية ، كما وهنالك تصاميم مسبقة لتغيير الدورة الدموية بعد ولادة الطفل وإغلاق الحبل السري ، وهذه واحدة من تصاميم لها أول وليس لها آخر في جسم الإنسان تدل على مصمّم حكيم عليم لجسم الإنسان كما وأنّ الحكمة وإتقان التصاميم تصل إلى أمور غير موجودة في جسم الجنين ولكنها ستحدث بعد ولادة الطفل وبعد شهور طويلة من الحياة الجنينية فنحن إذن أمام تصاميم مترابطة ويكمل بعضها البعض الآخر ومحسوبة بدقة لا متناهية ولا يمكن أن تصدر إلا عن خالق حكيم عليم سبحانه وتعالى
"فويل لمن جحد الخالق المدبِّر وأنكر المقدِّر" الإمام علي (ع) في نهج البلاغة
منقووووول
